19-12-2015 09:59 AM
بقلم :
مازلنا بعد اربعة اعوام من المناداة باجتثاث المحسوبية والواسطة والحسابات الاقليمية الخاصة نرزخ تحت وطأة الشللية والمصالح المقيتة , ففي كل تعيين جديد بمناصب الدولة السياسية مثل الوزارات والدوائر العامة والتمثيل الخارجي سواءا بالسفارات او القنصليات نلاحظ ان العلاقات هي الطابع العام والحصري على تلك التعيينات , فنحن اليوم بعد تلك المدة لانهتم باشهار بعض الاسماء التي لم ترقى للطموح بقدر ما نسعى لتسليط الضوء على تلك الظاهرة القذرة , فبلادنا اليوم تعاني خطورة الحروب والاوضاع الصعبة مما يحيط بها من الاتجاهات الاربعة والخطر الاخر هو ما يصيب بنيتنا الداخلية من ضعف لامبرر بتنفيذ السياسات الداخلية للبلاد سواءا كانت الاقتصادية منها او الاجتماعية او الفنية بجميع تصوراتها , فلربما لانملك القدرة على تغيير الواقع الخارجي المفروض على المنطقة برمتها , الا اننا ايضا لانحتاج لعصا سحري لتغيير اوضاعنا الداخلية .. فكل ما هو هام هو اعادة صياغة اسس الاختيار السليم لمن يديرون الشأن الداخلي على اسس تجمع بين الانتماء الحقيقي للبلاد وبين الفكر الاداري المميز دون النظر لسياسات الانتقائية والمحسوبية , فالمنصب مهما صغر حجمه لايحقق الفائدة الوطنية المرجوة منه الا بعناصر القوة والامانة والالتزام , فكيف اذا تعاظم هذا المنصب واتسعت دائرة المسؤولية العامه من خلاله ..اذا لابد من التخلص من المواريث القديمة والتي مازالت فاعلة وبقوة ليومنا هذا مثل التزكية لبعض الاشخاص على حساب المصالح العامة او الترويج من خلال بعض المؤسسات والمنابر الاجتماعية والمؤسسات الاعلامية لتبييض واعادة زرع ما تم قلعه بالماضي لسبب او لاخر ... من هنا بالذات يجب ان يكون المحدد لاصحاب المناصب الجدد ينطلق من المواطنة الحقيقية للشخص المبنية على القوة الفكرية والتفاعل الحقيقي مع طموحات وامال الشعب , اما اذا بقيت ادوات التعيين كما هي عليها الان من تحالفات بين هيئة واخرى لجني المصالح ولاعتبارات خاصة فان الواقع الفعلي الذي تعيشه البلاد سيتغير الى الاسوأ وعلى جميع الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الامنية لاقدر الله .. ومن الامثله الواضحة على نمط التحالفات كسبيل للمثال وليس للحصر مانشاهده من تغول للحكومات على مجالس النواب رغم ان الواقع الفعلي يجب ان يكون العكس ...الا ان تلك السطوة الحكومية ومهما كانت مبرراتها تضعف الدور المأمول من نواب الشعب بالرفض والقبول او التشريع الوطني الفعال لللكثير من القوانين والقرارات ..وبالتالي تبدأ تصفية الحسابات من جهة وتسديد القيود للبعض من جهة اخرى ..مما يؤثر لاحقا على كثير من التعيينات باجهزة ومؤسسات الدولة المختلفة من وزارت ودوائر معينة وغيرها ..الا ان التحالفات كثيرة فهي تكثر بين الاشخاص المتنفذين سواءا من كان عاملا او على دكة الاحتياط كما يقال بعالم الكره !!!....واخيرا نعاود التذكير بأن مساويء تلك التحالفات نحو المناصب توسع الفجوة بين المواطن وبين مفاهيم الانتماء على المدى البعيد ....(حفظ الله الاردن وقيادته الحكيمة )
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-12-2015 09:59 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |