14-12-2015 10:27 AM
سرايا - سرايا - بعد صراع مع المرض، لوّحت المصورة الفوتوغرافية الفنانة أميرة الحمصي بيد الرضا والإيمان، بالوداع طاوية وآراءها منجزاً محلياً وعربياً لافتاً على صعيد جماليات التصوير الفوتوغرافي وحساسياته وأصوله الدقيقة.
الحمصي التي رحلت مساء أول من أمس، نعتها الجمعية الأردنية للتصوير الفوتوغرافي، كما نعاها زملاؤها في الإبداع هناك. المصور الفوتوغرافي السوداني الفنان محمد بشير كتب في سياق نعيها يقول: «كانت بحق أميرة في خلقها وأخلاقها، وفي تعاملها»، مشيراَ إلى أنها واحدة من بين أربعة «حببوا إليّ الأردن لدى زيارتهم لنا بالسودان»، وختم بالقول: «لهم حسن العزاء عرفت من خلالهم الأردن قبل آن أراها».
الحمصي، (صيادة الضوء) كما هو وصفها في زملائها في هذا الحقل المهم، وثّقت بعين كاميرتها خلال مسيرة ممتدة وحافلة بالإنجازات، جماليات المكان في البترا والبحر الميت وكنيسة المغطس ومغارة برقش ووادي رم والعقبة، وعدة مواقع ومدن في رومانيا.
كما أن صورها، تشفّ عن إحساسها المرهف بالأشياء من حولها، مما يجعل لقطاتها مشعّة بعفوية عابقة بالحياة.
تتميز تجربتها على صعيد التصوير الضوئي، باللمسة الجميلة المحملة بالتفاصيل وحسن اختيار المواقع، وكذلك حسن اختيار لحظة الالتقاط.
عادة وفي معظم معارضها الشخصية والجماعية، حرصت الراحلة على توثيق المشاهد التي تنطوي على المعنى الإنساني للحظة، إذ إن اللقطة بالنسبة لها كما تقول في حوار أجرته «الرأي» معها قبل عامين: «صيد ثمين تمسك به رغم الزحام في حياتنا، محاولة اشتقاق ما يدل على الإنسان وحضوره في المكان».
وفي حوار ثانٍ أجرته معها وكالة الأنباء الأردنية (بترا) في العام 2013 قالت الحمصي الحاصلة خلال مسيرتها على عدد من الجوائز المحلية والعربية، إنها توثق في صورها للنهضة العمرانية في الأردن بنظرة جمالية مازجة بين قديم المواقع وحديثها، مشيرة إلى أنها توثق في صورها للقطة المعبّرة. وأضافت أنها لا تحب اللعب بالألوان، مؤكدة أن الفنان الضوئي يختار لقطته باحثاً عن الزمن المناسب، وبخاصة لحظات الصباح الأولى التي هي بنظرها الأنسب والأجمل بالنسبة للتصوير.