حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15032

"الرخ" و"هاش تاج" عرضان مسرحيان ينهلان من الواقع العربي

"الرخ" و"هاش تاج" عرضان مسرحيان ينهلان من الواقع العربي

"الرخ" و"هاش تاج" عرضان مسرحيان ينهلان من الواقع العربي

17-11-2015 10:35 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا -
"الرخ" الذي اتكأ على الغروتسك ومسرح القسوة الذي اسس له الكاتب الفرنسي أنطونين أرتو، وهو المسرح الذي يمارس الضرب الموجع على المشاعر والاحاسيس لتحطيم الجمود الذي اعترى الكثير من المفاهيم والقيم، بحيث ان يشكل الفعل القاسي وسيله لتحرير الذهن للوصول الى حالة الصفاء مثلما ان هذا النوع من المسرح يتمحور في فضاء الحرکة وليس في النص المثبت وتعتمد لغته على الإشارة والايماءة والهيئة والصوت عبر وسيلتين للتعبير البصرية والسمعية في آن واحد.

العرض المسرحي الذي ادى فيه دور الشخوص الفنانون احمد العمري ودلال فياض وحسن خمايسة ومحمد الادريسي، يتحدث عن مشغل للخياطة حيث العاملون فيه اسرة مكونة من والدين هما خمايسة وفياض وابنهما الادريسي فيما اوحى العرض بان مالك ذلك المشغل او الذي يتحكم في "تفصيل" الملابس فيه هي شخصية غريبة تتحدث باللغتين العربية والانجليزية وجسدها الفنان العمري، تلج الى خشبة المسرح على دراجة هوائية متعدد العجلات يعلوها مصباح كشاف صغير في الوقت الذين هم منهمكون فيه بالعمل وترديد عبارة "الوقت يمضي بلا كفن ولا احد يأسف عليك في هذا الزمن الميت".

يستشعر شخوص المشغل خطرا لا يعرفون كنهه الا انه يتردد انه وحش لا يرحم، ما يلبث ان تنتابهم الشكوك في انفسهم فيبدأون بقتل والتهام بعضهم البعض تجسيدا لذلك الوحش الكبوت في دواخلهم، في حين يراقب مالك المشغل او المتحكم به سيرورة الرعب والقتل منتشيا ومبشرا لهم وللجمهور بقدوم "كابوس".

حملت مسرحية "الرخ" العديد من المضامين التي تعكس الواقع العربي وما يعيشه من قتل وتدمير بفعل الارهاب المتكئ على ذهنية من داخل المجتمعات العربية انفسها ما يدفع الى طرح تساؤل لخصه المخرج في عبارة "ما الذي يجري في الخارج؟ غير ان السؤال الذي يزيدنا الما ما الذي يجري في الداخل".

زخر العرض الذي تجلى فيه الغروتسك بجماليات السينوغرافيا لاسيما الدمى المتماثلة مع شخصيات المشغل والتي جعلت من الشخوص دمى في ايدي الاخر الغريب اضافة الى محمولات اخرى عبرت عنها عجلات الدراجة والاقنعة المتشابهة والاقنعة البشعة وغيرها من اكسسوارات، علاوة على المؤثرات الصوتية والاضاءة التي جاءت متحركة ومتغيرة بالألوان الحمراء والصفراء بحسب المشاهد فيما غلب شبه التعتيم او التعتيم على معظمها زيادة في جرعة السواد والتشاؤم التي اختتم بها العرض.

وفق المخرج في العرض طرح رؤيته لمجريات الواقع العربي من خلال توظيف حكاية المشغل الذي يفصل الاشياء بحسب رغبة الغريب، اضافة الى توظيفه للمختلف عناصر السينوغرافيا بشكل مميز، علاوة على قدرات الممثلين المميزة لا سيما الوجه الشاب الادريسي، الا انه لم يستطع تجنب تكرار فكرة "التوحش" و"الافتراس" في اكثر من مشهد، والانجرار الى خلق حالة التوقع لدى الجمهور بدلا من الدهشة.

اما "هاش تاغ" جاء عرضا حركيا صامتا متكئا على السينوغرافيا والتقنيات الرقمية البصرية في تشكيل لوحات على ستائر احاطت من ثلاث جوانب الخشبة لتخلق فضاء افتراضيا آخر يعبر من خلال الرسومات والصور والخطوط عن العديد من المضامين التي حملتها وجاءت بشكل تداعيات حياتية لاسيما ان اسم العرض "هاش تاغ/الوسم" ومعناه اللغوي والتقني في حد ذاته يعبر عن هذه التداعيات، في الوقت الذي جسد 5 ممثلين اداء حركيا يتساوق مع تلك التداعيات والصور والخطوط التي نفذت عبر "الداتا شو/فيديو آرت" .

وجاءت محمولات مشاهد العرض محملة بمضامين التيه من خلال الخطوط والمربعات البيضاء والسوداء والصراع على السلطة والذي عبر عنه الاداء الحركي المترافق مع هبوط كرسي بهالة بيضاء من اعلى الخشبة وصورة بناء معماري شرقي/اسلامي في مشاهد التفجيرات والحروب، والنزوح والهجرة وغيرها فيما يختتم مشاهده بلوحات بيضاء محملة بالأمل ترافقت مع تساقط الثلج بمصاحبة مؤثر صوتي "لا اله الا الله" في ظل اضاءة بيضاء.

وفق المخرج في توظيف التقنيات الرقمية البصرية اضافة الى طرق هذا النوع من المسرح الحركي الصامت الذي يعتمد على التساوق ما بين الاداء الحركي الاحترافي والصورة الا ان الصورة غلبت على المشاهد الادائية وساهمت في زيادة التشظي البصري لدى المتلقي في متابعتهما .








طباعة
  • المشاهدات: 15032

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم