18-11-2015 02:03 PM
بقلم : فيصل تايه
مفردة هجينة غزت قواميس اللغات العالمية كفعل دموي مبالغ في اقتراف عمليات القتل الرعناء والجرائم التي يشمئز منها و يستنكرها الضمير الإنساني مثلت مشروعاً ظلامياً يعد طبعة منقحة لتنظيم القاعدة و التي جاءت من مأساة الإنسان العربي الحديث الي أصيب بالهزال الفكري والروحي ، وهو ما أفضى إلى ترنحه وسوء تقديره لحقيقة المستجدات المتلاحقة، في ظل انبهاره وتوجسه من سعة المساحة التي تفصل بين عقله الفردي العاجز عن الانسجام مع واقعه السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، وبين العقل الغربي المنتج في إطار مؤسسي يتسم بالجدة والحرية والمنهجية.
ما يقف خلف بشاعة تلك الصور من التي تقوم على تشويه صورة الدين الإسلامي والإساءة للمسلمين ودمغ الثقافة الإسلامية بالإرهاب و التدمير و التخلف و كذا اللصوصية والسطوة والبطش والعربدة غير المسبوقة من هؤلاء المسخ من البشر من الإرهابيين الدواعش الذين يقومون بممارسة أبشع الجرائم بطرق وحشية ويتفننون في هذه الجرائم إنما هم يمثلون المولود الشرعي للاستبداد والظلم والقهر للشعوب المكلومة وبالتالي لا يستطيع احد اليوم ان ينكر ان هؤلاء المسخ من البشر من عناصر الارهاب تربوا بالأمس القريب على صمتنا قبل ان نصبح نحن ضحاياهم وان ما زرعناه بأيدينا نحصده اليوم مع الاسف .
مثل هذه الجماعات الإرهابية التي نشأت وترعرعت بمباركةٍ حقديّة بين جهاتٍ لا تعمل لشعوبها وإنما لأجندة خاصة تحولت يوماً ما إلى كابوسٍ حقيقيّ يترصّد الجميغ إذ يعتبرون أنهم الأبقى.. وإلى حمايةٍ ظاهرةٍ وباطنة حين يحلمون أنهم سيعشون في أمانٍ وطمأنينة.
إنّ ما يجري من أحداثٍ كارثيّة مفزعة يدفع الجميع ثمنها بلا استثناء.. بل إنها ستعمل على إعاقة المستقبل وفق خطط جهنميّة رديئة لمن يدفع أكثر.. ولمن يغذّي الأحقاد التي لا تلوي على دينٍ ولا لونٍ ولا طائفةٍ ولا وطنٍ دون آخر.
دعوني أقول : إنه ربيع الفكر الديني المنحرف الذي يحظى بالتفات جماعي يعزز من قواعده ويضاعف من ضجيجه الهادف والموحي بأنه الحق المبين، وأن ما دونه هو الفساد والكفر والإلحاد، ولذلك هو يجد في إثبات جدارة وجوده لا على البناء وتوفير مقومات الحياة، ولكن على تقديم الدين من منظوره على أنه حبل النجاة متجاهلاً الإحساس العلمي وأبحاثه وسلوكياته، وهو ما سيصنع مجتمعاً مفككاً يؤمن بالخرافات ويكون فريسة للانفعالات الدينية والفكرية والثقافة.
وأخيرا فالإرهاب لا دين ولا جنسية ولا مكان له ، فمن يقتل البشر وفي أي مكان ولأي سبب كان هو في الحقيقة إرهابي ، ويجب على الغرب أن يتعامل مع هؤلاء ومموليهم وداعميهم ومحرضيهم على أنهم إرهابيون بامتياز ، وخاصة الخلايا الإرهابية العابرة للحدود ويجب على الغرب قبل الشرق أن يسمي الأمور بمسمياتها دون الأختباء خلف المصالح السياسية والاقتصادية وإلا عليهم أن يستعدوا لقادم الأسود الذي شربنا ولازلنا كعرب نشرب منه حتى اليوم .
حمانا الله من شرورهم ورد كيدهم في نحورهم وانه نعم المولى .