21-12-2015 04:36 PM
بقلم :
كان الظهير القوي لهذه الأمة ، وكان الأمل المرجو لتحطيم الكيان اليهودي ولتحرير المسجد الأقصى ، ولكنه اليوم مفكك وهو مشكلة مستعصية في جسد الأمة ...
كان في مركز الريادة العربية وفي مقدمة الدول العالمية ، ولكنه اليوم غارق في وحول الطائفية وقابع في مؤخرة القاطرة وفي ذيل القافلة ...
هزم الفرس الحاقدين ، وارعب الصهاينة الملاعين ، ولجم أطماع المستعمرين في أرض العروبة والإسلام ، ولكنه اليوم بلد : لا حول له ولا قوة ...
وصل في صناعاته وفي علومه إلى الأوج والقمة ، وتفنن في صناعة الصواريخ العابرة وكان على وشك ريادة عالم الفضاء وتقدم في صناعة الذرة ، ولكنه اليوم يعاني التخلف والفقر ويصارع للبقاء في أوحال الطائفية والكراهية والفتنه ...
كانت لديه النهضة التعليمية والطبية ، وحارب الجهل ومسح الأمية منذ القدم ؛ ولكنه اليوم يعاني التخلف والإقتتال والطائفية وغدا الفريسة السهلة للأمراض فحتى الكوليرا والملاريا تعبثت اليوم في جسمه ...
ناح في شوارعه البكاؤون وصرخ في طرقاته اللطامون ونبح في على منابره اللعانون وتحكم في مصيره المأجورون والعملاء والمرتزقة ...
إنه العراق العربي في هذا الزمان ، هذا حال بغداد العزة في هذا الزمان : هذا حال عاصمة الخلافة العباسية وحال بلد الرشيد والمعتصم والأمين والمأمون اليوم ، هذا هو مآل عراق المجد والعزة والإنتصارات غليوم ، هذا مآل بلد العلم والحضارة والصناعات والإختراعات ... تبا” لجبناء العرب وتبا” لعملاء العرب حين أسلموه للأمريكان والتي أسلمته لإيران الصفوية ، حتى تحكمت في مصيره عصابات طائفية ومجوسية ومجموعات من المأجورين والمرتزقة ...
فسر بقاء هذه الأمة مرتبط بتحقيق الوحدة وبقاء اللحمة ؛ ولكن الأمة العربية لن تتحرر والعراق ؛ ظهير العرب ؛ مكبل بالقيود ، والأمة العربية لن تنطلق والعراق ـ رائد وقائد العرب ـ مكبل بالأصفاد الفارسية والصهيونية ... .
فلعنة الله على كل من تآمر ـ سرا” وعلاتية” ـ على هذا البلد العربي حتى أوصله وأوصل شعبه المجاهد والبطل إلى هذا الحال المزري ؛ ونسأله تعالى الرحمة والرأفة بالشعوب العربية والإسلامية ونسأله النصر القريب على كل الأعداء واليهود والمنافقين ...