26-11-2015 06:36 PM
بقلم : د.م أيمن الخزاعلة
سرايا- بالعودة بالذاكرة الى ما قبل منتصف التسعينيات حيث كانت منتخباتنا بالعموم تفشل في المنافسة و تحقيق نتائج مرضية و غالبا ما تعلل ذلك الاخفاق بأن الهدف لم يكن سوى اللعب من أجل المشاركة. أجل مقبول ان نخفق و ان نقصر و لكن لا بد من مراجعات و تدابير لتجاوز ذلك الهبوط و لا بد كذلك من تقيم دوري لتعديل المسارات في شتى المناحي و الاطوار.
السفارات انما وجدت لتمثيل الدولة و ادارة شؤون الجاليات في الاغتراب، و قد ملأ التفاؤل قلوبنا عندما قررت الحكومة بعد مطالبات عديدة و متكررة أن تتفاعل مع الاردنيين المغتربيين، فكان أن أضافت عبارة شؤون المغتربين الى مسمى وزارة الخارجية في خطوة تأملنا أن ترسم مستقبل العلاقة بين المغترب و وطنه ، و قد زاد من درجة التفاؤل ان قامت الحكومة برعاية مؤتمر المغتربين تحت أضواء اعلامية و في قاعات فاخرة في البحر الميت و خرجت بتوصيات لامعة لم نرى منها في واقع الامر جديد يـذكر.
تمثيلنا الدبلوماسي في الخارج على عهدة ما اتذكر لم يقم بأدنى ما هومأمول من الادوار التي انيطت به، و بكل أمانة لسنا هنا في موقع التجني و تحميلهم باخطاء لم يرتكبوها، و انما هذا الحديث نابع عن تجارب معاشة مع عديد من سفاراتنا في الخارج بحكم العمل و الدراسة نتشاطرها جميعا، حيث كانت مستويات الاداء من خلال أحداث و محكات لا ترتقي الى مستوى المواقف و لا تلبى الطموح ، بل أن جلها كانت سلبية و غير محايدة ، و هنا تحديدا يمكن الجزم أن المغتربين يفهمون جيدا ما نرمي اليه.
في الدول التي تحترم رعاياها تقوم السفارات بأدوار حقيقية و بأبعاد مختلفة تتعدى حدود الانابة عن الدولة في التواجد و القيام بالدبلوماسية الى عدم اهمال دور اساسي في رعاية شؤون ابناءها ،كما أنها و في الآونة الاخيرة قفزت الى لعب ادوار غير تقليدية تتمثل في دعم الاقتصاد من خلال استقطاب رجال اعمال و استثمارات و تسويق لعناصرها البشرية في محاولة دعم و تخفيف الضغط على الموازنة و يبقى السؤال الجوهري أين سفاراتنا من هذه الادوار أم انه يحلو لها اللعب فقط و فقط من أجل المشاركة.
أخيراً، مطلوب هنا التذكير لتفعيل عمل السفارات في الخارج لكي يتم الانتقال الى القيام بأدوار استثنائية تحتاجها دولة كالاردن تئن تحت وطأة مديونية وعجز مرتفعين، كما أنها مناسبة لاستغلال فرص تعزيز الانتماء من خلال اتاحة فسحة للمغترب يشعر فيها بأنه مهم و مرتبط مكانيا و عاطفيا ببلده، و لكي يتحقق ذلك على السفارات تقديم متابعة شؤون الرعايا في الخارج و الدفاع عن حقوقهم، و علينا أن نلعب دور ضاغط في الاسهام بتحقيق مطلب الاردني المغترب في المشاركة السياسية سيما ان قانون الانتخاب مطروح حاليا و تحت التداول... عندئذ يكون اللعب ليس فقط للمشاركة.
رئيس جمعية الهندسة السياسية