على مدى الايام الماضية التي كتبت فيها ضد استغلال بعض المدارس الخاصة وابتزازهم للاهالي ماليا بشكل غير مسبوق حدثت بعض التطورات التي رافقت المقال الذي نشرت فيه ما حدث مع ابنتي "راما" التي تدرس في احدى المدارس الخاصة على اثر اضطراري لدفع مبالغ وصلت الى 220 دينا خلال الشهر الفائت :بدل ملابس سباحة وبدل رحلات وبدل قرطاسية وبدل C.D انجليزي وبدل كتب وبدل وبدل .....

وهو امر كان لا بد من فتحه والتحدث بشأنه مع المسؤولين لوقف هذا التغول الفظيع الذي تمارسه بعض هذه المدارس مستغلين طيبة الاهالي ومحبتهم لابناءهم .

في اليوم التالي للمقال تلقيت اتصالا هاتفيا من ذات المدرسة التي انتقدتها والتي ما زالت ابنتي تدرس فيها حتى الان حيث ابلغتني المسؤولة هناك ان ادارة المدرسة قررت الغاء الخصم الممنوح لي بواقع 25% على الرسوم وكان واضحا ان العملية دخلت في مرحلة الانتقام الشخصي .

في اليوم التالي لهذه المكالمة تكررت حادثة الانتقام اذ ارسلت لي ذات المدرسة ورقة تطلب فيها مبلغ 310 دنانير لتسديدها خلال اسبوع وربما تحت طائلة فصل ابنتي من المدرسة ...؟؟؟ تخيلوا اقولها بالفم الملان....

ان ما يجري مهزلة من نوع اكبر من ان يوصف ، فاذا كانت تلك المدرسة الخاصة تعتقد انني ولو للحظة واحدة يمكن ان اتراجع عن موققي ضد استغلال المدارس الخاصه فهي واهمة ، لان القصة لم تعد قصة ابنة فلان او ابنة علان حيث تبين لي ان قضية تجاوزات المدارس الخاصة التي اتابعها منذ اكثر من عام ( حتى لا يقال بان المسألة شخصية ) اثبتت لي ان هذا الوجع هو وجع شريحة كبيرة من الاردنيين الذين يخضعون لمثل هذا الابتزاز المالي "عيني عينك" اخي وصديقي محمد الوكيل دخل هو الاخر على خط المواجهة ، فقد ابدع في سرد الوجع وقام ببث القضية على الهواء مباشرة في برنامجه الشهير متضمنا حوارا منتجا مع الدكتور فايز السعودي مدير التعليم الخاص الذي اكد ان الشكوي التي اوردتها في مقالي وفي برنامج الوكيل صحيحة مائة بالمائة وانه يتلقى يوميا الكثير من الشكاوى التي يتقدم بها الاهالي ضد ممارسات بعض المدارس الخاصة . السعودي كشف امرا مهما حينما قال بان الوزارة رفعت لمجلس الوزراء نظاما للتصديق عليه يتيح لمديرية التعليم الخاص التدخل بهذه الشكاوى وانذار واغلاق المدارس التي تثبت عليها مثل هذه التجاوزات وهو امر يسجل للوزارة .

امر اخر يجب الالتفات له وهو امر يتعلق برواتب المعلمين في هذه المدارس ، فقد تلقيت عشرات المكالمات والملاحظات التي تؤكد ان عددا كبيرا من المعلمين في هذه المدارس يتقاضون رواتب ضئيلة جدا بل ورمزية ويضطر معظمهم مرغما لتوقيع عقد مع ادارة المدرسة بانه يتقاضى راتبا مرتفعا بينما يتقاضى على ارض الواقع نصف راتبه المسجل في العقد مرغما على ان يخضع لابتزاز بعض هذه المدارس التي تمارس الابتزاز من نوع اخر على الاهالي فتجلب منهم الاف الدنانير شهريا ولا تفكر لمجرد التفكير في تحسين الوضع المالي لمعلميها الذين هم اساس العملية التربوية .

الملف مفتوح ولن يغلق ....وسأضع هذه الملاحظات امام الصديق وزير التربية الدكتور خالد الكركي كي نصل الى نتيجة يقر فيها النظام الذي يتيح لنا قصقصة اجنحة بعض المدارس الخاصة التي تعتقد انها فوق القانون ... وللحديث بقية .

الكاتب : مؤسس موقع سرايا

ورئيس اتحاد المواقع الالكترونية

Hashem7002@yahoo.com