07-11-2015 10:29 AM
سرايا - سرايا - يجمع فيلم «جسر الجواسيس» (Bridge of Spies)(2015) بين أفلام السيرة الذاتية والدرامية والتاريخية والإثارة والتشويق. وهو الفيلم الروائي السابع والعشرون من إخراج المخرج ستيفين سبيلبيرج، أكثر المخرجين نجاحا على شباك التذاكر في تاريخ السينما، وهو منتج مشارك للفيلم.
يستند فيلم «جسر الجواسيس» إلى شخصيات وأحداث حقيقية تعود إلى خمسينيات وستينيات القرن الماضي خلال الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي بزعامة الولايات المتحدة والشرقي بزعامة الاتحاد السوفييتي. وتبدأ أحداث الفيلم في العام 1957 بإلقاء القبض على الجاسوس السوفييتي رودولف أبيل (الممثل مارك ريلانس) في مدينة نيويورك. ويكلّف المحامي جيمس دونوفان (الممثل توم هانكس) من قبل رئيسه (الممثل المخضرم ألان ألدا) بطلب من وكالة المخابرات المركزية الأميركية بالدفاع في المحكمة عن الجاسوس المتهم. ورغم اتّباع هذا المحامي الإجراءات القانونية المطلوبة في الدفاع عن الجاسوس السوفييتي، فإن جهوده تقابل بالصدمة والغضب من الشعب الأميركي. وتنتهي محاكمة الجاسوس السوفييتي بإدانته وبالحكم عليه بالسجن 30 عاما. ونتعرف على بطل القصة المحامي دونوفان كشخص عادي قبل أن يواجه سلسلة من التحديات، وهو رجل مستعدّ للقيام بما يمليه عليه ضميره حتى ولو لم تحظ مواقفه بموافقة الآخرين، بما في ذلك أسرته.
وبعد مرور خمس سنوات يلقي الاتحاد السوفييتي القبض على الطيار الأميركي فرانسس جاري باورز (الممثل أوستن ستويل) بعد إسقاط طائرته التي كانت تقوم بمهمة تجسسية في أجواء الاتحاد السوفييتي، وتتم إدانته وسجنه. وفي نفس الوقت يتم إلقاء القبض على الطالب الأميركي فريدريك بريور (الممثل ويل روجرز) في ألمانيا الشرقية وهو يحاول مرافقة صديقته الألمانية من برلين الشرقية إلى برلين الغربية ويتم اعتقاله واتهامه بالتجسس.
واستجابة لرسالة يتلقاها المحامي دونوفان من الاتحاد السوفييتي يقترح فيها تبادل السجناء، وبعد الحصول على موافقة وكالة المخابرات المركزية الأميركية على هذا العرض، يصرّ المحامي على أن تشمل الصفقة تبادل الجاسوس الروسي بالطيار الأميركي بالإضافة إلى الطالب الأميركي المسجون في ألمانيا الشرقية. ويكتشف هذا المحامي أن عالم التجسس يعتمد على المرونة وإبرام الصفقات واستخدام الحيل والذرائع. وبعد سلسلة من التطورات المثيرة ينجح المحامي دونوفان في مهمته ويتم إبرام الصفقة والإفراج عن الجاسوس الروسي والطيار والطالب الأميركيين.
ويشتمل فيلم «جسر الجواسيس» على دراما وثائقية تاريخية مبنية على الحقائق، ويقدّم عرضا لمشاكل عصر الحرب الباردة ومشاعر التوتر التي سيطرت عليه ويؤكد على أهمية عدم كره الأجانب والخوف منهم. وهذا الفيلم هو رابع فيلم يجمع بين المخرج القدير والشهير ستيفين سبيلبيرج الحائز على ثلاث من جوائز الأوسكار والممثل القدير والشهير توم هانكس الحائز على اثنتين من جوائز الأوسكار.
ويقدّم الفيلم نموذجا لأفلام المخرج ستيفين سبيلبيرج التي تتميز بقوة الإخراج والتمثيل وبراعة السيناريو والتصوير والموسيقى التصويرية. وتعرض أول 27 دقيقة من الفيلم بدون موسيقى تصويرية، وتستخدم الموسيقى بعد ذلك بصورة متقطعة، ويؤكد الفيلم على الحوار وبناء التوتر عن طريق التحدث. ويعود في هذا الفيلم كثيرون من الفنانين والفنيين المحترفين والقديرين الذين شاركوا في أفلام المخرج ستيفين سبيلبيرج السابقة والذين فازوا بالعشرات من جوائز الأوسكار وبالمئات من الجوائز الأخرى.
وعرض فيلم «جسر الجواسيس» في ثلاثة مهرجانات سينمائية هي مهرجانات نيويورك وميل فالي وهامبتونز السينمائي الدولي الأميركي. وفاز الفيلم باثنتين من جوائز هوليوود السينمائية. واحتل هذا الفيلم في أسبوعه الافتتاحي المركز الثالث في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية. وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية 58 مليون دولار خلال الأسبوعين الأولين لعرضه، فيما بلغت تكاليف إنتاجه 40 مليون دولار.