22-11-2015 10:14 AM
سرايا - سرايا - قالت الأكاديمية الأردنية هدى وائل عامر عن تحقيقها مخطوطة "نفائس الأعلاق في مآثر العشاق"، لسراج الدين أبي الحسن علي بن سعيد بن حمامة المغربي، إنه وأثناء تحقيق الأخبار والحكايات والأشعار الواردة في المخطوطة تبين أن صاحبها انفرد بإيراد حكايات وطرائف نادرة نكاد لا نجدها في المصادر المتوافرة بين أيدنيا، وأن كثيرا من القصائد والمقطوعات الشعرية لم تعثر عليها فيما وقعت عليه من دواوين ومصادر.
والكتاب الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر أخيرا، يحتوي على عشرة أبواب حيث يتناول الباب الأول الحب وفضله وشرفه، والثاني عشق من الخلفاء والعلماء، والثالث عشق من الفضلاء والشعراء، والرابع عشق لخلاله لا لجماله، الخامس عشق وعف عن الحرام، السادس في تهاجر المحبين واصطلاحهم، السابع ورود أشعار المتيمين في ذكر الحمام، الثامن فيمن بكى في أثر الأحباب، التاسع فيما قيل في طول الليل، العاشر، في ذل المحبين في الهوى، وما قيل في ذلك من الحكايات والأشعار.
وتتحدث عامر التي يستهويها موضوع تحقيق المخطوطات، كما ذكرت في مقدمة الكتاب، عن بواعث وضع هذا الكتاب، إذ تقول "قبل الشروع في البحث للتأكد من أنه لا توجد نسخ أخرى لهذه المخطوطة فيما وقعت عليه من فهارس المخطوطات في مكتبات العالم، وقبل الاطلاع عليها لأرى ما فيها من قيمة وأهمية تستدعي تحقيقها، وقبل الخوض في معرفة المؤلف ومعرفة سبب وضعه لها، أردت التأكد أولا من أنها غير محققة بطرق عدة، منها النظر في فهارس المكتبات العربية، وسؤال بعض دور نشر الكتب، وسؤال ذوي الخبرة في التحقيق، والنظر في بعض الكتب التي ترصد حركة نشر المخطوطات وتحقيقها والنظر في شبكة المعلومات "الإنترنت"، فانتهيت من هذا كله إلى الاقتناع بأن هذه المخطوطة لم تحقق بعد".
وتصف عامر المخطوطة والأبواب ودراستها، حيث افتتح المؤلف كتابه بحمد الله تعالى والصلاة على نبيه، ثم ذكر سبب وضعه للكتاب، والمنهج الذي سار عليه وهو إغفال الأسانيد في إيراده الأخبار والروايات، واتباع الإيجاز والاختصار، ثم تقسيم الكتاب إلى عشرين بابا.
وتحدثت عامر عن المنهج الذي اعتمدته في بحثيها، فتقول "اعتمدت على منهجين، هما: المنهج الوصفي التحليلي، الذي اتبعته في حديثي عن التعريف بالمؤلف من خلال مقابلة النصوص بعضها مع بعض وتمحيصها وتدقيقها، وفي تحليلي لبعض ما ورد في أبواب المخطوطة للخروج ببعض الاستنتاجات والترجيحات والاحكام، والثاني المنهج العلمي المتبع في تحقيق المخطوطات".
وتقول عامر في كلمة على غلاف الكتاب "إن ما تميزت به المخطوطة الفريدة التي حققت لأول مرة في هذا العمل هو ليس باحتوائها على بدائع الاخبار والحكايات وغررها في العشق وحسب، بل واشتمالها على نوادر الأبيات التي لم أعثر عليها فيما وقع بين يدي من كتب ودواوين، إذ وصل عددها في تحقيقي للنصف الأول منها إلى "452"، بيتا تقريبا".
ورأت عامر أن هذا الكتاب "يُعدّ مصدرا يرفدُ خزانةَ الأدبِ العربيِّ بإضافات جديدة لم تَرِدْ في غيره من المصادر وكتب الحبّ والعشق والمجاميع والمختارات الغزلية، من مثل كتاب "الزّهرة" لابن داود الأصبهاني المتوفى سنة 297هـ، و"الموشّى أو الظّرف والظّرفاء" لأبي الطّيّب الوشّاء المتوفى سنة 325هـ، و"المحبّ والمحبوب" للسّرِيّ الرّفّاء المتوفى سنة 362هـ، و"مصارع العُشّاق" للسَّرّاج القارئ المتوفى سنة 500هـ، وسواها من المجاميع والمختارات".
وتعيد عامر كتاب "نفائس الأعلاق في مآثر العشاق"، الأثر الوحيد الذي وصل إلينا من آثار ابن حمامة، الشاعر المتوفى سنة 604هـ، مبينة أنها أتبعت المنهج الوصفي التحليلي في الحديث عن بالمؤلف من خلال مقابلة النّصوص ببعضها وتمحيصها وتدقيقها، وفي حديثها عن بعض ما ورد في أبواب المخطوطة العشرين.
وخلصت عامر إلى أنها في هذا الكتاب وصفت المخطوطة الفريدة، "وصفاً يتفق مع الأصول التي اتجه إليها المحققون، وبينت اصول منهجي في التحقيق".
(الغد - عزيزة علي)