14-12-2015 10:14 AM
سرايا - سرايا - يشارك العرض المسرحي الاردني "حكاية من البادية" المستوحاة من التراث، من تأليف وإخراج الفنان محمد الضمور في "مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي" الذي تنطلق دورته الاولى يوم الاربعاء المقبل بتنظيم من إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة.
ووفقا لبيان صحفي صدر عن دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الاحد هناك، فإن المهرجان الذي يستمر 5 أيام ويأتي بتوجيهات وتحت رعاية سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لدولة الامارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، يشكل حلقة جديدة في منظومة الانشطة التي تنظمها دائرة الثقافة، ترجمةً لرؤى سمو حاكم الشارقة، والهادفة إلى تعزيز مكانة فن المسرح وترسيخ تداخلاته مع الناس والمجتمع، في كل زمان ومكان.
ويسعى المهرجان بحسب البيان، إلى استكشاف واستظهار الصلات الكائنة والممكنة بين أشكال التعبير الادائي والسردي التي تعمر الصحراء وفن المسرح، مسترشداً بتوجيهات وأفكار سمو حاكم الشارقة، نحو مضاعفة الجهود لجعل تجربة المسرح في البلاد العربية، فاعلة ومؤثرة ومتجددة، وذلك بمواكبة كل ما تشهده حياتنا من شواغل وأسئلة وتطلعات أو من خلال اقتراح سبل وحلول إبداعيّة جديدة، تقرأ الحاضر وتستشرف المستقبل.
وقال البيان إن المهرجان الذي ينظم على مدار أربع ليال ما هو إلا مناسبةً أخرى تتبناها الشارقة وتجمع عبرها أهل المسرح في الاقطار العربية، للحوار والتواصل والتداخل، حول كل ما يمكن أن يسهم في تطوير وحفز تجاربهم الإبداعية والتنظيرية ويرفدها بالمغايرة والاختلاف ويتقدم بخطواتها في الطريق إلى الجدة والحداثة.
واوضح أن فكرة هذه التظاهرة، التي تمزج الفني والاجتماعي والفلكلوري، ترتكز على احتفاء وايمان عميق بغنى وثراء الثقافة الصحراوية، هذه الثقافة الحيوية التي لطالما الهمت أسفار الرحالة، وقصص الرواة، وألوان الرّسامين، بفضائها الواسع وامتداداتها اللامحدودة، برمالها وكثبانها ووديانها وعمارتها وناسها وعاداتهم وتقاليدهم في شتى أحوالهم بين الاستقرار والانتقال.
وقال إن الصحراء هي موضوع ومكان ومزاج هذا المهرجان المسرحي الذي سينظم في منطقة الكهيف إذ صُمم فضاء العروض بحيث يوحي أو يماثل بيئة الصحراء، مبنى ومعنى، ولكي يلهم الجمهور طريقة مبدعة في المشاهدة والتفاعل ومقاسمة الفرق المشاركة جماليات عروضها ومعانيها.
وبين أن المهرجان سيفتتح بملحمة مسرحية اختارها وأعدّها سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، راعي المهرجان، تحت عنوان " علياء وعصام"، وتقدم بمشاركة العشرات من الفنانين والمؤدين وهي من إخراج الفنان السوداني الرشيد أحمد عيسى.
وتشارك في الدورة الاولى للمهرجان بالاضافة إلى العرض الاردني "حكاية من البادية"، 3 عروض عربية هي "طوي بخيتة" من تأليف مريم الغفلي وإخراج يحيى البدري من الإمارات، و"شدت القافلة" من تأليف فهد ردة الحارثي وإخراج مساعد الزهراني من السعودية، و"نسمات من الصحراء" المستوحى من التراث وإخراج تقي سعيد من موريتانيا.
العروض الاربعة المشاركة في المهرجان تتمحور بنيتها على الحكاية والشعر والأداء، وعلى أساليب متعددة من التعبيرات الفنية التي تختزنها الذاكرة الجمالية للصحراء، ويُراد لهذه العروض أن تعكس الملامح المتنوعة للثقافة الصحراوية الممتدة طولاً وعرضاً في المشرق والمغرب من جغرافية الوطن العربي.
ويحفل برنامج المهرجان بحسب البيان، بتشكيلة واسعة من الأنشطة التي تُظهر مجتمعة، التداخل الخلاق بين أنماط وأساليب المعيشة والعروض الفنية في بيئات الصحارى العربية، فثمة العديد من حلقات الرواية والسمر، ومجالس الشعر، الربابة، والحفلات التراثية.
ومن الأنشطة التي ستقدم ثمة جلسة نقاشية تحت عنوان "الصحراء في المتخيل المسرحي"، وتسعى إلى أن تبرز وتعرّف الحدود التي بلغها المسرح في علاقته بالصحراء، وصفاً وتشخيصاً وتحليلاً، وبين الأمس واليوم، وذلك بمشاركة باحثين مسرحيين عرب من دول عدة.
وقال البيان، إن الشارقة باحتضانها هذه التظاهرة، تؤكد من جديد أن طموحها للوصول بمهرجاناتها الفنية إلى مداها الأبعد من الابتكار والإبداع، لا تحده أي حدود، والمهرجان هو عبارة عن دعوة للتفكير أو إعادة التفكير والنقاش حول قابلية الفن المسرحي وفعاليته في مقاربة واختبار هذا البعد الصحراوي الذي يعتبر ملمحاً اساسياً في البنية الثقافية للمجتمع العربي.
والعروض التي ستقدم بحسب البيان، ستتيح للجمهور فرصة نادرة لرؤية المسرح في فضاء دائري في قلب المنطقة الصحراوية كما ستتيح لهم أن يتعرفوا إلى ملامح من بيئات البادية الثرية في الاردن وموريتانيا والسعودية.
وأعدت إدارة المهرجان العديد من الفقرات البرامجية التي سينخرط عبرها الجمهور في التظاهرة ليكون جزءاً مفصلياً منها، وتشمل المسابقات اليومية وعروض الفلكور التي تعرّف بوجوه متعددة من الثقافات الشعبية في البلدان المشاركة، فضلاً عن مسامرات ونقاشات تضيئ على العروض المقدمة وتبرز خصائصها ومزاياها وتصل بين المشاركين، تعارفاً وتفاعلاً وتواصلاً.