19-12-2015 10:15 AM
بقلم : ريما عزالدين العتيلي
خسيء المتسلقون من على سطوح المنازل الذين استباحوا حرمات ودماء الأبرياء ، خسيء الصيهاينة المفسدون في الأرض، العابثون بمصائر الإنسانية، خسئوا أن يظنوا أن لهم الغلبة، إنما هي أيام يسكرون فيها وسيفيقون على حقيقة مرة أن الحق لله، وأن الدار دارنا، فلينعموا قليلا بسكرتهم، وسيأتي اليوم ويتدحرجون من على هذه السطوح، أما ترسانتهم العسكرية أسطورة القرن هذا والقوة التي لا تقهر فلن تقيلهم من عثراتهم. ومهما طال الزمن أم قصر "إنا يا أقصى قادمون".
ها نحن نرى ومنذ عام 2000 وبعد مرور على ما يقارب أكثر من عشر سنوات على الإنتفاضة الثانية للشعب الفلسطيني، وبعد التحول الجذري الذي لحق بالمنطقة جراء الربيع العربي في معظم الدول العربية، واعتقادنا بأن الشعوب العربية منشغلة عن القضية الأم "قضية الأقصى"، إلا أن أنتفاضة جديدة تلوح بالأجواء بثورة غضب جلية عالية الخطى دفاعاً عن الأقصى، الذي ينبض حبه في قلوب المخلصين الذين يهتفون بإسم فلسطين منذ الأزل.
تخوننا العبارات لوصف شجاعة أبطال القرن الواحد والعشرون، في بلد استبيح ترابه ودماء أبناؤه، شباب فلسطين، ونساء فلسطين، وأطفال فلسطين تكالب عليهم كل المتواطئون، ولم يبق لديهم ما يخسرونه، فهم لا يبالون بمن خذلهم أو عاداهم، ديدنهم "جنة جنة حبك يا وطنا".
أي ثمن غالي يدفعه إنسان حتما لن يكون أغلى من روحه وحياته! هؤلاء الشباب يقدمون أرواحهم فداء للوطن، الفاتورة مرتفعة لا يقدر عليها إلا من اشترى الآخرة من أجل الوطن، ونقول لكل من يستخف بالدم الفلسطيني: إن العدو الصهيوني قادم لا محالة، وقتئذ لن يفرق بين مسيحي ولا مسلم ولا فلسطيني ولا عربي، إنما الفلسطينيون هم المحطة الأولى التي ينزل عندها الصهاينة ليكملوا جولتهم على المنطقة وتتحقق نبوئتهم من الفرات إلى النيل.
إن في فلسطين "نبأ عظيم" ، هاهم أهلنا في فلسطين في رباط "لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك، فهم على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين"، يقاتلون بأجسادهم ويقدمون أرواحهم الطاهرة فداء لك يا أقصى، فداؤك يا وطن، يدافعون عن الوطن، وما قيمة الوطن بلا هؤلاء! وما قيمة الوطن إذا غابت شمس الشهداء! كيف لا! وقد انطوى فيهم الوطن، وانطوى الوطن فيهم، وستبقى روحهم الشفافة ترفرف على أجنحة الحرية تحمل الروح على الأكف فداء لك يافلسطين.
ماذا بعد الإعتداءات الصهيونية المدعومة من أميركا والنظام العالمي الجائر!! ماذا عن دعم رؤساء أميركا اللامحدود لا يهم إسم رئيس يأتي أم يذهب، جمهوري أم ديموقراطي، صقر أم حمامة، كلهم يصبون في بوتقة العبودية لإسرائيل ودعم أبدي لهذه المدللة.
أي إنسانية هذه يتحدث عنها العالم! هذا العالم المادي المتخبط والغارق برأسماليته، وأكاذيبه التي تتهم المسلمين بالإرهاب!
إن طريقة الإعدام اللا إنسانية التي يمتهنها الصهاينة بمباركة من أميركا و منظمات الصهاينة المزعومة كالآيبك IPAC ، وغيرها هي الإرهاب بعينه، إنهم يمارسون أبشع أنواع القتل والتشريد والتنكيل بشعب لطالما بات أعزلا أمام مرئى ومسمع كاميرات وفضائيات العالم، إن كلامهم عن الديموقراطية المزعومة ما هو إلا خدعة ودجل مدون في أوراق الأعور الدجال الذي ينتظرونه، وإن هذا من أخطر ما نراه الآن ديموقراطيتهم المزيفة المنمقة بكلامهم ولكن الصورة بشعة في جوهرها.
إن الإنسانية لتتبرأ من كذبهم، وإن التاريخ ليقف شاهداً على سكوتهم الطويل على الظلم الذي مازال جاثماً على الشعب الفلسطيني، وإنه من العار والمعيب عليكم أنتم دعاة الديموقراطية المزيفة أن تغضوا الطرف عن أعمال نازية العصر.
وأقول: علقوا مبادئكم التي تختبئون وراءها على حائط المبكى، وكفى بنا اليوم أن نصدقكم ، واعلموا أن الأيام دول، "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار".
وإني والله لأرى ذلك قريباً، نصراً مؤزراً، ولكنكم ستنالون الكثير من لعنات الزمن ومن عقلاء الأمة من أبناء جلدتكم المنصفون عبر التاريخ، "شاهد من أهله"! عندها لن يرحمكم التاريخ ولا شعوبكم.
أما نحن فأطمأنكم إننا نأسى بما تقولون ولكننا لا ننسى، ومن ذا الذي ينسى الوطن والأقصى؟! فنحن أشد من أن نتنازل
عن أنفسنا وذاتنا، وذاتنا هي وطننا، ووطننا هو ديننا، وديننا هو إسلامنا.
أما أنتم فأعداء الله وأعداء الأنبياء وأعداء الإنسانية، وتباً لكم ولمن والاكم.