11-11-2015 11:07 AM
بقلم : د. نزار شموط
تكشف مواسم الخير في كل عام عن تجاوزات في منح رخص بناء خارج كودات البناء المعتمده . والكودات هي مجموعة القوانين والنظم الفنية والعلمية والإدارية التي تعتمدها وزارة الاشغال العامة لضمان الحد المقبول من السلامة والصحة العامة على أساس القوانين العلمية والظروف الطبيعية والقواعد الهندسية وخواص المواد والمخاطر الطبيعية كالزلازل والحرائق والرياح والامطار وكذا أغراض استخدام المنشأ .
لقد ترتب على أخطاء البناء أو قصوره آثار ضارة بسلامة الإنسان وصحته وحياته , وهذا ما حدث في مواسم الامطار الاخيرة من مداهمة المياه لبيوت تم الترخيص لها بالبناء رغم ان مواقعها لا تصلح للسكن لوجودها في مجاري السيول او في مواقع منخفضة تعتبر تجمعات للمياه .
والسؤال كيف يسمح لهؤلاء بالحصول على رخص بناء ؟ واين مراعاة الكودات ؟
لقد شاهدنا السيول تداهم البيوت والعمارات , وبمشاهد مرعبة , تؤكد التساهل في اصدار رخص البناء بدون مراعاة لمواقع البناء وشروط الكودات المقّرة والمعتمده . لقد شاهدت بأم عيني بيوت تبنى على جنبات مجرى سيل الزرقاء في منطقة عوجان , كيف نستخف بارواح الناس ونجاريهم بموافقتنا على منحهم تراخيص بناء في مواقع خطرة للسكن ؟
هذا فيما يتعلق بتراخيص المنازل , وهناك الادهى والامر وهو اصدار تراخيص لصالات الافراح والمولات على جنبات الطرق الرئيسية , واخص المولات والصالات التي تحف وتزين طريق ما يسمى اتوستراد عمان الزرقاء , والتي تحولت في احيان كثيرة لصالات اتراح بسبب حوادث الدهس التي تحدث , ناهيك عن ما تسببه هذه الصالات والمولات والمخابز من ازدحامات مرورية خانقة على طريق يسمى اتوستراد , الاصل فيه ان يكون سالكاً بدون معيقات .
الى متى هذا الاستهتار بحياة المواطن , ومتى نرتقي بأداءاتنا لنحقق الحد الادنى من المسؤولية الاخلاقية والمهنية والقانونية ؟
وهذه المسؤولية في هذا الجانب تتحملها وزارة الاشغال العامة , وامانة العاصمة , والبلديات المعنية .
ولماذا لانستفيد من خبرات بعض الدول التي تجاوزت كل هذا بالتقيد بالقوانين والانظمة الضابطة المتعلقة بهذا الشأن واصبحت مثلا يحتذى بالتقدم العمراني ومراعاة السلامة العامة , كالامارات العربية المتحدة مثلاً ؟؟