حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,16 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 39127

المؤامرة الكبرى على تركيا

المؤامرة الكبرى على تركيا

المؤامرة الكبرى على تركيا

15-12-2015 10:59 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد القصاص
لم يتبق من دول العالم الإسلامي دولة واحدة استطاعت أن تكون مستثناة من مخططات الغرب وتآمر الصهاينة عليها ، ولم تعد هناك دولة واحدة تنعم بالسلام والأمن والطمأنينة في كل منظومة العالم الإسلامي ، فأي دولة في العالم كله ترونها اليوم تعيش بحرية واستقلالية بعيدا عن حبائل التآمر الصهيوني والغربي بلا دمار ولا ويلات ، وبلا حروب ولا مجازر وبلا نزوح ؟
جمهورية تركيا الإسلامية السنية ، هي الدولة الوحيدة التي استطاعت أن تجتاز كل المصاعب والملمات وحبائل التآمر الصهيوني والغربي برمته منذ سنوات طويلة ، لكنها اليوم على شفا هاوية محققة الوقوع ، ومع كل هذا الحرص فقد توقعها خيبة ظنها في المصيدة ، وهي تعتقد بوهمها بأنها من ضمن المنظومة الأطلسية كما يصور لها الغرب حينما يريد منها أن تطمئن لمؤامراته ، وإذا ما انتهت الحاجة إليها أشعروها بأنها دولة لا يمكن قبولها ضمن تلك المنظومة بأي حال من الأحوال ، هي تعرف ذلك جيدا ، لكنها ما زالت تعتقد بأنها واحدة من أهم إحدى دول التحالف الغربي في تلك المنظومة .
لم يخطيء ظني أبدا حينما تنبأت لتركيا بأنها ستكون حتما هي الهدف النهائي والأخير على مائدة المخططات التآمرية في الشرق الأوسط ، ذلك المخطط القذر الذي أعدت له الولايات المتحدة والصهيونية إعدادا جيدا وبإحكام لا يحتمل الشك ، ولأن تركيا أصبحت بمنظورهم هي الدولة الإسلامية السنية الوحيدة التي بقيت في المنطقة ذات سيادة واستقلالية ، إلا أنها لم تستثنى من تهمتها كدولة مهمة من تلك المنظومة الإسلامية ، فأعدت لإسقاطها مسبقا لكي تكون على خارطة تلك المخططات الصهيوأمريكية ، والتخطيط المحكم للعدوان عليها وهزيمتها وتدمير قوتها ، ولكن هذه المرة بحرفية لم يسبق لها مثيل ، وستكون هذه المهمة هي مسك الختام في المخطط الإجرامي الغربي ، الذي أعدت له إسرائيل وأعوانها وعملاؤها في حلف شمالي الأطلسي الذي أصبح أداة طيعة بيد الصهيونية ، ولم يعد ذلك خافيا على جميع السياسيين في العالم العربي ، ولكنهم ومع كل معهرفتهم وإدراكهم لتلك المخططات ، وعلمهم المؤكد بما اشتهروا به وعرف عنهم من كراهية للعرب والإسلام بشكل لم يعهد التاريخ بمثله ، إلا أنه لم يعد للعرب حول ولا قوة ، وكأنهم لا يملكون من أمرهم شيئا ، فأصبح العالم العربي والإسلامي برمتهم إما عملاء وخونة ، وإما لصوص ..
إن من المستغرب حقا ، أننا نرى عالمنا كله يهوي في متاهات لم يعرف التاريخ مثلها ، وأصبحت المؤامرات تحاك في الغرب ، وتنفذ على الأرض الإسلامية والعربية برمتها ، ولا أدري كيف امتثل زعماء العرب والمسلمين ، إلى تلك المخططات ، وتفككت دولهم لتتحول إلى عصابات ما أنزل الله بها من سلطان ، معظمها إرهابية ليس لها مهمة سوى تدمير كل مقومات الدول وحضاراتها ، وقتل شعوبها والتغرير بشبابها وسوقهم وهم سفلة لئام إلى ساح الوغى ، لا حول لهم ولا قوة ..
اليوم استطاع حلف الناتو أن يلقي بظلاله الخبيث في المنطقة ، حيث استطاع وبكل بساطة الإيقاع ما بين تركيا وروسيا ، وروسيا كما نعلم ، هي دولة عملاقة ، أصبحت أمريكا وكل القوى التي تسير بركابها تخشى قوتها وترهبها ، ولهذا فقد بدأت بمخطط شيطاني رهيب ، وهو محاولة زج تركيا بحرب لا طائل منها ولا هدف مع روسيا ، حرب لا مبرر لها ولا موجب .
وهذا قد يفرح إيران كثيرا ، لكن عليها أن تعلم بأنها لن تكون بعيدة عن هذا المخطط ، ولن يكون بوسعها أن تنجح بمخططاتها النووية ، على غفلة من هذا العالم المتغول ، لكن دورها لم يحن بعد ، وسوف تتأكد إيران بأن دورها قادم وأن اجتياحها لن يكون سوى مسألة وقت أو الانتهاء من المخططات التي باتت على وشك الانتهاء في المنطقة ..
لو رجع العالم العربي والإسلامي إلى رشده ، وانتبذوا كل الخلافات جانبا ، وأعادوا ترتيب البيت العربي من جديد ، متجاوزين عن كل الخلافات والأحقاد التي حصدت مئات الآلاف من الأرواح ، وأبقوا على ما تبقى من ماء الوجه ، وعادوا للملمة الجراح ، وطلبوا من عالم الكفر والجريمة أن يبتعدوا عنا ويسحبوا قواتهم من أراضينا ، ويتركوننا كي نعالج جراحنا بهدوء ، فإن ذلك أجدى وأنفع.
يا لعالمنا العربي من هذا الغباء ، ويا لزعماء العالم العربي كم يحرصون على الكرسي والمنصب والحكم ..!! لقد سلموا زمامهم وقيادهم جميعا إلى أبغض خلق الله على الأرض وهو المسمى جون كيري ، ذلك الشيطان اليهودي القذر ، الذي لم يخل منه مكان ولا زمان ولا اجتماع خاص أو عام في عالمنا العربي إلا وهو يدير دفته ، لقد فعل ما فعل ، ودمر ما دمر وما زال العرب يدعونه لحضور اجتماعاتهم في الجامعة العربية وفي الرياض ، وأنا كنت قد حذرت من دعوته لحضور مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في الرياض بمقال سابق في شهر مايو أيار الماضي ..
تركيا الآن أصبحت في مهب الريح ، بعد أن وصلت إلى ما وصلت إليه من خلافات مع روسيا ، وكم أتمنى على تركيا أن تعي ما يخطط لها في الخفاء وإشعال نار الحرب ما بينها وبين روسيا ، وأمنيتي أن لا تقع ..
لكن إسقاط طائرة روسية في الأراضي التركية قبل أيام ، وما تبعها من مهاترات وتبادل للتهم والتهديدات والتصعيد ، في ظل التحريض الذي بدا واضحا في الأفق سرا وعلانية قامت وتقوم به بعض الدول الأطلسية وإسرائيل ، فقد قامت روسيا في صباح هذا اليوم بعدوانها البشع على سفينة صيد تركية في بحر إيجة ، بادعاءات وذرائع روسية كاذبة ما أنزل الله بها من سلطان .. وإنني لشديد الخوف من حرب تقع ما بينهما ، قد تبدأ بها روسيا وتشن حربا لا يعلم نتائجها إلا الله على تركيا بمباركة أمريكا وحلفائها ، وبتأييد من بعض الدول العربية والإسلامية ، وعلى رأسها إيران ..
يا إيران .. ليعلم القادة بها ، بأنها حتما لن تنعم بالسلام والأمن ، حتى لو هدأت المنطقة برمتها ، وسوف يأتي دورها ولن تكون دولة نووية ما دامت إسرائيل في الوجود .. وعلى إيران أن تعود عن غيها ، وتحسن علاقاتها بدول الجوار ، وتنتهي عن العدوان والأحقاد والأضغان ، وتفتح صفحات جديدة مع كل دول العالم المحبة للسلام والتقدم والتحضر ، والبحث عن سعادة الإنسان في كل أرض يعمرها ، والله من وراء القصد ،،،،








طباعة
  • المشاهدات: 39127
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم