حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 27866

همة الحسين القعساء

همة الحسين القعساء

همة الحسين القعساء

13-12-2015 10:46 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عيسى محارب العجارمة
تشكل الذكرى 80 لميلاد الحسين بن طلال رحمة الله ملك المملكة الاردنية الهاشمية الأسبق ، محطة هامة بذاكرة التاريخ الانساني المعاصر وهو واحد من اهم صانعيه الكثر على مسرحه الجغرافي الأخطر والاهم واعني منطقة الشرق الاوسط خلال حقبة الحرب الباردة وما بعدها من سنوات قلائل شهدت الرحيل المفجع لعملاق زعماء العالم .

ذاك بأختصار شديد هو الحسين العظيم الذي لا زال محفوفا بمحبة قلوب الاردنيين جميعا لدوره في توطيد الأستقلال الناجز لبلدهم الوارث لرايات الثورة العربية الكبرى الخفاقة منذ عام 1916 .

منذ ان رحل الحسين والعالم العربي والاسلامي يبحث عمن يسد الفراغ المؤثر للرجل ذو الهمة القعساء فهو اسطورة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ولكنه لم يهتدي لضالته المنشودة بقيادة ملهمة أنسانية التأثير كبطل الحرب والسلام حسيننا العظيم وأين منه غاندي وناصر وتيتو الذي صنعتهم الدعاية الشيوعية الحمراء .
فقصة جنازة الرجل المهيبة التي جمعت كل الفرقاء تؤشر على عظمة السيرة الحضارية التي صنعها صقر قريش وأسد الاردن لامته العربية والاسلامية حيث وقف ثلاثة من رؤساء الولايات المتحدة الامريكية وهم جيمي كارتر وبيل كلنتون وبوش الاب ممن اذكر يتنسمون هواء الاردن العليل ذاك الشتاء المفجع ويمارسوا طقسا صوفيا بديعا يستمطر حكمة الحسين وروح الراحل العظيم على سلم طائرة الرئاسة الامريكية وهي تحط رحالها على مدرج مطار الملكة علياء الدولي شرق العاصمة الاردنية عمان العروبة والاسلام وعاصمة العالم المتحضر .

تريث الرجال الثلاثة لمدة خمس دقائق قبل هبوط سلالم الطائرة بتحية اكبار واعتزاز من قبل قادة اكبر واهم دولة بالكون الولايات المتحدة الامريكية لروح الراحل العظيم في مقاربة حضارية عظيمة بين عالمين ودينين مختلفين وحد أواصرهما خلال رحلة عمره الطويلة حسيننا البطل خليفة الاسلام الشرعي الذي صنع سلام الشجعان وبز اقرانه من زعماء الامة العربية في قراءة تاريخ العالم المعاصر خلال فترة حكمه الزاهية فكسب احترام العدو قبل الصديق .

حينما تنحني هامات الرؤساء الامريكيين ومعهم كافة قادة العالم امام جثمان حسيننا العظيم في جنازة القرن العشرين الاهم فلعمري انها لحظة فخر تاريخي نعتز بها كأردنيين أيما اعتزاز .

همة الحسين القعساء ما نبا بها تفاوت الاحداث وأهوال الزمان الصعب الذي عاشه عظيم الامة فخاض المعارك والخطوب بجسارة سيف الله المسلول خالد بن الوليد وقاتل بضراوة امير المؤمنين ويعسوب الدين جده علي بن ابي طالب كرم الله وجهه فكان نصر الكرامة الذي حطم به الحسين أسطورة الجيش الذي لايقهر ومرغ بانف جيش بني صهيون طين الارض الاردنية الطهور الذي حاول تدنيسها عام 1968.

معارك الحسين العظيم تحتاج لاعادة قراءة متأنية لأستنباط العبر والدروس مجددا والنهل من حكمة الحسين في الحرب والسلم فالرجل موسوعة حضارية وتاريخية عز نظيرها ولا نستطيع الفكاك قيد أنملة من مشروعه التاريخي الديني الشرعي والسياسي العسكري الكفاحي .

وذلك ضد ضد قوى الشد العكسي في بلده الاردن اولا نتيجة تعقيدات القضية الفلسطينية المعقدة والتي تحتاج لقائد من وزن الحسين وهي التي اهلته ان يكون ملكا للضفتين معا ثم حربه للتيار الشيوعي الناصري وتعرضه للضرب تحت الحزام من الرجعية العربية لمعرفتها بأصالة أرومته الهاشمية وخطرها الساحق الماحق عليها وحربه الضروس ضد الصهيونية العالمية سلما وحربا .

كانت نجاحات الحسين محط اهتمام العالم أجمع وخصوصا في شقها الثاني للفترة التي خلت تتويجه عام 1952 فبعد نجاحه منقطع النظير بأعادة الامن والامان لربوع بلده الاردن بعد كارثة ضياع القدس وما تلاها نجح الرجل في تسطير أسمه كشخص مهم لا يشق له غبار على مسرح التاريخ .

لا بل ومن الانصاف القول انه وقف على قدم وساق مع دهاة تاريخ العرب والمسلمين كعمرو بن العاص ومعاوية بن ابي سفيان وفاقهم بنسبه الهاشمي الكريم فتحصل له ما أعيت الحيلة به أجداده الكرام علي والحسن والحسين فجمع الدهاء الاموي مع الحلم العلوي الهاشمي وأعاد مجد بني العباس ونهض بحلم الخلافة الفاطمية دونما افراط او تفريط بمذهب السنة والجماعة وأهل العدل كيف لا وهو اكرم الناس حسبا ونسبا وشرعا وعدلا .

فكيف للشيوعية الحاقدة والناصرية الجوفاء والرجعية العربية البلهاء وجميع الانس والجن ان ينزعوا الشرعية الدينية والحضارية عن الوارث النبوي المحمدي سليل عناق الارض والسماء الذي أفرز الحنيفية السمحاء او ان يفتوا في عضد القائد الملهم الحسين بن طلال رحمه الله وجعلت جنة الخلد مستقره ودار قراره والذي انصفه الخصم قبل ابن العم .

فمصيبة الهاشميين من ظلم ذوي القربى هي مظلمة تاريخية مزمنة منذ وقائعهم الكبرى في صفين والجمل وكربلاء الى مذبحتهم وسحلهم ببغداد عام 1958 على يد عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف الشيوعيان الناصريان الخبيثان .

تتداخل لغة هذا المقال السياسية بالتعابير الشرعية الدينية والاشارات الصوفية والغضب الدفين في صدري على كل من أشتغل بحرفة التاريخ ولم ينصف الحسين أن كان بجهل لفضله أو انكارا لحقه المستحق في خلافة الامة الشرعية التي أنتزعها جده ملك العرب الحسين بن علي من امة الترك بتصحيح لمسار تاريخي ظالم أنكر حق قيادتهم الشرعية عبر علماء سؤ حرفوا سفر السياسة الشرعية لنقل مؤشر وبوصلة الخلافة من هذا الفرع النبيل من قادة قريش .

أرمي ما بجعبتي من سهام الحب والمحبة لهذا القائد العظيم الذي تشرفت ان اكون جنديا في جيشه العظيم ذات يوم جميل مضى وأرفع الى سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني تحية الجندية المخلصة .

وأعيد على مسامعه بيعة الرضوان لجده المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ووالده الحسين العظيم ومقامه السامي الشريف فبالله رضيت ربا وبالاسلام العظيم دينا وبمحمد نبيا وبآل هاشم أسيادا وقادة وبعبدالله الثاني خليفة شرعيا لي وللمسلمين وأميرا للمؤمنين هذا ما أدين الله به في عرصات يوم القيامة .

فلعمري أنها البيعه بيعة الرضوان وما خلاها الخلود في قعر جهنم ،اللهم أشهد فقد بلغت ، الله الله ربي لا أشرك به شيئا .











طباعة
  • المشاهدات: 27866
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم