سرايا - سرايا- محطة جديدة يحط فيها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في أتون لجّة من التحولات التي شهدتها مصر في السنوات الاخيرة.
يعلّق نقاد ومهتمون تابعوا مسيرة المهرجان المديدة، الكثير من الآمال على دورته التي ستبدأ الأربعاء المقبل، مبينين ان دورة المهرجان السابعة والثلاثين، تفيض بالأفلام الآتية من مختلف أرجاء المعمورة موزعة على الكثير من البرامج والأقسام والنشاطات المتنوعة.

واضح ان القائمين على المهرجان الذي تترأسه الناقدة والباحثة السينمائية د. ماجدة واصف، بذلوا الكثير من الجهد في مواجهة تحديات جذب واستقطاب هذا الكم الوفير من الافلام العربية والعالمية كما يحسب لادارة المهرجان اقناع صناع السينما المصرية المشاركة باحدث انجازاتهم وهم الذين طالما كانوا يصدّون عن المشاركة بالمهرجان.

تشتمل دورة هذا العام على خمسة أفلام مصرية في عرضها الاول وزعت على مسابقات المهرجان منها فيلمان بالمسابقة الرسمية تحضر فيها الوان من الموروث الشعبي القديم في الحياة اليومية لاناس في بيئة شعبية بسيطة.
اختار المهرجان الفيلم الاميركي المعنون (ريكي وفرقة فلاش) لجوناثان ديمي، للعرض في حفل الافتتاح، وفيه تؤدي الممثلة ميريل ستريب دور امرأة انفصلت عن زوجها وأولادها الثلاثة لتحقق نفسها كمطربة روك.
ويحتفي المهرجان بالنجمة الإيطالية كلوديا كاردينال بمنحها جائزة (فاتن حمامة) التقديرية، لمسيرتها المديدة في الاضطلاع بادوار سينمائية لافتة، كما سيتم منح الجائزة ذاتها الى الممثل حسين فهمي، مثلما يجري منح المخرجة الهندية فرح خان جائزة فاتن حمامة للتميز.

وسيكرم المهرجان الراحلين فاتن حمامة وعمر الشريف ونور الشريف، حيث يشمل حفل التكريم اصدارات نقدية عن مسيرة كل منهم تحت عناوين: (فاتن) للناقد طارق الشناوي، (عمر الشريف - وجوه) لمحمود قاسم، و(نور الشريف-وجوه بلا اقنعة) للدكتور وليد سيف، كما سيتم إصدار كتاب (آليات إنتاج السينما المستقلة في العالم العربي) للمخرج والناقد احمد عاطف.
ويضطلع المخرج الجورجي جورج أوفاشفيلي برئاسة لجنة تحكيم الأفلام الروائية وهو المخرج الحائز على الجائزة الكبرى في مهرجان كارلو فيفاري، وفي عضوية اللجنة المنتج البريطاني بول وبستر والمنتجة الفرنسية آن دومينيك توسان والمخرجة المغربية ليلى المراكشي والمخرجة والممثلة ومصممة الاستعراضات الهندية فرح خان، ومن مصر هناك المخرج مروان حامد والممثلة داليا البحيري.

ويحتفي المهرجان باحدث نتاجات السينما اليابانية الجديدة المنجزة في العقدين الاخيرين، وفيها تنطوي على تيارات واتجاهات متنوعة وعلى وجه الخصوص أفلام التحريك الشهيرة باليابان والمعنونة: (نوسيكا أميرة وادي الرياح) و(جار توتورو) و(خدمة كيكي للتوصيل)، وغيرها وهي جميعا تنطوي على اشتغالات متنوعة تبرز تجارب وطاقات وأساليب مبتكرة في السرد الجمالي والفكري المليئة بمفردات وتفاصيل من العيش اليومي وفي علاقات الذات مع بيئات وشخوص في صخب هذا العالم.
بمناخات فريدة وممتعة تجيء الافلام المشاركة بالمسابقة الرسمية وعددها اربعة عشر فيلما محملة باللقيات والمفاجاءات والتحولات التي تشكل مصائر شخوص افراد وجماعات، تشي بتلك اللحظات الممتعة في اداء الممثلين وهي تنهض على مواقف متباينة في اجواء من الكوميديا والرومانسية والتشويق والمغامرات والملاحم التاريخية، أبرزها فيلم (١٩٤٤) للمخرج الاستوني المو نوجانين، وتدور أحداثه خلال العام الأخير من الحرب العالمية الثانية فوق الأراضي الاستونية على الحدود بين أوروبا وروسيا.

ومن بين افلام المسابقة: (مدام كوراج) للجزائري مرزاق علواش، (مادونا) للكوري شين سو وون، (البحر الأبيض المتوسط) للايطالي جوناس كاربينيانو، (مينا تسير) للأفغاني يوسف باراكي، و(حياتنا اليومية) للبوسني أنيس تانوفيتش.

ويضم ركن (مهرجان المهرجانات) عددا وفيرا من الافلام المتنوعة التي ظفرت بجوائز المهرجانات الدولية وحازت على اعجاب واهتمام النقاد وجرى تكريس صناعها من بين الطاقات الابداعية على غرار الفيلم الايطالي (المراعي الخضراء) للمخرج المخضرم ارمانو أولمي.

وينظم المهرجان ملتقى مهرجان القاهرة للمشاريع السينمائية، حيث جرى اختيار تسعة مشاريع روائية، وثلاثة أفلام تسجيلية من: الأردن ومصر وفلسطين ولبنان والمغرب وسورية، وتنال الاعمال الفائزة بجوائز نقدية لغايات الدعم والتمويل كما يشق الطريق امام الفائزين للتواصل مع جهات ومؤسسات تعنى بإنتاج افلامهم.

ويضم برنامج (آفاق للسينما العربية) سبعة أفلام هي: الفيلم اليمني (أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة) لخديجة السلمي والفيلم البحريني (الشجرة النائمة) لمحمد راشد بوعلي والفيلم العراقي (خارج داخل بغداد) لقاسم حول والفيلم الفلسطيني (حب وسرقة وأشياء أخرى) لمؤيد عليان الذي اختار أن يكون فيلمه بالأسود والأبيض، والمليء باشكال من السخرية تجاه الواقع المرير ، وهناك ايضا الفيلم السوري (في انتظار الخريف) لسلاف فواخرجي والفيلم المغربي (إطار الليل) لتالا الحديد.

ويعقد المهرجان اكثر من ندوة متخصصة، تدور وقائع كل منها حول قضايا وموضوعات متنوعة هي: السينما الفلسطينية، أفلام التحريك، الدولة وصناعة السينما، ترميم الأفلام وسياسة الحفاظ على التراث السينمائي، سينما صلاح أبوسيف وكامل التلمساني، وهناك ورشة عمل سينمائية لتمكين شباب عرب من أدوات التعبير بثقافة الصورة وتعريفهم بمفردات من صناعة الفيلم السينمائي كالسيناريو والإخراج والتصوير والمونتاج والصوت وتنتهي بعرض فيلم قصير من انجاز المشاركين بالورشة.