حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,25 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 43074

الطاقة الايجابية لانشاء العلاقات الزوجية ونجاحها

الطاقة الايجابية لانشاء العلاقات الزوجية ونجاحها

الطاقة الايجابية لانشاء العلاقات الزوجية ونجاحها

24-11-2015 02:32 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
الحديث عن نجاح العلاقات الزوجية وإنشائها يعني العمل بما أمر به ونهى عنه الله تعالى لتوجيه الرغبة الهائلة في كل أمور الحياة النابعة من حب الشهوات في النفس البشرية إلى طاقة ايجابية ينعم بها المؤمن بالاقتداء، ويتعس بها الإنسان(حب الشهوات) وان توصل للمعرفة لان المعرفة بحاجة إلى عمل وهذا صعب على النفس البشرية فكثيرا هي العلوم التي توصل إليها الإنسان مثال أسباب مرض نقص المناعة فكانت الحلول عنده في لبس الواقي ونفس الحال مع الأزمات الاقتصادية واعترافهم أنها من نتائج التعامل بالربا فلم يمتنعوا عنه وبقي الإنسان بجهله ، لهذا فان أساس العلم والمعرفة مبني على ما أمر به الله تعالى ونهى عنه وان الفضل والطاقة جعلها الله تعالى لمن يغلب حبه تعالى على حب شهوات النفس، ولهذا فانك قد تجد راكب حمار أمي في أقصى المشرق اسعد مِن مَن ادعى الحضارة وان كان في أقصى المغرب، لأنه علم الدواء وجهل الداء،والآخر قالها(دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ, ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ.........
قال تعالى (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ).
إن الله تعالى زين للنفس البشرية حب الشهوات لتكون الحافز القوي للإنسان لأعمار الأرض وإصلاحها من خلال تسخيرها وتسخير الإنسان للإنسان ، فحب الشهوات من النساء والتمتع بهن في النفس البشرية هو الحافز القوي لاستمرار النسل وتكاثره وذلك من خلال التزاوج بتسخير الأنثى للذكر والعكس صحيح لتبادل حب الشهوة في التزاوج ولذته عند الطرفين...........
إن الله سبحانه وتعالى قد وضع أوامر ونواهي لحب شهوة النساء في نفس الإنسان ، والمقصود منها الحفاظ على هذه الطاقة الايجابية واستمرارها في تحفيز الغريزة الجنسية وإثارة الجسد من خلال تفاعلاته الداخلية، لتتجسد النفس فيه وتحقق شهوتها ضمن الحد الأدنى من لزوم الإثارة مما يبقيها ضمن المعدل السليم الذي يحفظ سلامة النفس والجسد ،فالتقيد بهذه الأوامر والنواهي تحفظ قدسية العلاقة ومنذ بدايتها من أي خلل يؤثر على الرغبة والدافع لتحقيقها والاستمرار في العلاقة ونجاحها فقدسية العلاقة هي من قدسية الإيمان أي التصديق والاقتداء .........
إن من يشاهد ويسمع عزوف الشباب عن الزواج ،والنسب العالية في العجز الجنسي عندهم ، ونسب الطلاق العالية ، ومن يشاهد دعايات المنشطات الجنسية وحجمها الهائل، وظهور الشذوذ والخيانة الزوجية ،إنما يشاهد ضلال الإنسان في بعده عن الحق فيما أمر الله تعالى ونهى عنه.........
إن الله تعالى ورسوله لم ينهيان عن شيء إلا لحكمة ،وهذه لا تتحقق إلا بالإيمان (المؤمن يعمل بالحكمة اقتداء بعلم الله وليس بعلمه) فغض البصر عن المحرمات من النساء ، والنهي عن تبرج النساء وإبداء زينتهن إلا لبعولتهن ،وان تكون في ستر جلبابها كأنها البيض المكنون ، وتحريم الزنا ،ولعن الكاسيات العاريات ،كل ذلك في ظل حب الشهوة يكون الدافع القوي النابع من النية في طلب الزواج ،والحفاظ على شهوة النفس وسلامتها في قدرتها على إثارة الغريزة في الإنسان وتفاعله ضمن الحدود الطبيعية مما يعني استمرار نجاح العلاقة بين الأزواج .......
بالمقابل فان عدم التقيد بما أمر به الحق عز وجل كما هو حاصل في هذا الزمن زمن انتشار الإباحية استحلال الحرام حسب نزوات هوى النفس ،أصبحت طاقة حب الشهوات مشتتة وسلبية حتى عند الإنسان بدون ايمان، فبالإضافة إلى عزوف الشباب ،وتأثر العلاقات الزوجية وزيادة نسب الطلاق ،فان من نتائج الإباحية الخيانة الزوجية والشذوذ الناتج عن الأمراض النفسية نتيجة ضعف الشهوة وتشتتها فلم يعد ما يغري ويثير الشهوة ودورها في تجاوب الجسد وذلك عندما أصبح جسد المرأة يعرض وهي شبه عارية حتى في دعايات التسويق التجاري،لهذا يبحث الإنسان عن الأمور الشاذة في كل وقت حتى يثير الرغبة والبعض وخاصة الشباب يلجاؤا إلى المنشطات الجنسية( الفيقرا) لإثارة الجسد من خلال رفع الضغط وزيادة نشاط الدور الدموية كبديل عن الشهوة المفقودة في عصر الاباجية ،وحتى هذه المنشطات سينتهي مفعولها عندما يتضرر الجسم منها .....
إن إرادة الله تعالى في ربط تحقيق الشهوة بالإيمان حتى يكون النكاح بعقد إحلال من الخالق عز وجل لان فيه حفظ للنسب ، مربوطة بالإيمان لحفظ سلامة الجسد والنفس ، ومربوطة بالإيمان لاستمرارها واستمرار قدرتها على إثارة تفاعلات الجسد ضمن حدود سلامته ،ولاستمرار الشعور بلذة الشهوة التي لا تحدثها المنشطات، مربوطة بالإيمان للعمل وليس بالعلم الذي قد يدركه العقل، فلو شاء الله تعالى أن تكون مربوطة بالعقل لجعلها غريزة وشهوة عقلانية محدودة في الوقت كما هي عند الحيوانات ........
لا يغيب عني أن اذكر بعض النصائح عند عجز تفاعل الجسد مع وجود الشهوة ومنها الحياء من الله تعالى في تجنب نواهيه ، ومن هدي الكتاب الفاكهة قبل الطعام واكل لحم الطير الغير مهرمن ، ومن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم المداعبة قبل، حلق العانة ،ونظافة الأعضاء الخاصة لحفظها من الالتهابات الرياضة ثم الرياضة ،الإقلاع عن الدخان .........
إن الله تعالى جعل طاقة الشهوة بالستر والتستر،فاحل نظرة لم يلمحها شيطان، وطهرها بنسبها للإيمان،فتعارفت القلوب فأصبحت قلبا لا قلبان ، فباركها بالمودة والرحمة الرحمن ،واسكن النفس عن الهوى والطغيان ،والبسها لباس التقوى بحنان. (ما كنت أؤمن بالعيون وسحرها حتى دهتني في الهوى عيناك).








طباعة
  • المشاهدات: 43074
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم