بقلم :
تحاول الحكومة بكل وزارتها بأوامر وتنبيهات جلالة الملك بإنقاذ المواطن من غياهب الفقر. بحيث تسعى إلى دعمه اقتصاديا، ودعم مصروف المحروقات، وتأمين طرود غذائية ورواتب معونات للمعدومين . هذه خطوات متميزة نشكرها مع طلبنا بالحرص والتعاون بين الحكومة وحتى الأجهزة الأمنية بان تصل إلى الفقراء المحتاجين وليس مدعي الفقراء والمتطفلين على المعونات وعلى أي قرش يرد التوجه للجيب الفارغة وخاصة في هذا الشهر الفضيل . وحتى لا أبتعد عن الموضوع الرئيس فأنني أريد أن الفت الانتباه إلى أننا بدل أن نظل "نرقع " جيوب الفقر يجب أن نحمي المواطن بان لا يفقر أصلا. وللنظر إلى مشكلة لا يفهم المواطن كيف تحدث حوله وماهية مسارها وهي إجرة التنقل بالمواصلات العامة والتي تخص فئتي الحافلات المتوسطة والكبيرة "الباصات " والأخرى السيارات الصغيرة " التكسيات والسرفيس " . فهذه لا تجد تنظيما حكوميا مدروسا فعليا فهو يعيش بغاية التناقضات. فمثلا في الزرقاء تركب حافلة لعشرة كيلو متر بعشرين قرشا وتدفع خمسة عشر قرشا لمسافة كيلو ونصف ! وكذلك تجد أنك تنتقل من الزرقاء إلى عمان بخمس وثلاثيين قرشا، بينما تركب من مجمع المحطة إلى وسط البلد بخمس وعشرين قرشا . هذا الفرق الذي يرهق جيب المواطن الذي يحتاج كطالب وموظف لعدة تنقلات يومية صارت تحتاج مبالغا خيالة قد تصل لتسعين دينارا للفرد الذي قد يكون طالبا لا يحق من تنقلاته أي بديل مادي . ومع ذلك فإن خلال عام ارتفعت الاجارات بشكل سريع بسبب ارتفاع برميل النفط وتحولت إلى مصروف وعبئ هائل دفع بعض الناس إلى تغير أماكن وظائفهم و طلب تنقلات والإقلال من الزيارات العائلة أو استئجار سكن قريب من الجامعة أو مكان الوظيفة . كنا نفهم ذلك مع ارتفاع النفط ولكن ما لا يستوعبه الأردنيون عدم تخفيض أجرة المواصلات بعد هذا الهبوط وتخفيض الحكومة لأسعار المحروقات . هذا رجاء للحكومة وليس سؤال أو استفسار فما عاد في الدخل والراتب حيلة عندما يستهلك معظمه للتنقل فقط ولما لا تخفض . من أهم معضلات هذه المشكلة المجمعات البعيدة عن بعضها وخاصة مجمعي الزرقاء القديم والجديد وكارثة مجمعات عمان سيما النقل الصعب لمجمع العبدلي إلى طبربور ونقل مجمع رغدان إلى المحطة فنقلهما أثر على كل المحلات المحيطة واستنفذ مبالغا عالية إضافية من جيوب المتنقلين المساكين الذين ليس لهم سوى الله وركوب الباص . معظم خطوط الحافلات يملكها متنفذون و وجهاء في كل المحافظات فهل هذا السبب والذي وضحته مسبقا عندما رفعت الأجرة على خط الهاشمية –الزرقاء خمسة قروش دون إبداء السبب وذلك دون دراسة. إنما إفادة مادية لأصحاب الباصات على حساب الشعب وعندما سألت أحد السائقين أخبرني أن أرباحهم تضاعفت مع زيادة الاجارات هذه ولم تكن القيمة السابقة تسبب أي خسارة ، هذا عندما كان برميل النفط 145 فكيف الآن فلما يخفض البنزين والسولار ويستفيد أصحاب السيارات الخاصة بينما عامة الشعب المتنقلين بالحافلات العامة ينتظرون كل شهر أن تتحرك الحكومة أو أمانة عمان لإنقاذ الشعب من المبالغ الكبيرة التي تنفق على "التنقل قبل أن نخبز ونقت" . ماذا يفعل موظف لديه طالب ينتقل من عمان إلى اربد أو موظف يسكن في الزرقاء ويعمل في عمان الغربية أو الشرقية وهناك من يقطع مسافات أكبر ولم يكن قبل عام قادرا على دفع تلك التنقلات التي تضاعفت عدة مرات خلال الأعوام الأخيرة وفي النهاية نقول أننا نحارب جيوب الفقر بينما نوسعها بزيادة هذه النفقات التي صارت مهلكة .
Omar_shaheen78@yahoo.com