حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,23 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 45656

قصة مسافر عاد إلى محبوبته

قصة مسافر عاد إلى محبوبته

قصة مسافر عاد إلى محبوبته

13-12-2015 10:42 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : م. أحمد نضال عوّاد
قصة حقيقية أشخاصها معروفون والمكان ها هنا حيث نقطن وبالأمن غارقون ، ولمن يريد معرفة المزيد فليقرأ ما هو أت ، فربما يجد روعة من الجنون .

وإني في طائرة فارغة الركاب ، إلا أنها ممتلئة بالعلم والعقول ، فيها كتب زاخرة وقراءات تتسم بالفكر والبلاغة والجمال .
أنظر من نافذة الطائرة فأرى البحر صغيراً وهو يحاول التغلب على ارتفاع أمواجه الخافقة .

ثم أنظر فأرى السحاب الأبيض يغطي الأجواء الرقيقة ، فتأتي الغفوة على حين غفلة لأتذكر الماضي الجميل وألحانه المعزوفة على وتر المحبة وعلى احتضان المودة ، فأحلُم ... فأحلُم بحاضر جميل ومستقبل منير وعطاء لا ينقطع مع مرور الأيام التي تمضي كلمح البصر .

وبعدها على حين غفلة أستيقظ لأرى صحراء ذهبية شامخة شموخ الجبال تعلمنا الصبر والقوة وترشدنا إلى التحلي بالبساطة والجمال.

عين تبصر الأشياء ليست كما ترى فقط ، وإنما ترصدها بواقعها المتزين بعظيم الروعة ، وبإحساس الوجود ، وبروعة المكان بعد الغياب !

يا للهول ... ما هذا المنظر العجيب ؟!
قبل لحظات كنا في الصحراء ، وها نحن نرى بنيان شامخ الأركان فيظهر وكأنه قطرة في بحر من المياه .
من علمنا ذلك ؟ ومن سخر لنا هذا السحر وهذه الأدوات ؟
من جعلنا نكتشف أسرار الدنيا وما احتوت ؟
نعم صدقت ... حتماً إنه الخالق .

قادم إلى وطني وحنين الإشتياق يخيّم على عقلي ، فمن القاهرة الجميلة إلى عمان العشيقة .
أنتظر بلهفة لأعانق ثرى وطني ، أنتظر لأبتسم في وجه أهلي وعزوتي وأحبتي ، وقبل كل ذلك إلى ذلك الشرطي الذي سيختم لي ( قادم ) ليحذف بصمة المغادر من جواز السفر الذي يحترمه الجميع في كل البلدان .
نعم ... أنتظر أن أسمع كابتن الطائرة يهنئنا ويقول لنا " نحمد الله على سلامتكم ، نحن الآن في مطار الملكة علياء الدولي "
سأشعر بالراحة يقينا ... كيف لا ؟! وهو موطني وفيه محبتي وكل عشقي .
أحتاج إلى أن أضم سماؤها وثراها وماؤها - رغم قلته - وصحاريها الجميلة و بواديها الرقيقة وأريافها مع قراها البسيطة ، وبنيانها مع تطورها ليختفي التعب الذي في جسدي بسبب البعد عنها ولن أنكر أيضا بسبب قلة النوم أنذاك ... احتضنها لأعطيها قبلة وليست كأي قبلة ، إنها قبلة العاشق بعد الغياب .

تسعة أيام فقط كانت كافية لأدجج بمشاعر الإشتياق في قليي ... هذا هو الحب ، وهذا هو العشق ... وهذا حتما ما يسمى بالهوى !

أعشق تفاصيلها الجميلة ، شجر الزيتون في الأراضي الخصبة ، وشجر السرو على سفوح الجبال ، سحر للعيون ، وأرجوزة من الألحان ، وروعة تلك الأيام التي نقضيها ونحن فرحين في حدائق المحبة والسعادة والوئام .

فما الفكر إلا سؤال !

فلنفرح ونسعد ؛ فنحن هنا نعيش في أمان ... لا أخشى في الحقيقة على شيء سوى على محبوبتي من عبث الحاقدين وما يفعله العابثين !

هاهي الآن تهبط الطائرة ، لا خوف هنا ... لأن أسوأ الاحتمالات أن تسقط الطائرة ... وإذا حدث ذلك فسأكون فوق الثرى الذي أحب .

أرى من النافذة كثبان رملية يفصل بينها ماء قليل ، هذه هي الحياة .

وهناك في الأفق البعيد ، أشجار مخضرة تزين كوكبنا الدري ، ليكون مضيئاً بالجمال في كل آن .

ما أجمل هذا الشعور ، شعور العودة بعد الرحيل والتفاؤل بما هو قادم من المسير .

نعم ... إكمال المسير ، أخاف من المضلين وأعلم أن الأخلاق في المقدمة وأساسها أن تكون معادلة رفق حاضرة حيث تتكون من الرغبة والفرصة والقوة التي تمدنا بالأمان لتنسينا هموم الزمان .

لن أستسلم ، وسأمضي واثقاً بالله ، متيقناُ بأن الجميل سيكون قادم لا محال ، وعدُ من ربي الذي قال " وسيعطيك ربك فترضى " والله لا يخلف الميعاد ، ربي قد أكرمتني بما أعطيتني فاجعلني من الساعين إلى الصلاح والمحبة والتطور والسلام ، والسلام على من اتبع الرحمن .

فالفكر والفكرة متفقون على أن المحبة أساس السلام ، والرغبة أساس التقدم ، والعمل الجاد ونتائجه هو العنوان للوصول إلى الأحلام.

كتبت في الطائرة المتوجهة من القاهرة إلى عمان في 9/12/2015 في رحلة الساعة 12:15pm والتي هبطت مطار الملكة علياء الدولي الساعة 01:30 بقلم : أحمد نضال عواد ( بعد مشاركتي في مؤتمر فكر 14 كممثل عن الشباب الأردني ، وهو مؤتمر سنوي تعقده مؤسسة الفكر العربي وقد عقد هذا العام بالشراكة مع جامعة الدول العربية بالقاهرة تحت عنوان ( التكامل العربي ، تحديات وأفاق ))








طباعة
  • المشاهدات: 45656
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم