14-11-2015 09:44 AM
بقلم : رائد سليمان العزازمة
كعادتهم لم ينتظر الإسرائيليون كثيرا ليبدأو بانتقاد قرار المفوضية الأوروبية القاضي بتمييز ووسم منتجات المستوطنات بملصقات تبين منشأها ومكان إنتاجها . فقد قال المتحدث الإسرائيلي أن المفوضية تمارس معايير مزدوجة في التعامل مع هذه المنتجات كما وصفت المتحدثة الإسرائيلية هذا الإجراء بالفضيحة.وهم يعرفون تماما أن هذا القرار يشرعن وجود منتجات المستوطنات في أوروبا ويخدم مصلحتهم في تصدير هذه المنتجات وغزوها للأسواق الأوروبية دون تحفظ او معارضة.
لا يخجل الساسة الإسرائيليون في توجيه أي انتقاد لأي قرار لا يروق لهم حتى وان كان هذا القرار لا يؤثر كثيرا على وضع الدولة الاقتصادي او السياسي او الأمني فالدبلوماسية الإسرائيلية ونفوذها العالمي وتغلغل اللوبي الصهيوني قادر على التأثير المباشر والفاعل على معظم مطابخ صنع القرار العالمي وبالتالي فالموضوع بالنسبة لهم مناكفة سياسية لا أكثر يقصدون منها إشعار العالم أن مثل هذه القرارات لا يمكن أن تمر هكذا دون أي ثمن حتى لو وصلت الأمور إلى ما يسمى بالحرد السياسي.
هذا العهر الإسرائيلي يبين مقدار حجم التكبر والفوقية التي يتعامل بها الإسرائيليون مع دول العالم وان كانت هذه الدول تعمل على خدمتهم منذ نشأة ما يسمى دولة إسرائيل حتى وقتنا هذا. فالقرار الدولي واضح في هذا الاتجاه وهو مساعدة هذه الدولة على البقاء والاستمرار والتفوق على جيرانها بشتى وسائل الدعم وهذه المنظومة الدولية لا ترى سوى مصلحة دولة إسرائيل في المنطقة ومن الواجب مساندتها والحفاظ عليها حتى لو انتهكت إنسانية الآخرين وضاعت حقوقهم وكل هذا يكون بعيدا عن إطار الشرعية الدولية العوراء أصلا التي تراقب بعين واحدة رمداء.
الوقاحة الإسرائيلية لا حدود لها حين يتم الحديث عن الازدواجية في المعايير او التحيز العالمي فإسرائيل نشأت استنادا إلى قرارات ذات معايير عالمية مزدوجة في التعامل مع موضوع احتلالها لأرض فلسطين وقد كانت معظم هذه القرارات وما زالت لصالح المحتل وترسيخا لوجوده وشرعنة احتلاله لأرض الغير. فكيف لإسرائيل أن تتكلم عن الازدواجية في التعامل وتنتقد هذا القرار الأوروبي الذي لا يعني شيئا وهي من يخرق قرارات الأمم بخصوص الاحتلال دون أن يحرك هذا العالم ساكنا والاكتفاء بإغماض الأعين عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.
ويتجلى خبث الإسرائيليون من خلال مناورات يقومون بها تظهر مدى قدرتهم على تغيير الحقائق وتزييف الواقع وكأن ما يحدث فعلا أمر ظالم بحقهم يسيء إليهم ولدولتهم التي تقع ضمن منطقة ساخنة وتحيط بها الأخطار من كل جانب وان شعبها مسكين ينشد السلام والعيش بأمان يسوقونه كشعب حضاري متطور يمارس الديمقراطية في منطقة لا ديمقراطية فيه.
المستوطنات الإسرائيلية قامت على ارض محتلة وإسرائيل قامت على ارض محتلة فالاحتلال واحد والمحتل واحد. وما يقومون به ليس إلا نوع من إعادة تعريف الاحتلال الذي يريدون للعالم أن يتبناه ويؤمن بمضمونه كي يخدم أهدافهم ويحقق مصالحهم فاليهود قوم مكر وخداع وفساد وما نراه في العالم نتيجة سيئة لدسائسهم التي لا تخدم الإنسانية وتعمل على أن يبقى العالم مستعرا فوضويا فهم يؤمنون أن بقاءهم وسلطتهم تكون من خلال خلط الأوراق وزعزعة الاستقرار كي يستطيعوا ممارسة التحكم بالمتغيرات والمستجدات التي تضمن وجودهم أسيادا والآخرون عبيدا وهي عقدة توارثوها من القديم عندما استعبدهم فرعون حتى أنهم كتبوا نصوصا توراتية محرفة يؤكدون فيها أنهم شعب الله المختار وسواهم خلقوا لخدمتهم فقط.
هذه العقدة النفسية جعلت منهم شعبا كاذبا مخادعا مراوغا لا ميثاق ولا عهد له فأينما حل اليهود حلت المشاكل والحروب والمعاناة الإنسانية. ومهما حاولوا طمس الحقيقة وتزييف الواقع فلن يستطيعوا أن يستمروا كثيرا في نهجهم هذا فما يزال في العالم من يشير إليهم كقتلة ومحتلين.
رائد العزازمة....razazmeh@yahoo.com