21-10-2010 01:04 AM
نظرتُ إلى السماء ليلاً فإذا بهية صافيةً توجد فيها النجوم المتلئلئة و القمر المضيء , و فجأة مَرَ من بين تلك النجوم نيزكً يشتعل بالنار, لقد مَرَ و أفسد صورة السماء التي كانت صافية و هادءة, فكرت و قلت هذا النيزك سوف ينزل للأرض و يحدث حفرةً جديدة لم تكن موجودة مِن قبل... جلستُ وحيدة أفكر و أحصي ما هي تلك الحفر؟ كم من تلك الحفر توجد في مجتمعنا؟ لماذا هذه الحفر موجودة؟ لماذا حدثت هذه الحفر؟ و ما الحل من تقليل تلك الحفر؟ لم أجد أحد يجبني عن تلك المُسألات , ثم بدءتُ أشاهد التلفاز و اذ بقناة ما تعرض عن خبر إختلاس مبلغ كبير من المال... سكتُ قليلاً ثم ثم قلتُ بنفسي هل من الممكن أن تكون هذه حفرة جديدة أم قديمة ؟؟ و بدءتُ أحلل مع نفسي عن تلك الحفر الموجودة في مجتمعنا , لقد كانت الحفر ذلك الفساد الموجودة في المجتمع .
الفساد له أنواع كثيرة و مفاهيم كثيرة , الفساد مثل فساد سلوكي , فساد أخلاقي, فساد إداري .... بدءتُ أُفكر ما هو الفساد, و جدتُ أن الفساد هو سلوكيات و أعمال خاطئة يقوم بها أحد أفراد المجتمع , و يتم من خلالها ايذاء نفسه و ايذاء الناس ...ثم خرجتُ في ليلة هادئة و كانت حالكة الظلام , بدءتُ أسير في شارع معتم لم أكن قد رأيتهُ من قبل , و أنا أسير وجدتُ بِضع رجال يلعبون القمار, و أُخرى من الرجال يشربون الخمر ؛ و يذهبوا في غيبوبة الدماغ و لا يدروا ما يفعلون, ثم نظرتُ ورائي اذ بامرأة تتحدثُ بالهاتف و تضحك بأعلى الأصوات... ثم قلتُ بنفسي هذا جزء صغيرمن تلك الحفر الموجودة في المجتمع .
ذهبتُ إلى البيت و فكرتُ قليلاً , لماذا لا توجد مراقبة أهلية أو حتى دولية لِؤلائك الأشخاص؟؟؟ لماذا لا توجد قوانين رادعة لتلك الأُناس؟؟ لماذا لا نقلل من تلك الحفر الموجودة في المجتمع؟؟؟ و لكن لم أجد الجواب !!! و عندما كنتُ جالسة على الشرفة التي تطل على الشارع الرئيسي لقد مَرَ شابان من تحت تلك الشرفة , و بدءا يتحدثان و يشتمان تلك الفتاة التي قد رأها البارحة , و يغتاب صديقه الذي كان معه اليوم صباحاً... فقلتُ في نفسي و هذه أيضاً جزء صغير من تلك الحُفر الموجودة في المجتمع... و عندما كنتُ جالسة بالغرفة وحيدة أقرأ , دخل والدي وعرض عَلَيَ أن أذهب معه غداً إلى الشركة التي يعمل بها , و بطبع فرحت و قلت له حسناً... و في الصباح استيقظتُ باكراً , و بدءتُ بتهييء نفسي حتى أذهب و ذهبنا الساعة التاسعة أي عند وصول مدير الشركة.
ثم دخلنا و بدءتُ اُلقي النظرات على تلك الشركة و غرفها , حتى وصلت لغرفة المدير فسمعته يتحدث بالهاتف و هو يصرخ و يقول : لن أقبل بأن تبنى العمارة مرة أُخرى و قد وصلنا إلى نصفها و ما شأني بكم إن تلاعبتم بالأسسات , فلن أقبل أن أخسر المزيد من المال. تأملتُ لِما قال ثم قلتُ بنفسي هل في الشركة أيضاً من تلك الحفر؟؟ ما شأنُ الناس التي سوف تسكن العمارة فتذكرت ما شاهدتهُ على التلفاز ليلة أمس.. لقد بدءتُ أسير و أنا حزينة لما يحدث في هذا المجتمع. و أنا أسير رأيتُ زبون يدخل لغرفة موظف فسمعتهم من خلف الباب يتحدثون ... و يقول الزبون إن وقعت لي هذه المعاملة سوف أُعطيك (50 دينار) , نظر الموظف لتلك المعاملة ووجد أنها معاملة مزورة , فقال الموظف لزبون ما رأه... فقال الزبون أنا أعرف فالذلك سوف أعطيك (50دينار)فقال الموظف لن أقبل بأقل من (100دينار) فكرت و قلتُ بنفسي اذا كان المدير فاسداً فماذا سيكون موظفيه؟؟ ثم وجدت أن تلك الحفر لا زالت تزداد كل يوم و هي الآن لا تعد و لا تحصى ... و عندما عدنا للمنزل بدءتُ أفكر بحل لتقليل من تلك الحفر:) و حتى انني لم أستطع أن أنام لِما رأيته اليوم في الشركة, و البارحة لما رأيته في الشارع , و ما سمعته و أنا على الشرفة , و ما شاهدته على التلفاز... و بقيةُ أُفكر لحل لهذه المشكلة و وجدتُ( أن يكون عنده نازع يمنعه من عمل تلك الأعمال البشعة , و أن تكون مراقبة نفسية , و مراقبة دولية تكون بين الحين و الآخر أي دون موعد محدد , و أن يكون هناك تكافئ اجتماعي أن يعمل على تمديد جميع المواطنين والموظفين غير القادرين بالمال , و وضع قوانين صارمة رادعة للذين يعملوا على مُخالفة القوانين ).
و أنا برأيي لو أن هناك مراقبة نفسية لما وجِد الفساد في مجتمعنا و الذي لا تردعه نفسه لا تردعه القوانين ... و الوطن كرامة فالنحافظ جميعاً على هذه الكرامة , بأن لا نخون الله و رسوله و الوطن و سكانه .
فلماذا لا نحافظ على كرامة وطننا؟؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-10-2010 01:04 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |