30-11-2015 09:53 AM
سرايا - سرايا - قال رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، في رد المجلس على خطاب العرش السامي، «إن افتتاح جلالتكم للدورة العادية الثالثة لمجلس النواب السابع عشر يأتي ليؤكد حرصكم على سلامة مسيرتنا الديمقراطية وترسيخ قيمها وتعميق جذورها وفتح الآفاق أمامها لترتقي للمستوى الذي يليق بشعبنا وطموحاته في المشاركة والتنمية».
وفيما يما يلي نص ردي مجلسي الأعيان والنواب على خطاب العرش السامي:
نص رد مجلس النواب:
«بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم محمد النبي العربي الهاشمي الأمين» «وقل رب أدخلني مُدخل صدق وأخرجني مُخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً» صدق الله العظيم. حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظكم الله ورعاكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، يأتي افتتاح جلالتكم للدورة العادية الثالثة لمجلس النواب السابع عشر ليؤكد حرصكم على سلامة مسيرتنا الديمقراطية وترسيخ قيمها وتعميق جذورها وفتح الآفاق أمامها لترتقي للمستوى الذي يليق بشعبنا وطموحاته في المشاركة والتنمية.
وان مجلسنا يؤكد صادق اعتزازه وعظيم وفائه وولائه لعرشكم المفدى على ما تنهضون به من مسؤوليات جِسام ودعمكم المتواصل لجميع سلطات دولتنا الفتية وللتأكيد على ان مجلسنا هو الممثل الصادق لإرادة شعبنا وانتم جلالتكم موضع فخر واعتزاز لنا ولشعبنا العظيم.
يا صاحب الجلالة،،، كان الأردن وسيبقى بقيادتكم الملهمة وفياً لأمته ووحدة هدفها ومصيرها المشترك ملتزماً بنهج الوسطية والتسامح وقادراً على تجاوز أسباب الخلاف والاختلاف انطلاقاً من قدراته على نهج الإصلاح والتطور.
وبالرغم من حجم الأخطار التي تمر بها منطقتنا إلا اننا تمكنا من تحويل جميع التحديات إلى فرص نجاح ومواكبة نهج الإصلاح الشامل الهادف للبناء على ما تحقق من انجازات وللسير بخطى ثابتة ومدروسة وضمن أولوياتنا الوطنية لصناعة المستقبل الواعد الذي تريدونه جلالتكم وبما يليق بهذا الوطن الغالي وبشعبه العزيز.
يا صاحب الجلالة،،، إن مجلسنا وهو يستلهم العزم والتصميم من نهج جلالتكم ونبل هدفكم ومضاء عزيمتكم ليملؤه الأمل بالمستقبل المشرق «بإذن الله» لينهض بدوره في دراسة وإقرار التشريعات الإصلاحية حيث اقر مجلسنا قانون البلديات وأعاد النظر بقانون اللامركزية وأقره بما ينسجم مع رؤية جلالتكم متفادياً المخالفة الدستورية التي ضمنتموها في أسباب الرد لتوسيع المشاركة الشعبية وإعطاء مزيد من الصلاحيات للإدارات المحلية في المحافظات، وبما يمكنهم من ترتيب أولويات خدماتهم ومشاريعهم ويعمل على توزيع ثمار التنمية ومكتسباتها بفاعلية وعدالة والتي تعثرت الحكومات المتعاقبة في تحقيقها.
وكان مجلسنا قد اقر قانون الأحزاب وأزال من خلاله كافة الصعوبات والمعيقات التي تعترض مسيرة العمل الحزبي بهدف تمكين الأحزاب السياسية من اخذ زمام المبادرة وتفعيل مساهمتها ومشاركتها في الحياة العامة من خلال برامج وطنية هادفة.
يا صاحب الجلالة،،، إن مجلسنا وبهدى توجيهاتكم ورؤاكم سيعمل على انجاز مشروع قانون الانتخابات النيابية بما يضمن العدالة في التمثيل ويدفع مسيرة الإصلاح والبناء ويعالج الأخطاء والسلبيات التي اعترت العمل البرلماني وللمساهمة في إفراز قيادات برلمانية كفؤة ومؤهلة وصولاً لتحقيق رؤية جلالتكم في تشكيل الحكومات البرلمانية الدستورية.
وان مجلس النواب يدرك أهمية حماية حقوق المواطنين وصون حرياتهم كأحد أهم المعالم الإصلاحية وذلك بترسيخ ثقافة النزاهة والمساءلة ـ حيث سيعمل على إقرار قانون النزاهة ومكافحة الفساد وبالتعاون الصادق مع السلطة التنفيذية في إطار من التنسيق والتعاون بعيداً عن المناكفة وذلك لترسيخ قيم العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والمساءلة ضمن رؤية واضحة وتصور مستقبلي شامل لطبيعة التحديات والأزمات التي تعصف بالإقليم لنتجاوزها بسلامةٍ وأمان.
يا صاحب الجلالة،،، يدرك مجلسنا حجم التحديات الاقتصادية التي تواجه بلدنا، ويعلم بأن جلالتكم تولون تحسين نوعية حياة المواطن ووضعه المعيشي أولوية قصوى.
لكننا نرى انه آن الأوان لتحرير اقتصادنا من القيود التي تعيق نموه وازدهاره وبأنه لا بد من الاعتماد على الذات واستغلال ثرواتنا الوطنية واستثمارها وتقوية مصادر الإنتاج وتوفير الخبرات والإدارات المقتدرة وتنسيق الجهود بين القطاعين العام والخاص، ولا بد من استثمار سمعة الأردن وجهود جلالتكم للتعريف بالأردن سياحياً وبخاصة ان لدينا ثلاثة مقومات سياحية لا تتوافر في أي من بلدان العالم (المغطس- البترا- البحر الميت) بالإضافة للعديد من المواقع الدينية والتاريخية والأثرية المنتشرة على امتداد جغرافيا الوطن، وانه لا بد من إعادة النظر في أسس اختيار ممثلي الحكومة في مجالس إدارات الشركات وكافة المواقع القيادية بحيث تكون الكفاءة والاختصاص والنزاهة هي الأساس في التعيين في هذه المواقع. ويجب إعادة النظر بسياستنا الزراعية لتنشيط المؤسسات الزراعية وتكامل أدوارها وتطوير البحث والإرشاد الزراعي وتوفير مقومات الإنتاج وتحسين وسائل التسويق لتعزيز ارتباط المزارع بأرضه لينال ثمن تعبه ومعاناته، وإيلاء هذا القطاع ما يستحقه من اهتمام وبالتساوي مع باقي القطاعات الأخرى.
وهذا يستوجب تنفيذ جملة من المشاريع الاقتصادية التي تساهم في خلق فرص عمل تسهم في التخفيف من مشكلتي الفقر والبطالة اللتين تؤرقان مجتمعنا.
ولا بد أن تظهر خطط الحكومة وبرامجها للعشر سنوات القادمة إلى حيز الوجود لخلق الثقة المطلوبة للمستثمرين في كافة القطاعات، وأن مجلسنا يُثمن توجيهكم ورؤيتكم بإنشاء صندوق استثماري يهدف لاستقطاب أموال البنوك والصناديق السيادية العربية ومؤسسات القطاع الخاص والأفراد في مشاريع ريادية متميزة بما يحقق الفائدة المرجوة للمساهمين في هذا الصندوق ويسهم بدعم الاقتصاد الوطني مما يُحتم على الحكومة والمجلس تحديث التشريعات الاقتصادية وتطويرها لتستجيب للتطورات والمقاييس العالمية، وهذا لن يتم بمعزل عن ضرورة قيام الحكومة بتقديم أفضل الخدمات لتعزيز ثقة المواطن والمستثمر في مؤسسات الدولة ولضرورة وضع الحلول المناسبة وللتصدي لكل من يُعيق الإصلاح والتطوير.
يا صاحب الجلالة: يقدر مجلسنا حجم الانجاز الذي تحقق لوطننا في كافة القطاعات ولكننا نشارك جلالتكم رؤيتكم بضرورة تطوير قطاعات الطاقة والمياه والنقل كقطاعات استراتيجية حيوية لما لها من أهمية وتأثير مباشر على حياة المواطنين وعلى تحقيق التنمية الشاملة. وتبرز أهمية هذه القطاعات كأهم التحديات التي تواجه وطننا ولم تحظ بالاهتمام الكافي من الحكومات المتعاقبة مما يتطلب توجيه الاستثمار لها كضرورات وطنية لتحقيق سيادتنا الوطنية واستقرار اقتصادنا.
كما ينظر مجلس النواب إلى ضرورة مواكبة آخر الاكتشافات والتطورات العالمية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لمواصلة البناء ودعم تنافسية هذا القطاع في توظيف الشباب وكفاءتهم.
ونؤكد على ضرورة إصلاح قطاع التعليم وإحداث تطور نوعي فيه وأن تقوم الحكومة بتنفيذ برامج لجنة الموارد البشرية وتوصياتها بعد أن يتم التوافق عليها وضرورة تأهيل وتدريب المعلمين ليقوموا بدورهم في إعداد الإنسان الكفؤ ورفد هذا القطاع بقيادات تربوية متخصصة قادرة على معالجة الاختلالات والسلبيات وبما يمكن من حفظ مكانة الأردن إقليمياً ودولياً.
يا صاحب الجلالة: إن مواقف وطننا العزيز بقيادتكم الملهمة كانت وستبقى ملتزمة برسالته تجاه قضايا أُمته العربية والإسلامية وتجاه السلم والأمن الدوليين وهي مواقف تاريخية سنبقى الأوفياء لها.
وان مجلس النواب يفخر بأن تحظى قضية فلسطين باهتمام الدبلوماسية الأردنية بقيادتكم لإيماننا بعدالتها ومركزيتها ولأنها مصلحة وطنية عُليا، ويدعم المجلس مواقف جلالتكم تجاه القدس بحكم وصايتكم على مقدساتها وأمانة المسؤولية التي ورثتموها عن أجدادكم الغر الميامين مدافعين عنها لمواجهة أية محاولات لتغيير الواقع فيها وذلك بحكم مسؤوليتكم التاريخية والدينية.
ويقدر المجلس موقف الأردن بقيادتكم من الأزمة السورية، ودعمكم للحل السياسي الشامل بمشاركة جميع مكونات الشعب السوري وبما يضمن وحدة سوريا أرضاً وشعباً ويُحقق أمنها واستقرارها، وإننا نقدر استضافة بلدنا للاجئين السوريين انطلاقاً من دوره القومي والإنساني وتوفيره للمساعدات التعليمية والطبية والإغاثية في الوقت الذي أغلقت أمامهم أبواب دول أكثر قدرة على استقبالهم، وإننا نتوجه للمجتمع الدولي ولجميع الجهات المعنية باللاجئين وحقوقهم وللأشقاء العرب خاصة بضرورة تأدية واجباتهم بدعم الأردن لكي يتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات لهم وللمناطق التي تستضيفهم.
يا صاحب الجلالة: يشارك مجلسنا جلالتكم الرأي بأن الإرهاب والتطرف هما الخطر الأكبر وان العصابات الإرهابية وبخاصة الخوارج منها أصبحت تهدد العالم والمنطقة، وان مسؤولية مواجهة هذا التطرف إقليمية ودولية ولكنها في الحقيقة معركة المسلمين للوقوف في وجه التعصب والتكفير وبوجه من يسعون لإقحام المجتمعات والأجيال فيها.
ومجلسنا يقف خلف قيادة جلالتكم بحزم للتصدي لكل من يعمل على تشويه صورة ديننا للوقوف في وجه كل قوى الشر والتطرف والإرهاب ونعلم ان وطننا بحكم سياسته في الوسطية والتسامح والاعتدال مستهدف من قبل أعداء الإسلام.
ويتوجه المجلس لمحبي السلام وللمجتمع الدولي للوقوف في وجه الغطرسة والتطرف بجميع أشكاله وخاصة التطرف الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وضد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية والذي يشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي ولكافة المواثيق والمعاهدات المتعلقة بحقوق الإنسان.
صاحب الجلالة: إن مجلس النواب يتوجه مع جلالتكم بتحية التقدير والاعتزاز لجميع منتسبي ومتقاعدي قواتنا المسلحة - الجيش العربي وأجهزتنا الأمنية فهي موضع الفخر والاعتزاز لنا جميعاً.
وأنها تعيش بضمائرنا ووجداننا جميعاً فهي الحصن الحصين لمنعة الوطن ورفعة شأنه وكانت وستبقى على الدوام الساهرة على أمن الوطن والمواطن تبذل الغالي والنفيس حماية لهم.
ونؤكد لجلالتكم التزامنا التام مع جميع مؤسسات الدولة بدعم قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية لتوفير كل سبل القوة والمنعة والعيش الكريم لها لتكون على الدوام مصدر قدرة واقتدار لتبقى تتمتع بأعلى درجات التميز والكفاءة وللحفاظ على سمعتها الدولية بجاهزيتها وانضباطيتها.
صاحب الجلالة: إن مجلس النواب وهو ينظر بعين الأمل والتفاؤل لمستقبل هذا الوطن ليسجل اعتزازه بمواقف شعبنا ووحدته الداخلية ليؤكد أن الأردن سيبقى الوطن الأنموذج في قوته وتماسكه والعيش المشترك بين جميع أبنائه بمختلف دياناتهم وأصولهم وأنه الحصن المنيع والملاذ الآمن والمستقر الذي يتحطم أمامه كيد الكائدين وحسد الحاسدين وأطماع المتطرفين الإرهابيين.
لتبقى راياته خفاقة عالية بإذن الله وجباه الأردنيين ورؤوسهم مرفوعة بكل اعتزاز بقيادتكم المُلهمة الحكيمة، معاهدين الله وشعبنا وجلالتكم بأن نكون السند والذخيرة والجنود الأوفياء نُلبي نداء الوطن كلما دعا الداعي ضارعين للعلي القدير أن يكلأ جلالتكم بموفور الصحة والعافية وأن يحفظ وطننا وشعبنا بقيادتكم الملهمة ليبقى الوطن الأقوى والأعز بين الأوطان أنه سميع قريب يجيب الدعاء.
قال تعالى: «دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين». والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وحضر تلاوة ردي المجلسين على خطاب العرش السامي عدد من أصحاب السمو الأمراء، ورئيس الوزراء، ورئيس المجلس القضائي، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة، ومستشار جلالة الملك لشؤون الأمن القومي مدير المخابرات العامة، ومدير مكتب جلالة الملك، ومستشارو جلالة الملك، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي، وناظر الخاصة الملكية، ووزير التنمية السياسية وزير الشؤون البرلمانية.