حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,16 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 39282

زواج القاصرات

زواج القاصرات

زواج القاصرات

05-12-2015 10:42 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فرح ابراهيم العبدالات
شهدت بعض المجتمعات في بعض الدول العربية مثل اليمن والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن والمغرب و لبنان وغيرها وبالاخص المناطق الريفية و القرويّة منها ، تفشّيا ملحوظاً حول ظاهرة زواج القاصرات من رجال كبار في السن، او حتى من الشباب، وتعود هذه الظاهرة في معظم الاحيان الى أسباب مادية بحتة، فحاجة وليّ الأسرة للمال، وطمَعه في بعض الأحيان، تدفعه لبيع ابنته الى احد التجار"الرجال" القادرين منهم على دفع المهر، مهما غلا ثمنه، كما ان المال، يعميه عن فهم حقيقة وابعاد مثل هذا الزواج، وتأثيره السلبي على ابنته القاصر، و النتائج الوخيمة التي سوف تعانيها ابنته من مثل هذا الزواج الجائر، وغير المتكافىء، والذي في حقيقته، هو متجارة بجسد ابنته، حتى ولو كان زواجا شرعيا وموثق على الورق.
ان الزواج من قاصر هي تعتبر جريمة استغلال جنسي فاضح لهذه الطفلة ، كون هذه القاصر لا تملك أيها فكرة عن معنى الزواج و الزوج و المسؤوليات و واجبات زوجة، فالزواج منها لا يبني تلك الأسرة السليمة و المثالية، بل هي عبارة عن عملية بيع و شراء طفلة قد وُضعَت كدمية تحت رحمة رجل بعمر أبيها يفرّغ فيها كل ما لديه من احتياجات و رغبات ، فيملك تلك المتعة المريضة في استغلال طفلة و اقتحامه لجهازها التناسلي الغير مكتمل النمو و انتهاكه لطفولتها البريئة مقابل قطعة من الشوكولا ،فإن أبَت الرضوخ له يضطر لاستخدام الترهيب و العنف و التهديد و الاغتصاب الأليم و الذي يحدث على حساب صراخ و بكاء والسطو على جسد طاهر طفولي مكانه في المدرسة الابتدائية مع الطالبات، مما يجعل تلك الفتاة تواجه مشاكل نفسية وعقلية و جسدية خطيرة تصل الى قتل النفس أحياناً .
اذا تطرقنا الى بعض من المشاكل الجسدية التي تواجه تلك الزوجة القاصر فهي : اضطرابات الدورة الشهرية، وتأخر الحمل، تمزق المهبل نتيجة الجماع، وازدياد نسبة الإصابة بمرض هشاشة العظام وبسن مبكرة بسبب نقص الكلس، كما أن هناك أمراض مصاحبة لحمل قاصرات السن، مثل حدوث القيء المستمر عند حدوث الحمل، وفقر الدم والإجهاض والولادات المبكرة، وذلك إما لخلل في الهرمونات الأنثوية، أو لعدم تأقلم الرحم على عملية حدوث الحمل، مما يؤدي إلى حدوث انقباضات رحمية متكررة، تؤدي لحدوث نزيف مهبلي، ارتفاع في ضغط الدم، قد يؤدي إلى فشل كلوي ونزيف، وحدوث تشنجات, وزيادة العمليات القيصرية، نتيجة تعسر الولادات، وارتفاع نسبة الوفيات، نتيجة المضاعفات المختلفة مع الحمل. وظهور التشوهات العظمية في الحوض والعمود الفقري، بسبب الحمل المبكر، اما المشاكل النفسية منها فتتمثل في : الحرمان العاطفي من حنان الوالدين، والحرمان من عيش مرحلة الطفولة الطبيعية، حدوث بعض من حالات الصدمة النفسية المبكرة و التي تؤدي الى الهستيريا والفصام، والاكتئاب، والقلق واضطرابات الشخصية واضطرابات في العلاقات الجنسية مع الزوج، ناتج عن عدم إدراك الطفلة لطبيعة العلاقة ومن ثم فشل العلاقة، قلق واضطرابات عدم التكيف، نتيجة للمشاكل الزوجية، وعدم تفهم الزوجة لما يعنيه الزواج، ومسؤولية الأسرة والسكن والمودة. والإدمان نتيجة لكثرة الضغوط كنوع من أنواع الهروب، الخوف من المجتمع و من الناس، الخوف من الظلام والبعد عن الوالدين، الانغلاق اللا إرادي للمهبل لمن هن في عمر مبكر وهو مرض نفسي يزيد من احتمال حدوث ذلك، وجود الخوف (القلق) من الشدة الجسدية من الزوج، وهي حالة مرضية تستدعي التدخل الطبي، وعدم اكتمال النضج الذهني فيما يخص اتخاذ القرارات، وما يترتب عليها بالنسبة للعناية بالطفل، وواجبات الزوج والعلاقة مع أقاربه.

ان الزواج من القاصرات هو كفر و ظلم بعينه ، و كل من يقدم على هذا الفعل الشنيع من الرجال يكون قد تجرد من الانسانية و الرحمة و العطف او حتى من المشاعر ، فهل هو انسان سويّ لحظة اغتصابه لطفلة بعمر بناته أو حفيداته ؟ هل هو انسان سويّ حين يلقي كل ما لديه من دناءة الجسد و الشهوات على جسد طفلة بريئة ما عرفت غير الدمى و تمييز الألوان و القاء الاحرف الابجدية في حياتها؟هل هو أبٌ سويّ حين يتاجر بطفلته مقابل مبلغ من المال بحجة صعوبة وضعه المادي الراهن و الذي سوف يكفيه لبضعة شهور أو سنوات عاشت فيه طفلته باكية محترقة القلب تائهة و متفاجئة بوضعها و بحياتها التي أتت على غفلة من أمرها ؟ لا أدري و كأننا في مجتمعٍ وحشيّ قد نسوا سكانه لقبهم كانسان , يقولون و يقولون الكثير عن اختراق حقوق الاطفال و حقوق الانسان و يمنعون و يقرّون القوانين و الأنظمة و النصوص ،لكن هل ذلك يجدي نفعاً على أرض الواقع؟ هل فعلاً قامت تلك القوانين و النصوص و العقوبات الشكلية فقط بالحد من ظاهرة الزواج من القاصرات و اغتصاب الطفولة؟ لا أظن بل تزداد يوما بعد يوم, لا أدري الى اين وصلنا من الجهل و التمرد على المنطق و على الطبيعة و اكتساب أكبر قدر من أنانية النفس و الجشع و القسوة , ولكنني أعلم بأن يجب على الحكومات و منظمات حقوق الطفل و الانسان سواء القيام بعمل جدي هذه المرة، واقرار عقوبات لا رحمة فيها لمن يزوج ابنته دون الثمانية عشر عاما ، فهذه طفلة و ليست زوجة له، فأصبحت هذه الظاهرة مترنحة ما بين اجتهاد القاضي و طمع أهالٍ و فتاوى شيوخ دين ما دروا بأن ديننا الحنيف هو رسالة للترغيب و العطف و احترام الذات و النفس البشرية، فان الزواج من قاصر هو بنظري اعتداء جنسي بثوب شرعي و مجتمعي ،هو جريمة علنيّة للتجارة البشرية، فارحموا أطفالكم يرحمكم الله.








طباعة
  • المشاهدات: 39282
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم