30-11-2015 11:09 AM
بقلم : سامي شريم
بعد الاعتراف الأخير لرئيس الوزراء البريطاني أبان حرب الخليج الثانية توني بلير بخطأ غزو العراق عام 2003 وكذلك الساسة الأمريكان والتي بررها برابرة العصر بوجود اسلحة دمار شامل في العراق ثبت عدم وجودها وارتباط القاعدة بالنظام العراقي والذي ثبت بُطلانه، وبذلك فإن الأسباب التي اعتمدت عليها امريكا لغزو العراق ثبت عدم صحتها والنتائج لهذا الغزو هي دمار العراق وتقسيمه إلى دول وإلغاء كل مظاهر الحضارة في هذه الدولة العملاقة وإعادتها لأكثر من مائة عام ، عدا عن تهجير الملايين وقتل أكثر من مليون وخرج ضعف العدد، ولو قُدّرت الخسائر الفعلية لتجاوزت 4-5 ترليون دولار في الحد الأدنى ، ولا زالت العراق والمنطقة تدفع ثمن الإطاحة بالدولة العراقية من عام 2003 وحتى عام 2011 فقد تم تدمير دول عربية أخرى كاليمن وليبيا وسوريا ولا ننسى ما لَحِقَِ بالإقتصاد المصري والعربي بشكلٍ عام فقد تجاوزت الخسائر العربية الناتج المحلي الإجمالي للعالم العربي خلال هذه السنوات !! من المسؤول عن هذه الخسائر ؟؟!!.
إذا سلمنا بأن الربيع العربي هو سبب ما حدث منذ عام 2010 وحتى اليوم ، وكان السبب في دمار 4 دول عربية ، والحقيقة ليست كذلك بل هي مؤامرة مسؤولة عنها امريكا واسرائيل في المقام الأول عدا دول البترودولار التي ساهمت بإيعاز من امريكا بتمويل تدمير هذه الدول.
ولكن بالقطع فإن امريكا مسؤولة مسؤولية مباشرة عما حدث في العراق ولا يستطيع عاقل ولا جاهل عُرفاً وعادةً وقانوناً من تحميل كامل المسؤولية لامريكا والدول التي تحالفت معها عما ألحقته من كوارث بهذا البلد العريق ، وإذا ما علمنا أن دولة اسرائيل بإعتبارها الوريث الشرعي لقتلى الهولوكوست التي أسمته اسرائيل بالمحرقة النازية ليهود المانيا قد تقاضت مبالغ في تقديرات أقلها 83 مليار يورو – 240 مليار يورو ، وقد تفنن اليهود في إقامة الدعاوي وطلب التعويضات بعد اتفاقية لوكسمبرغ عام 1952 والتي ألزمت المانيا بدفع 3 مليار مارك لدولة اسرائيل خلال 12 عام من 1953-1965 ، ودفع راتب شهري لكل يهودي أينما كان إذا ثبت تعرضهُ لمطاردة الحكم النازي منذ عام 1933 وحتى عام 1945 ، وهذا فتح شهية اليهود في كل دول العالم لرفع الدعاوي وابتزاز المانيا منذ عام 52 وحتى عام 2014 فقد استمرت المانيا بدفع رواتب 278000 يهودي ممن تواجدوا في المانيا ، واستمر اليهود في كل بقاع العالم بإختلاق القضايا وبقيت المانيا تدفع وتدفع وتدفع !!!.
أما العرب فاستعمارهم لمئات السنين وقتل ما يزيد على 2 مليون في الجزائر وسوريا ومصر وفلسطين خلال حرب الاستقلال واستغلال ثرواتهم ونهب مدخراتهم من قبل فرنسا وانجلترا طيلة هذه القرون لم ينلهم منها شئ إلا مزيد من الاستغلال والتبعية ، أما في العصر الحديث وما حدث منذ عام 1990 و2003 و 2010 بحق العراقيين على وجه الخصوص لا يختلف عليه اثنان فهو واضح وضوح الشمس بعد أن اعترف عرّابو المحرقة العراقية أنهم على خطأ فلماذا لا يُبادر العراقيون بنفس فعل اليهود مع الألمان!!!.
أما الفلسطينيون الذين تعرضوا لكل أشكال التهجير والإغتصاب واحتلال الأراضي والسرقة والنهب فلا حقوق لهم وتحاول اسرائيل إثارة دعاوي للمُطالبة بـ 55 مليار دولار تَدّعي أنها حقوق لليهود الذين هاجروا إلى اسرائيل طوعاً من الدول العربية ، كون العرب لا بواكي لهم ، لقد استمر الغرب بإبتزاز العرب والإستيلاء على ثرواتهم ونِسبةْ الجرائم لهم كما حدث في لوكربي على سبيل المثال ، لماذا لا يُبادر الحقوقيون العرب؟؟!!.