28-11-2015 01:20 PM
بقلم : د. طارق زياد الناصر
لم يكن شيئا جديدا ان نتابع على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صورا او مقولات لشهيد اردني حي في قلوب الاردنيين لكن ما لفت انتباهي هو ذلك الشعار الذي رفعه مجموعة من طلبتي في الجامعة "احفاد وصفي التل ... على خطى وصفي" والسؤال المثار هنا لماذا يذهب هذا الشباب الى التمسك بشخصية لم يعاصروها ولم يعرفوها عن كثب الا من خلال التأصيل التاريخي وروايات الاباء والاجداد.
ان حاجة هذا الجيل الى رمز يمثلهم ويجمع ميولهم الوطنية والعروبية ويمثل اخلاصهم لبلدهم هو اول الدوافع التي تقودهم الى اعتبار الشهيد وصفي التل جدا لهم ورثوا عنه القيم التي يحملونها ، هذه القيم التي حملها وصفي ويحملها الاردنيون من شتى منابتهم واصولهم هي قيم الانتماء الى هذه الارض الطيبة زيتونها وتينها ،شيحها والزعتر، وما يولده هذا الانتماء من ولاء للقائد عملا لا قولا وجدا لا مزايدة ، هي قيم الشهادة والعطاء قيم الحب والتواد .
وصفي ليس الحالة الوحيدة في هذا الوطن الذي قدم روحه فداء له فهناك هزاع وفراس ومعاذ وغيرهم ممن لا تتسع لهم السطور لكن الذاكرة الحية لا يمكن ان تنساهم ابدا ، وصفي ورفاقه الذين خطوا طريق الكرامة والكبرياء نجدهم يربون ابنائنا ويغرسون فيهم معنى الرجولة والحرية، هو ورفاقه من صنعوا لشبابنا رموزا وهوية لا تموت ، هو ورفاقه من يعيشون فينا دون موت هم من صنعوا لنا كوفياتنا وطرزوها باسمائهم ودمائهم هم من وضعونا على طريق الوطن التي لا عودة عنها حتى وان عصفت الازمات بنا هو من يصفه الجميع بأنه لا يوصف.
رحل جسد وصفي وبقيت روحه الطاهرة هو الذي لن يتكرر لكنه في كل يوم يصنع من شبابنا شبيها له، هو جزء من هويتنا فلا نبكيه بل نحيي ذكره بزغاريد الشهادة وصيحات الكبرياء ، تركته وطن باكلمه واولاده واحفاده جيلا تلو جيل يفخرون بابوته، وسيبقى 28/11 عيدا وطنيا لا ينسى #على _خطى _وصفي سنمضي وسسيظل طريقه دليلنا ودليل شبابنا، على خطى وصفي المقدسة سيظل #احفاد_وصفي _التل لهم منا السلام اينما كانوا وله منا ومنهم كل السلام وكل التحايا ووعدا اننا سنعطي دون مقابل سنكون للوطن كله لا لجزء منه، وبوركت اياديكم وعقولكم والسنتكم وقلوبكم يا شباب الاردن يا من حملتهم رايات الوطن كما حملها وصفي.