16-11-2015 09:49 AM
بقلم : المهندس هايل العموش
عن عبد الله بن عمرو لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي، وما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه
إذاً الرشوة محرمة شرعاً وملعون فيها الراشي والمرتشي والرائش بينهما وهذا نص شرعي لا يحتمل نقاشاً.
ن الرشوة : " تطمس الحق ، وتحجب العدل ، وتكون سببا في ضياع الحقوق وإعطاء من لا يستحق ما ليس له ، كما تساعد على إخفاء الجرائم ، وتستر القبائح ، وتقلب الوقائع . وقد تقدم غير الكفء على الكفء ، وترفع الخامل ،وتخفض المجد ، وتنفع الغنى القادر وتضر الفقير المحتاج وقد تجلب لبلاد المسلمين المواد الفاسدة والمخدرة والسموم والمحرمات وتتيح التجسس ويحل الغش محل الإخلاص ، والخيانة محل الأمانة ... وما ترتب على ذلك من المفاسد والآثار البالغة السوء على الأفراد والجماعات والأمة الإسلامية ، ولهذا كانت الرشوة في نظر أهل الدنيا جريمة يعاقب عليها القانون ، وخيانة وطنية ، وهي في نظر الشرع إثم عظيم ، وقد تكون وسيلة للكفرـوالعياذ بالله ـ إذا أحلت حراما وحرمت حلالا وهذا ما ينطق به الواقع المؤلم !!!. فما فشت الرشوة في أمة إلا وحل فيها الغش محل النصح ، والخيانة محل الأمانة ، والخوف محل الأمن ، والظلم محل العدل . فالرشوة مهدرة للحقوق ،معطلة للمصالح ، مجرئة للظلمة والمفسدين . ما فشت في مجتمع إلا وآنت بهلاكه". والخلاصة :
• 1ـ التحذير من الرشوة والإعانة عليها .قال تعالى : "ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ".
• 2ـ الرشوة سبب مباشر لعدم إجابة الدعاء ، لأن الحرام يوصد أبواب السماء أمام الداعي !! وفى "صحيح مسلم "حين ذكر النبي صلي الله علية وسلم " الرجل يطيل السفر أشعت أغير يمد يديه إلى السماء يا رب ، وطعمه من حرام ، ومشربه من حرام ، وملبسة من حرام ، وغذى بالحرام فأنى يستجاب لذلك ؟!".
• 3ـ الرشوة سبب مباشر لدخول النار . ففي " صحيح البخاري ": أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : "إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة ". وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : "إن الله عز وجل قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم ، وإن الله عز وجل يعطى الدنيا من يجب ومن لا يجب ، ولا يعطى الدين إ من أجب ، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه ، والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه ، ولا يكسب مالا من حرام فينفق منه فيبارك فيه ، ولا يتصدق به فيقبل منه ، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار . إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ،ولكن يمحو السيئ بالحسن . إن الخبيث لا يمحو الخبيث ".
• 4 ـ الرائش يعين المرتشي على الظلم ، والله تعالى يقول : " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون ". وقال مكحول الدمشقي ـ رحمه الله تعالى ـ: "ينادى مناد يوم القيامة : أين الظلمة وأعوانهم ؟ فما يبقى أحد مد لهم حبرا أو حبر لهم دواة أو برى لهم قلما فما فوق ذلك إلا حضر معهم فيجمعون في تابوت من نار فيلقون في جهنم"
• 5 ـ الرشوة تؤدى إلى اختلال ميزان العدالة في المجتمع ، وإحداث خلل فيه ، قد يؤدى إلى ضياعه وانهياره . قال الشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-:" إن الله تعالى ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ويخذل الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة!".
• 6- الهدايا التي تقدم للموظفين من الرعية ، تعد رشوة مقنعة ، لذا أنكر النبي صلي الله عليه وسلم على " ابن اللتبية " قائلا : " أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقا ؟ والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حق إلا لقي الله يحمله يوم القيامة." الحديث
• 7ـ وجوب محاسبة الموظفين والقائمين على أعمال داخل الدولة أو خارجها من جهة ولاة الأمور إذا حدث تجاوز كما فعل النبي صلي الله عليه وسلم مع " ابن اللتبية ".
أن هذا التحريم للرشوة جاء من باب ان يكون المسؤول الذي تم تكليفه برعاية شؤون المواطنين ومصالحهم عادلا منصفا، وأن يتقي الله تعالى من منصبه وأن يعلم أنه مسؤول عنهم يوم القيامة، تصديقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ'.
ان الجميع مطلوب منه القيام بالواجبات الموكولة اليه ولا يعفى ذلك أي شخص كائن ما كان ويتذرع باي حجج واهية فالحلال بين والحرام بين ولا يعفى من تلك الامانة أي موظف مهما علا شانة اوصعر فجميعنا موتمنين وان هناك وقفات مضيئة يجب ان نقف عندها في هذا المجال:-
.
إنها الأمانة التي يراعيها الموظف مع ربه بمراقبته ، وعلمه بأنه مطلع عليه إن هو اقترف معصية في وظيفته فأدخل على نفسه مالاً لا يحل له بأي صورة كانت سواءً عن طريق الرشوة أو السرقة أو التحايل أو التعدي أو الفساد ، أو الشفاعة لغير أهلها أو في غير محلها، واسمعوا إلى الوصية النبوية : قال صلى الله عليه وسلم : يا كعب بن عجرة ! إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به . رواه الترمذي بسند صحيح
إنها الأمانة التي يجب ان يراعيها الموظف مع المراجعين ، والمتعاملين مع عمله ووظيفته ، بأن يتعامل بأخلاق الإسلام العالية ، وآدابه الرفيعة ، وإن من أبرزها بشاشة الوجه والصدق والحلم وتوقير الكبير واحترام الصغير والصبر وحسن المعاملة والرفق واللين
إن قضاء حوائج الناس من أجل الأمور ، في الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن لله عبادا خلقهم لحوائج الناس ' يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون يوم القيامة ' .
.
والخلاصة ان الاخلاص في الوظيفة والمنصب العام هو واجب ديني ووطني تجاه الله والوطن والمواطن وان جميعنا مطلوب منه الاخلاص واداء الامانة والوظيفة بكل شفافية ووضوح بعيد عن ا لتسويف والمتاجرة بالمصلحة العامة والرياء والكذب والنفاق وان نتقى الله ببلدنا واهلنا والله اسال ان يحمي الاردن وشعب الاردن وجيشة واجهزتة الامنية الشجاعة.