حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 30282

أيها «المطر» لم تعد مطرا .. !

أيها «المطر» لم تعد مطرا .. !

أيها «المطر» لم تعد مطرا .. !

07-11-2015 03:50 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ.د رشيد عبّاس
حين تخطف الأطفال الأبرياء من بيننا, وحين تطفو السيارات على سطحك الهائج تحت أنفاقنا, وحين تُحطم أشجار الزيتون العاشقة لك, وحين تلغي أرصفة شوارعنا الجميلة الملونة, وحين تُغير طعم التفاح في الجنوب, وحين تزرع الخوف في قلوبنا, وحين نختبئ منك ونهرب عنك, ..حين كل ذلك وأكثر لم تعد أيها المطر مطرا, ..أيها المطر هل أنت فقط عاقد الحاجبين, أم تقصد نشر غسيلنا مرّتين, أيها المطر لك أن تمر دون خداع بين الرّصيف وبيني, أيها المطر أن كنت «سريعا» «ثقيلا» أرجو أن تسمح لي أن احمل معي بطاقتين, وأن تأذن لي أن أقرأ إطلالتك علينا قبل أو أكثر من يومين.
بكل صراحة مطر هذه الأيام«مخيف» ويختلف اختلافا كليا عن مطر أيام زمان, اذكر أن مطر أيام زمان كان ناعما فيه رحمة يستمر أسبوع كامل أو ربما أكثر من ذلك دون أن يترك أية أثار سلبية كانت أم مادية بل على العكس من ذلك كانت الأرض تنتظره لتستفيد منه وكان الناس ينبسطوا ويفرحوا لقدومه وتسير الأمور الحياتية بكل سلاسة وهدوء, .. لكن مطر هذه الأيام من النوع «السريع» «الثقيل» لمدة ساعة أو ربما أكثر بقليل وقطراته من النوع الكبير, الأرض لا تستفيد منه والناس لا ينبسطوا ولا يفرحوا لقدومه, وتحدث ارتباكات كثيرة عند نزوله, لأنه «سريع» «ثقيل» تكون أضراره كثيرة وتصريف المياه له بطيء ولا يمكن تجنبه واخذ الحيطة والحذر منه بشكل كامل.
لذا علينا جميعا دون استثناء أعادة النظر في طريقة إنشاء الشوارع وطرق تصريف مياه الأمطار فيها, علينا جميعا دون استثناء أعادة النظر في طريقة بناء الإنفاق والجسور, علينا جميعا دون استثناء أعادة النظر في خطط الطوارئ, علينا جميعا دون استثناء أن نُغير كل شيء في ضوء هذا النوع من الأمطار, علينا جميعا دون استثناء أعادة النظر في أسلوب وطريقة «الدوام» وأسلوب وطريقة «تعليق» الدوام, علينا جميعا دون استثناء أعادة النظر في أسلوب وطريقة «الانسحاب» من الدوام وبالذات للطلبة, كل ذلك يجب أن يكون من خلال الخطط الإجرائية القابلة للتنفيذ والمجربة على مواقف افتراضية تدريبية قبل فصل الشتاء.
عذرا أيها المطر, أنت بهجة الأطفال, ونراك من نوافذ السيارات جميلا, أيها المطر أنت تعشق أشجار الزيتون, أنت من تغسل أرصفة الشوارع, أنت من تعطي طعما أخر لتفاح الجنوب, أنت من تزرع الأمل في نفوسنا, أنت من نلجأ لك عند القحط, أيها المطر نحتاج إليك وندعو الله عز وجل أن يسقينا بك من بركات السماء، وندعو الله من خلالك أن يكشف عنا من البلاء ويرسل السماء علينا مدرارا, أيها المطر من خلالك نرفع تحية الاحترام والإكبار والإجلال لرجال الأمن العام ورجال الدفاع المدني ورجال آخرون كثر في أردننا الحبيب على جهودهم المبذولة.
..أيها المطر العزيز عد لنا غيثا مغيثا، هنيئا مريعا، غدقا مجللا، طبقا سحا, أيها المطر نريد منك أن تنبت لنا الزرع ، ونريد منك أن تدر لنا الضرع, أيها المطر نريد منك أن ترفع عنا الضنك والجهد والجوع والعري, أيها المطر العزيز نرجو منك أن تكون «هادئا» عندما تنزل من السماء إلى الأرض, وأن تكون «هادئا» عندما تجري في الشوارع والأنفاق والطرقات والأودية, نتمنى عليك أن تغسل لنا الجو والأرض من الغبار والأوساخ العالقة, كما ونتمنى عليك أن تغسل أجساد وأجسام «البعض منا» من الذنوب والخطايا المتراكمة إن وجدت.








طباعة
  • المشاهدات: 30282
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم