حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20327

بشرى أبو شرار: وصف أخاذ لما يشبه الموت غير الجسدي

بشرى أبو شرار: وصف أخاذ لما يشبه الموت غير الجسدي

بشرى أبو شرار: وصف أخاذ لما يشبه الموت غير الجسدي

15-11-2015 10:05 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - تصف الكاتبة بشرى أبو شرار من خلال روايتها الأخيرة "العربة الرمادية" وبشكل أخاذ قد يصل في بعض ذراه إلى ما يشبه الكابوس عالما من الموت غير الجسدي.. إنه موت اجتماعي يومي ونفسي من بعض النواحي.


إنها تنقل القارئ إلى عالم ميت بمعنى انقطاع التفاعل البشري، خصوصا مع الأقربين وعدم اهتمامهم إلا بمشاغلهم بحيث تتحول العلاقة إلى شبه موت مع أقرب الناس.. من زوج غارق في اهتماماته وأولاد غارقين في عالم مختلف وإلى حزن عميق في الذاكرة ناتج عن فقدان وطن. وكل ذلك لا عن زهد في الجميع بل عن شبه جفاف وميكانيكية في التعامل يبدو لبطلة الرواية أن هذا العصر فرضها عليها وعلى أحبائها.


تصف الكاتبة المولودة في فلسطين والتي تعيش في الإسكندرية تأثير سير الزمن والحياة الحديثة وزحف الخيبات إلى العلاقة الزوجية والانشغال بحاجات ومطالب يفرضها هذا العصر إلينا فلا يعود لنا من الحاضر والآتي الكثير مما نتوقعه ويصبح العالم الجميل شبه المثالي في طي ذاكرة البطلة وكأنه انمحى من ذاكرة الأعزاء الآخرين أو حلت محله هموم لم تستطع بطلة الرواية أن تستعيض بها عن عالمها الآفل.

تكاد تكون الرواية نوعا من النوستالجيا أو الحنين إلى كثير مما فات البطلة وفقدته في عالمها وإلى الذكريات الحنونة الماضية وتسجيلا لخيبات الحاضر ولما تتصور أن المستقبل سيحمله لها مما تخشاه. وتتحول أيامها إلى شبه صحراء قاحلة ومع ذلك تبتهج نفسها أحيانا إزاء أي بادرة محبة أو اهتمام حقيقية ولو صغيرة من ابنتها أو ابنها أو حتى من خادمتها الطيبة "نزيهة".
ويتحول عالم البطلة إلى رمادي.. فعالمها الداخلي رمادي ومعظم ما يحيط بها اختارته رماديا. ولعلها أوضحت الكثير في "الإهداء" حيث قالت "إلى روحي التي هناك .. إلى روح غيبها رماد الارض".


ويتحول غياب سيارة البطلة الرمادية القديمة ورفيقة العمر إلى افتراق عن عالم كامل وتوقف بل نوع من الشلل في حياة صاحبتها وزوال قدرتها على الحركة والانتقال كما تعودت فتصيح في غيابها في عالم غريب ووحشي وتتحول حتى محاولة قطع الطريق سيرا على القدمين إلى شبه محنة مخيفة.


كانت السيارة على تآكل الكثير فيها تمثل قدرتها على الحياة والحركة وتحميها من كثير من مزعجات عالم أصبح عندها غير العالم القديم الذي عاشت فيه وأحبته. ولم تستطع أن تتكيف مع السيارة الحديثة التي كانت لابنها وصارت لها. إنها امرأة وقعت أسيرة عالم بدا لها أنه في طريق الزوال.


جاءت الرواية في 178 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن دار الهلال في القاهرة في نطاق "روايات الهلال". وبشرى أبو شرار حاصلة على ليسانس حقوق من جامعة الإسكندرية وعضو في اتحاد كتاب مصر وعضو مجلس إدارة نادي القصة في القاهرة.
وللكاتبة خمس مجموعات قصصية وما لا يقل عن تسع روايات سابقة منها "أعواد ثقاب" و"شهب من وادي رم" و"شمس" و"حنين" و"قمر في الظهيرة" وغيرها.








طباعة
  • المشاهدات: 20327

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم