12-12-2015 09:18 AM
سرايا - سرايا - سارحة في الخيال تتنقل بين أفكارها العشوائية
وضجيج الشارع يختلط فيه صوت القاصي والداني والرعية
فتمر أمامها غجرية وفي يدها أحجارا وأشكالا عظمية
وتسألها, أتريدين أن أخبرك عن أشياء عنك مخفية ؟
صوتها الجاهر يوقظها ويُعيدها من أحلامها الخيالية
فتلتفت حولها خجولة وتمد يدها إليها بقطعة نقدية
فتنثر الغجرية الأحجار على الأرض وتنظر إليها بملية
لترى الماضي والمستقبل, والحاضر ليس بأهمية
فترفع رأسها وتحدق بعينيها لتقرأ أفكارها السرية
وتنظر إلى الأحجار المنثورة ثانية وتدمدم طلاسم سحرية
وتقول لها: ماضيكِ حزين وفيه القهر والطغيان والعبودية
وحاضرك مليء بالمصائب والدمار والأشلاء اليومية
وأصدقاؤك يكذبون عليك ولا يهمهم إلا مصالحهم الشخصية
وأبناؤك الفتنة تحكمهم, ويقتتلون بالحديد والنار وعلى الهوية
أنانيتهم أعمت بصيرتهم وصاروا يرون بعيون قومية ودينية
ولكن أنت غنية ولديك كنوزا تساوي كل ثروات البشرية
أنت, أنت أم التاريخ ومهد الحضارات ومولد أولى الأبجدية
فتنظر الغجرية إلى وجهها وترى تجاعيد السنين القهرية
وتحدثها بصوت حزين والدمعة تسيل على خدودها الرخية
يا إلهي كم أنت جميلة! وبعُمري لم أر بجمالك وأنا لست بفتية
لقد سمعت عنك الكثير والآن أعرف من أنت, ألست أنت سورية؟
تلمل الغجرية أحجارها بيد مرتجفة وتنثرها بوقار وأنية
وتنظر إلى الأحجار المنثورة فترتسم على شفاهها بسمة عفوية
وتقول لها: أبشرك بأن أبناؤك المخلصين سيقتلون آفة الفتنة الخارجية
وسيقدمون من أجل سلامتك كل ما لديهم ولو كانت أكبر ضحية
يا إبنتي مستقبلك زاهر وقريبا سيبزغ فجر الكرامة والحرية
وشبابك سيبنوك مجددا وتصبحين نبراسا للتطور والديمقراطية
وسيعم الفرح في ربوعك كلها وسيغني لك أبناؤك, نحبك يا سورية