15-12-2015 10:13 AM
بقلم : د. طارق ابو تايه
إنه ومنذ تأسس شركة الفوسفات عام 1953م وافتتاح مناجمها في وادي الأبيض وفي الشيدية لم ينعم المواطنين القاطنين بالقرب من هذه المناجم السامة بالأمن البيئي رغم قساوة الحياة في هذه المناطق الصحراوية وفقدانها لكثير من متطلبات الحياة ، حيث لا يستطيعون هؤلاء الناس أن يتمتعوا بأقل و أدنى حقوقهم وهو أن يستنشقوا هواء نقياً ويعيشون في بيئة نظيفة خالية من غبار أتربة الــفــوســفــات ، فــكــأن لـسـان حـالـهـم يـــــــــقــــول :
يحســدوني علــى مــوتــي فوا أسـفـي .... حــتى علــى الــمــوت لا أخلــــو من الحســــدي.....
وإنه من المعروف لدينا أن مملكتنا الحبيبة تمر في وضع مائي صعب جداً يتطلب المحافظة على احتياط استراتيجي من المياه لغايات الشرب ؛ حيث تواجه عدد من الأحواض المائية استنزافاً لا مثيل له، ومن هذه الأحواض : حوض الجفر المائي ، حيث يواجه استنزافاً يفوق بكثير ما يتم تغذية من موارد ه الطبيعية من مياه الأمطار ، حيث تبلغ نسبة الاستعمال الآمن للحوض ( 9 مليون متر مكعـب ) والاستعمال الحالي( 36 مليون متر مكعب) ؛ فتكون بذلك نسبة العجر (27 مليون متر مكعب) ،وهذا كله بسبب الاستخدام الجائر لشركة الفوسفات (الشيدية) القاطنة على هذا الحوض ، ولا يقف الأمر عند هذا الحد فحسب بل أثبتت الدراسات الأخيرة الصادرة عن جامعة الملك عبد العزيز للتقنية أن أتربة الفوسفات المتطايرة لهي سبب رئيس في انتشار أمراض الجهاز التنفسي والسرطانات والفشل الكلوي وتحسس العيون عافانا الله وإياكم منها ، كما أن هذه الشركة المدمرة للبيئة تسببت في احداث تشققات في جدران منازل القرية وأصبحت آيلة الى السقوط ، ناهيك عن آثار غبار الفوسفات السلبية على الغطاء النباتي الرعوي في المنطقة ؛ فمـاذا تنتظر بـعـد هـذه الشـركـة ؟ ألم يأن لها أن تحد من هذه الأضرار الجسيمة ، وتعمل على وضع محطات تنقية للهواء ، وتحد من استعمالها الجائر للمياه ، وتساهم في اصلاح ما تسببت في دماره من تشقق للجدران ونفوق للحيوانات ، ومعالجة أهالي هذه المناطق من ما يعانوه من أمراض كانت شركة الفوسفات هي السبب فيه ؟
ومن المعلوم لدينا أن الأردن من الدول النامية التي وقعت على اتفاقية كيوتو العالمية في عام 1997 للحفاظ على البيئة والتي يشترك بها 165 دولة من شتى انحاء العالم فإذا لم تستجب الشركة لتحقيق ما ذكرت سوف أضطر آسفاً إلى أن نقدم تقريراً مفصلا عن ما تسببه شركة مناجم الفوسفات من اضرار بيئية مدمرة وعرضه على لجنة الاتفاقية...
حمى الله أبناء هذه المناطق وحمى أردننا وقيادته الحكيمة من كل مكروه إنه القادر على ذلك نعم المولى ونعم النصير !