19-11-2015 03:39 PM
بقلم : المهندس معتز العطين
المتتبع جيدا لحالة الشباب الأردني يدرك جيدا بان الشباب الأردني يعيش في دوامة كبيره وقلق عالي تجاه حياته حياته التي يعتريها الخوف من القادم الذي لا يكاد يفارقه ولو للحظة بسبب ثالوث مقلق وهو الفقر والبطالة وعدم إشراكه في صناعه مستقبله.
اذا بدأنا بالفقر فالفقر هو أصعب مشكلة تهدّد المجتمعات فهو يهدد الأمن والأمان في الدول كما ويعمل على خلق أشخاص متطرفين، خصوصاً إن كان الفقر ناتجاً عن الفساد في الإدارة الحكومية للدولة وسرقة المال العام، و هذا من شأنه أن يعمل على توليد العديد من المشاكل على كافة المستويات والأصعدة في الدولة والأفراد، لهذا وجب على الدول أن تضع التشريعات اللازمة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة و التي تهدد امن الجميع مع العلم ان هنالك دول ومجتمعات استطاعت ان تتقدم كثيرا في علاجها مثل ماليزيا.
ولكن مع النسبة المرتفعة في وطننا التي قد تصل حسب دراسات الى ١٧٪ نجد الامر صعبا جدا وذلك لان الأساس كان خاطئا وكانت الدولة وعلى مدى عقود ماضية تهرب من هذه المشكلة الى الامام دون علاج ولا حتى بنسبه قليلة ،الدولة فقد استطاعت من سد رمق الأسر الفقيرة بالتخدير ولم تستطع إيجاد حالة وطنية حقيقة او إرادة حقيقة لعلاجها، علاجها الذي كان يجب ان يبدأ بدعم تلك الأسر وتشجيعها لفتح مشاريع صغيرة لكي تستطع هذه الأسر من الخروج من وضعها وذلك من خلال تقديم قروض بدون فوائد للفقراء ، وبفترات سماح تصل إلى أربع سنوات او خمس سنوات و منح إعفاء ضريبي لمدة عشر سنوات للمشروعات الصناعية الصغيرة والمتوسطة ،مع العلم ان ما دُفِع خلال عقود على الأسر لتخفيف المشكلة لم يعالج الداء بل زاد مساحته اي ان الاسرة الفقيرة أنجبت اسرة اخرى فقيرة حتى وصلت النسبة الى ما وصلت اليه ،فواجب العلاج كان يجب ان يتحمله بالاضافة الى الدولة موسسات المجتمع المدني والمجالس المحلية التي نسيت جزء من دورها في تنمية مجتمعاتها واقتصر دورها على خدمة عادية وقد تكون ايضا رغم ذلك منقوصة والشركات الخاصة والبنوك.
وإذا تحدثنا عن الفقر تلقائيا سنتحدث عن سببها وهو البطالة التي وصلت الى نسبة قد تتجاوز ٣٥٪ بين الشباب وهذه المشكلة ايضا لم تولد محض صدفة بل ايضا لانه لا يوجد في الدولة اي سياسة حقيقة لعلاجها ولا يوجد ادني درجات العدالة والمساواة بل استمرار ايضا بالهروب الى الامام وتخديرها ولم تتخذ إجراءات حقيقة او تنموية لتقليل من نسبة هذه المشكلة او لم تستطع من توزيع مكتسبات التنمية بشكل جيد وايضاً لم تكن الدولة حازمة مع من تجاوزت أعمارهم الستون عاما الذين يملئون الوزارت والدوائر الحكومية وخاصة في التعليم والصحة وعددهم ليس بالهين فهم لم يفسحوا مجال لشباب فاخذوا دورهم وهاهم يأخذون دور الشباب عدا عن ان الدولة ايضا لم توفر او تشجع ولم توع الأجيال على ثقافة فتح المشاريع الصغيرة بتوفير التسهيلات السابقة الذكر التي تعتبر أساس التنمية الوطنية في اي دولة للنهوض ، فرفعت الدولة يدها وأدارت كل ذلك دون ادني درجات التخطيط او فتح المجال للاجيال ايضا للتخطيط.
اما القلق الأكبر والذي يفقد الشباب الثقة بالدولة هو عدم اشراكهم في صناعة مستقبلهم فأصبح الوضع مقلق لهم فهم اما ثله أوجدت لنفسها طريقا للانحراف الاخلاقي بسبب الفقر والبطالة او ثلة تحاول ان تبدع وتبتكر رغم القحط والفقر والعوز ولكنها تتخبط وتدور في مكانها لانها لا تجد إطار وطنيا شبابيا حاضنا ومعززا لابداعها ولم تجد من يحاول تصحيح مسارها وازالة الغبش عن الرؤية ابتداءا من تعليمهم الذي يفتقر لأي اُسلوب للابداع والذي يفتقر للتوجيه السليم وللامنهجي بل اعتمد على التعليم التلقيني بالرغم من ذلك استطاعت العديد من العقول الشبابية ان تصنع من الاشىء اشياء عديدة لكن هم الان احوج ما يبحثون عنه اطارا او أيقونة وطنية تحتضنهم وتشجعهم وتدفعهم، فالدولة او مؤسساتها لم تُتيح لهم الفرصة في المشاركة في عمليه صنع القرار او بالأحرى لم تمنحهم الفرصة ، وحتى الأحزاب الوطنية او المؤسسات الشبابية لم تحاول استدراج العقول الشبابية وتحفيزهم ودعمهم حتى يتم الاستفادة منهم ومن طاقتهم بل استمرت هي والدولة بكل موؤسساتها الحديث عن الشباب ودورهم ودعمهم لمجرد الكلام فقط و بقى دور الشباب مرهون بكلمات تعتبر ملح زاد ضمن الخطابات والدراسات ولم تتجاوز ذلك ...
اعتقد بانه على الدولة ان تكون جدية في التعامل مع هذا الثالوث بخطط حقيقة ليست خطط توضع على الرفوف بل خطط على الارض من مشاريع تنموية صغيرة وتشيع هذه الثقافة والحد من تزايد الفقر والبطالة وإيجاد حاضنة شبابية تنمي وتطور وتوعي حتى يتم الاستفادة من عقول الشباب فهم معول بناء الامم وهم رصيده الذي لا ينضب وهم النفط في الدول الغير نفطية حتى لا يصل الشباب نتيجة هذا الثالوث الى نقطة الانغلاق فيلجئون الى الظلام او الضياع فالضياع والهلاك بعد معرفة وعلم سيكون مدمرا خلفه الحرث والنسل ..
المهندس معتز العطين.