23-11-2015 10:45 AM
سرايا - سرايا - اتسمت فعاليات اسبوع النقاد احد ابرز برامج فعاليات الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بذلك التنوع الذي يمزج بين رؤى واساليب تيارات السينما الجديدة مع تلك الابداعات الرفيعة في موروث السينما العالمية.
الى جوار سبعة من الافلام السينمائية الجديدة التي تمثل اشتغالات مبتكرة لاجيال شابة من ارجاء المعمورة تتنافس على جائزتي الراحلين شادي عبدالسلام وفتح فرج، كان هناك مختارات من السينما البولندية وحوار مع الناقد البولندي ووكاش ماتسيفشكي ، كما جرى الاحتفاء بمئوية المخرجين صلاح ابو سيف وكامل التلمسانيوذلك باقامة حلقة بحث موسعة شارك فيها العديد من النقاد تطرقت الى ثيمات جديدة في المنهجية والاسلوب.وتضمن اسبوع النقاد الدولي تكريم الباحث والناقد السينمائي هاشم النحاس بوصفه احد ابرز الاسماء اللامعة في حركة النقد السينمائي باللغة العربية ولمسيرته الدؤوبة والمتدفقة وقدراته البديعة في الارتقاء بمفردات النقد السينمائي والالمام باشكالياته.
توزعت الأفلام السبعة المتنافسة على الجائزتين بين أربعة أفلام روائية طويلة هي: (رحلة الى روما) للمخرج البولندي توماس ميلنك، (العودة) للسينغافوري جرين زينج، (العنكبوت الاحمر) للبولندي مارتسين كوشاوكا، (بدو سيمائيين) من قرغيزستان للمخرج ميرلان ابديكالكوف، وهناك ثلاثة أفلام تسجيلية هي: (تو ك.. توك) للمصري روماني سعد، و(ايكزوتيكا.. ايكزوتيكا) للفرنسية ايفانجيليا كرانيوتي، بالاضافة الى الفيلم البرازيلي (اولمو والنورس) لمخرجتيه بيترا كوستا وليا جلوب.
لاحت في الافلام الروائية معالجات درامية وجمالية تغرف من بين تلك الاساليب المعهودة في علامات الفن السابع من ناحية اتكازها على الأداب العالمية أو اللجؤ الى نزعة تطوير العمل على مفهومي الزمان والمكان، واشباع عدسة الكاميرا في التقاط تفاصيل العيش اليومي، انها باختصارات بحث جمالي متقن وفريد في طبيعة الانقسام بين مكونات النسيج الاجتماعي لاكثر من بيئة انسانية وصولا الى ذلك الصراع بين الموروث القديم والحداثة والذي يظهر على الشاشة البيضاء في كوابيس وقصص وحكاياتى عبثية تارة وواقعية تارة اخرى تخوض عبر اكثر من حقبة زمنية من القرن الفائت والحالي.
وعلى دفة الفيلم التسجيلي، حضرت اسهامات تجنح الى ذلك النوع المتين من الرصد البصري لظواهر يومية مفعمة بالصور الآتية من وقائع واحاسيس وانفعالات تنشد اشكالا من السرد الشاعري المحملة بصنوف من الاثارة والغرابة واطياف الذكريات.
كما تنوعت افلام البانوراما البولندية التي ضمت افلام لقامات من صناع السينما البولندية التي جعلتها تتبوأ مكلانتها اللائقة في فضاء الفن السابع بالعالم على غرار افلام: (فرصة عمياء) لكريستوف كيشلوفسكي، (في الظلام) للمخرجة انيشكا هولاند، (قنال) لاندريه فايدا، وفيلم (الدين) لكريزتسوف كروزي جميعها عاينت تلك التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية والتي طالما عانى صناعها من المنع والمصادرة والتحديات الجسام ذات حقبة مضت، قبل ان تصل الى عشاق السينما في ارجاء العالم.الرأي