07-11-2015 04:55 PM
بقلم :
سرايا - ما هي الالعاب النارية ؟
تصنع الالعاب النارية بالاساس من بودرة البارود، وهي خليط من الملح الصخري والكبريت والفحم. ويتم اضافة مواد كيميائية للالعاب من اجل الحصول على المؤثرات، ووضعها جميعها داخل غلاف، مع وجود صمامات للتاكد من عدم انفجارها الى حين استخدامها. وتختلف المواد الكيميائية المضافة الى الالعاب اعتمادا على نوعها (صواريخ، والمفرقعات التي تظهر اشكالا وردية وغيرهم). وهي تشتعل بسرعه في حالة وجود مصدر اشتعال وتنفجر اذا كانت كميات كبيرة موجودة بنفس مكان التخزين.
صناعة المفرقعات
من أبرز الدول المصنعة للألعاب النارية: الصين، وإسبانيا، وإيطاليا، والولايات المتحدة الأمريكية. أخطار وضحايا الألعاب النارية لا تخلو صحيفة يومية في العالم من حوادث حرائق وانفجارات سببها الألعاب النارية راح ضحيتها مئات الشباب والأطفال؛ فعلى سبيل المثال وقع في الصين 98 حادثة انفجار بسبب الألعاب النارية في الشهور التسعة الأولى من عام 2003، مما أدى إلى مصرع 209 أشخاص. كما أشار تقرير منظمة العمل الدولية عن عمالة الأطفال في نفس العام إلى مصرع عدد كبير من الأطفال في الصين عندما كانوا يصنعون الألعاب النارية؛ لذا وضعت الحكومة الصينية إجراءات صارمة لتقييد إنتاج الألعاب النارية بهدف كبح التفجيرات الناجمة عن الألعاب النارية. وتسبب الالعاب النارية للمستخدمين الحرائق والتشوهات المختلفة التي قد تكون خطيرة في أغلب الأحيان، علاوة على أن الصوت الصادر عنها يؤثر وبشكل كبير على الأطفال المتواجدين بالقرب من منطقة اللعب، ويعد هذا نوعا من أنواع التلوث الضوضائي الذي يؤثر على طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين. بالضافة الى مخاطر جسيمة على مناطق اخرى من الجسم خصوصا العينين.
ما الذي حصل في جمرك عمان
بعيدا عن مجرى التحقيق في الحادث ومن خلال وجهة نظر سلامه عامة بحتة والمعايير الدولية للتعامل مع هذة المادة الخطرة والمتفجرة وبالاعتماد على التجارب الدولية ,وبالرجوع للتصاريح الرسمية الحكوميةبان ما حصل هو نقل الالعاب النارية من حاوية لإخرى بوجود عدد من العمال والمعاينين الجمركيين ومالكي البضاعة,من وجهة نظر فنية قد يكون من المرجح ( وايضا نترك الامر للجنه التحقيق) عدم وجود تقييم للمخاطر لعملية نقل المواد من حاوية لاخرى حيث يجب اخذ احتياطات سلامة عديدة وقائية لمنع الإشتعال والانفجار وأن ضعف تلك الاجراءات يتبن ذلك واضحا من خلال ما يلي :
1. وجود عدد كبير من الاشخاص في هذة العمليةالخطرة ما أدى الى وفاه 7 اشخاص وجرح حوالي 12 شخص.
2. عدم عزل منطقة معاينة أو نقل البضاعة بين الحاويات حيث تبين الصور أن مكان وجود الحاويات بالقرب من تجمع عدد كبير من السيارات المستعمله مما يزيد احتمالية وصول مصادر اشتعال من تلك الاليات أو مرتادي المنطقة.
3. من الضروري أن يتم الاحتفاظ بالالعاب النارية جافة. حذار من تخزين الألعاب النارية خارجيا لفترة طويلة التي يمكن الحصول على رطوبة وتجنب أي مكان يوجد بة تغييرات كبيرة في درجات الحرارة .
4. تجنب وجود مصدر للإشتعال مثل التدخين أو الاحتكاك او الحرارة وهو على الأغلب أنها السبب الرئيسي للاشتعال أثناء عملية تفريغ الحاوية او السيناريو الاقوى لغاية الان.
5. اكتظاظ منطقة التخزين وكما بينت الفيديوهات المنشورة عدم سهوله وصول آليات الاسعاف والاطفاء والانقاذ التابعة للدفاع المدني.
هل كنا بحاجه لهكذا لحادث لنراجع اجراءات السلامه ؟
تحضر الاردن استيراد وتداول الألعاب النارية منذ عام 2009؛ لذا فأغلب الكميات التي تدخل تكون بطرق غير مشروعة من خلال التهريب أو من خلال عدم الافصاح أن محتويات الحاويات هي العاب نارية وانما مواد اخرى, وهذا لا يمكن منعه ما دام هناك أشرار ومهربين ,لكن الأهم أن قصة السلامه العامة تبدأ من هنا من خلال كيفية التعامل الآمن والسليم وحسب معايير السلامه الدولية مع هذة الحاويات من لحظة اكتشافها الى مرحلة التخلص منها أو وضعها في مكان آمن بعيدا عن المناطق المأهولة, وايضا من خلال وجود مرجعية واحدة مدربة ومتخصصة للتعامل مع المواد الخطرة بوجود مختصين في المدونة الدولية للمواد الخطرة وتطبيقها بالاضافة لتطبيق للقوانين ذات العلاقة بصرامة.
ماذا بعد ؟
كرأي شخصي أرى أنة من اللازم البدء فورا باتخاذ الاجراءات التالية لمنع تكرار هكذا حوادث جسيمة بسبب عدم توافر شروط السلامه العامة, ليس فقط في حالة التعامل مع الالعاب النارية وانما في التعامل مع جميع المواد الكيماوية التي تصنف على أنها خطرة:
• عمل اجراءات عمل قياسية لعمليه نقل ومعاينه وتخزين المواد الخطرة (SOP ) ومن ضمنها الالعاب النارية باشراك جميع الجهات ذات العلاقة من موانيء وجمارك والجهات الرقابية المعنية الاخرى.
• وجود مرجعية واحدة مدربة للتعامل مع المواد الخطرة ووجود مختصين في المؤسسات الرقابيه.
• جعل السلامه العامة على رأس أولويات الموسسات الوطنيه فهنا كدوائر ومديريات تجارية وعمليات ومالية وموارد بشرية وخدمه جمهور لكن لا يوجد دوائر للسلامه العامه والصحة والبيئة في معظمها كما في الشركات والمؤسسات العلمية أو في الدول المتقدمة الاخرى ,فاذا ما استثنينا الشركات التي لها امتدادات عالمية ودولية في الاردن فالسلامه والبيئة غير موجودة في الهياكل التنظيمية لتلك المؤسسات.
• وجود عدد كافي من المختصين في السلامة في لجان التحقيق في هكذا حوادث واعتماد منهجيات معتمدة دوليةللتحقيق للوصول للاسباب الجذرية لتلافيها لمنع تكرار الحدوث فغالبا البعد الجرمي أو الامني هو المرجعية لهيئات او لجان التحقيق وهو غير كافي لمنع تكرار هكذا حوادث.
الكاتب المهندس فراس الطويل
خبير سلامه عامة
ferasaltaweil@gmail.com