08-11-2015 12:55 PM
بقلم : د. ناريمان عطية
في دقائق جلت قدرته تعالى بانهمار الامطار الغزيره والقويه مترافقة بصوت الرعد والبرق الذي أذهل القلوب وادهش العقول كانت هائلة سريعة بكميات كبيرة تُشكيل سيول متدافعة متلاحقة تسحب وتأخد ما تجد أمامها وتدفع وتهدم بقوة أي شي يقف بطريقها...البيوت والمحلات التجارية تغرق والسيارات تتحطم وتحطم غيرها... المناهل لا تستوعب مقدار الماء الهائل تنفجر وتُصعد المياه للاعلى وتسير بسرعة مخيفه لا اله الا الله القادر ...في ساعة تغير الحال من حال إلى حال....دب الرعب في قلب كل أردني على نفسه وأحبته في كل مكان وظهرت ردات فعل مختلفة منهم من شعر مع المنكوبين والمحجوزين ودعى لهم وحزن عليهم ومنهم من قدم لهم العون والمساعدة ومنهم من نظر من منظار سلبي وبدأ بإلقاء اللوم على فلان وعلان وبكلام وتفسيرات يسمح بها لمن يريد نشر الفساد والبلبلة أن يأخد منفذ للوصول إلى ما يريد...وهي لا تغني ولا تسمن من جوع....وإن كان هناك تقصير فقد حان للضمائر أن تصحوا فالله يعلم وسوف يُسأل كل راعٍ عن رعيته... ونتساءل هل هذا البلد المترابط المتماسك المحب للخير الممتليء بالنشامى جنودًا وأفرادًا ينتظر لا سمح الله السوء لاي انسان !!!! وهل نفقد الثقة ونلقي اللوم على الجميع لإجل بعض المفسدين الذين أثروا...بإهمالهم....مع تدخل القدر.....فنحن لا نستطيع أن نقف في طريقه...فما حدث هو أقوى مما نتخيّل عندما يريد أن يصيب إنسان سيصيبه في اي مكان وكيف ما كان....
لنكن عقلانين في حكمنا...وننظر بإجابية إلى الجانب المشرق إلى من خاطر بحياته لانقاذ أسرة عالقة في المياة المتدفقة وقضبان الحماية الحديد تمنعهم من الخروج، ومن انقذ أطفالًا صغارًا يصرخون خوفًا ورعبًا في باص مدرسه عالق ، ومجموعة من الشباب انقذوا أمرأة كبيره مسنه والمياة تدفعهم وتسيروا بهم ويقاومونها، وكبار وصغار في الجسور يستنجدون ويسحبون منها، والكثير من العالقيين في سياراتهم، وعائلات تستضيف من غرق بيتهم في الماء تكسوهم وتطعمهم وتغمرهم بعطفها وحنانها، نقول لهولاء النشامى حياكم الله وزادكم قوة ورفعة وكثر الله من أمثالكم بكم نفتخر ونعتز ودائما رافعين رأسنا بشعبنا وقدوتنا ال هاشم أهل النخوة والكرم....وبمقولة الملك الحسين رحمه الله الإنسان أغلى ما نملك لنجدد النية ولنفكر قليلًا وننظر إلى القلوب لعلها تغيرت، ولقول الله تعالى في سورة الرعد { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } آية عظيمة تدل على أن الله تبارك وتعالى بكمال عدله وكمال حكمته لا يُغير ما بقوم من خير إلى شر، ومن شر إلى خير ومن رخاء إلى شدة، ومن شدة إلى رخاء حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإذا كانوا في صلاح واستقامة وغيروا غير الله عليهم بالعقوبات والنكبات والشدائد وغير هذا من أنواع العقوبات جزاء وفاقًا قال سبحانه: وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيد...
لنفتح عقولنا ونغير قلوبنا ونسير بخطى جديدة بقلب واحد شاكر حامد بيد واحدة متماسكة بهمة عالية ولنضع الأية الكريمة أمام أعيننا { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}.
في حماية ورعاية الله ياأردن الخير
أردن النشامى
أردن الأخوه والنخوه
#كلنا_الأردن