21-12-2015 03:13 PM
بقلم : علي الحراسيس
كلما سمعت عن ندوة تتعلق بإصلاح المناهج في الأردن التي نشطت مع عودة السفير والوزير "مروان المعشر "وثلة من اتباع مدرسة كارنيجي الذي يريد أن يصنع العالم وفقا لنظريات غربية مدروسة بعناية وإعادة تكوين الدول العربية وفقا لرغبات الغرب من خلال تجريد البشر من معتقداتهم وأصولهم بما يسمح بمسخ الإنسان كما فعلوا في بلادهم دون ثقافة او دين او قيم إنسانية سمحة استهجن تلك التحركات وادينها لأنها تنفذ رغبات ومخططات بعيدة كل البعد عما اسموه اسباب التطرف وتجفيف منابعه ،هذا إذا افترضنا براءة تلك الدول من تأسيس ودعم تلك القوى المتطرفة كي تتخذ منها "قميص عثمان " لإعادة تشكيل المنطقة وفق مصالحها .
ندوات ومحاضرات وتنظير يشارك بها ويدعوا لها من اتقنوا مهارة الولاء للسيد الأمريكي ،وجاؤنا بمقترحات الدعوة لإعادة النظر في كل مناهج البلاد " مدرسية وجامعية " لا تتناول كتب الدين والتاريخ العربي والإسلامي والصفحات المضيئة به وعظماء الفتوحات وتطالب بشطبها كليا .
اقول بكل صدق ووضوح أن التعليم في الأردن هو الذي يحتاج لإصلاح وليس المناهج التي يعتقد أتباع كارنيجي أنها وراء الفكر الإرهابي وهذا ليس بصحيح ،فالاردن كان دوما خاليا من أي فكر متطرف او إرهابي بالمطلق ،ولم تحوي كتب الدين والتاريخ ما يدفع الشباب للتطرف ، وشبابنا هم الأقل التحاقا وإيمانا بتلك القوى المتطرفة .
تونس كانت ولازالت دولة علمانية ، تحارب الدين ، وتمنع كتب العقيدة والفقه وتمنع الحجاب ورغم ذلك فإن غالبية مقاتلي داعش من العرب (شمال افريقيا )هم خريجوا تلك المناهج العلمانية !
وهل لمناهج فرنسا وبريطانيا علاقة بالإرهابيين من تلك الدول من اطباء ومهندسين وعلوم الكمبيوتر الذين التحقوا بداعش او النصرة !
الخلل ليس في المناهج .الخلل في الفساد وغياب العدالة وحقوق البشر وتحد مشاعر الناس وقيمها وثقافتها .
التطرف ردة فعل على كل مظالم واستبداد الأنظمة وتغولها على رغيف المواطن وحريته ومعتقده ..
تحركوا إن كنتم صادقين نحو تلك العوامل التي تدفع الناس للبحث عن الخلاص من الظلم والفقر والتهميش والفساد والإقتصاديات المشوهة وانظمة الدول المتخلفة التي تعيش في عصر ما قبل الدولة ، وابحثوا في أسباب صعود التطرف والتحاق الشباب بتلك المنظمات المتطرفة وخاصة الإحتلال الإسرائيلي للأراضي المقدسة وعهد الظلم والإستبداد والحد من حرية البشر وخياراتهم الفكرية والأدبية والثقافية والسياسية ودعوكم من إغراق انفسكم والناس بأسباب لا علاقة لها بالتطرف والإرهاب كي تبعدوا تلك العوامل وتذرون الرماد في عيون الباحثين عن الحقيقة ..
في ظل التطور التكنولوجي وعصر الإتصالات فلا صعوبة في البحث عن أي منهج او فكر او رأي او كتاب " متطرف " حتى لو الغيت كل كتب الدين والتاريخ من المناهج ، فهي متوفرة وبكثرة ويمكن الوصول اليها بكبسة " زر" امام جهاز الكمبيوتر .