21-11-2015 09:51 AM
سرايا - سرايا - ناقش العرض المسرحي المصري "الروح" او "سول بار" إخراج باسم قناوي عن نص "الوردة والتاج" للكاتب الإنجليزي "جي. بي. بريستلي، احقية عيش الحياة رغم قساوة الظروف والذي عرض مساء امس على المسرح الدائري في المركز الثقافي الملكي ضمن فعاليات مهرجان الاردن المسرحي 22
تميز عرض "روح" الذي إتكأ على المدرسة الواقعية، بالاداء التمثيلي العالي والسينوغرافيا لاسيما إعادة تأثيث المسرح وخلق اسلوبية الميتامسرح وهو "مسرح تتمركز إشكاليته حول المسرح، أي مسرح يتحدث عن نفسه ويعرض ذاته"، بحسب الناقد والكاتب المسرحي البريطاني باتريس بافيس.
وفلسفة هذه الاسلوبية قائمة على كسر الحواجز التقليدية في تصنيف المكونات الاجرائية والشكلية للمسرح وتعمل على تذويتها في وعي وما فوق وعي المتلقي الذي يصبح جزءا من العرض ومدمجا ومشاركا فيه لاستقراء عمق مضامين العرض.
وتحدثت المسرحية التي حملت بعدا فلسفيا واخذت خطا دراميا تصاعديا وتدور أحداثها داخل حانة التي كانت جزء من إعادة تأثيث المسرح وظف فيه الجمهور كرواد وزبائن.
وحيث المطربة "رييد" التي تتحسر على بقائها مغنية في الحانة وعدم تحقيقها نجومية في عالم الفن والسباك السوداوي "ستون" الذي يشكوا ترك تركه ابنائه له بعد ان كبروا والمرأة العجوز"ما بيك" التي لم يبق لها احد من اسرتها و"بيرسي راندل" الموظف البسيط الرافض للإنجاب خوفا من قسوة العالم وزوجته إيفي"، يشعرون باليأس من الحياة ويتمنون الموت، إلى ان انتصف العرض حيث ينضم الشاب الوحيد المفعم بالأمل والذي يعيش الحياة كما هي "هاري تولي"، إلى أن يقتحم جدالاتهم شخصية غامضة تدخل من حيث الجمهور في ملابسها وقفازات اليدين السوداء وصوتها الاجش وتثير لديهم الشك حينا والريبة حينا آخر حتى يتبين انه "ملك الموت" وهم غير مصدقين لذلك لتتغير كل القواعد وتظهر حقيقة كل الأشخاص.
ويصر "ملك الموت" لرواد الحانة أنه جاء لاصطحاب أحدهم معه للعالم الأخر، طالبا منهم أن يفكروا ويقرروا من سيذهب معه، إلا ان اولئك اليائسين من الحياة المتمنين الموت يتراجعون عن فكرتهم ويتشبثون بالحياة اكثر لا سيما شخصية العجوز والتي أدتها الفنانة لبنى ونس بتميز، الكل يتصارع من أجل البقاء في الوقت الذي يأتي الإختيار فيه على هاري المرحب بهذا الاختيار وسط ذهول الجميع وهو الشاب المقبل على الحياة الذي رغم مرضه وفقره وعدم زواجه من حبيبته مازال يرى ان الحياة تستحق ان يحياها الانسان.
العرض الذي جاء بالفصحى ولم يخل من الكوميديا الخفيفة والطرافة في عديد من لوحاته لاسيما المفارقات التي كانت تحدثها شخصيتا السباك "ستون" والعجوز "ما"، طرح معنى فكرة الامل والحياة وضرورة التمسك بها حتى في أقسى الظروف وان السعادة كما لخصها "هاري" في منولوجه هي "لحظة ابتسامة طفل بعد انتظار دام تسعة شهور من التعب والالم لوالدته"، وكما جاء على لسان شخصية ستون في المشهد الختام "الحياة اجمل من ان تضيع في الانتظار والاحزان".
ووفق المخرج في العرض الذي دعا الى التأمل في محمولاته، بتوظيف مختلف عناصر السينوغرافيا التي عمقت جمالياتها الواقعية أجواء البار، إضافة إلى جماليات تصميم الملابس التي اتسقت مع شخصيات العرض.
وباستثناء شخصيتي مستر "ستون" ومسز "ما" جاء أداء بعض الممثلين في العرض الذي كان بالامكان اختزال بعض مشاهده دون الاخلال به، متفاوتا حيث غاب الصوت ومخارج الحروف في كثير من اللوحات لدى شخصية مستر بيرسي وملك الموت.
شارك في التمثيل: احمد الرافعي، فاطمة عثمان، ياسر محمد وسماح سليم، عبدالغفار عبدالحفيظ، لبنى ونس ووعمر حسن.