23-12-2015 10:56 AM
سرايا - سرايا - فيلم «الديناصور اللطيف» (The Good Dinosaur) من أفلام الرسوم المتحركة التي تجمع بين أفلام الخيال العلمي والكوميديا والفنتازيا، وهو من إخراج المخرج بيتر سوهن الذي كتب قصة الفيلم بالاشتراك مع أربعة كتّاب سينمائيين استنادا إلى فكرة قام بتطويرها المخرج والكاتب السينمائي بوب بيترسون.
وتقع أحداث قصة فيلم «الديناصور اللطيف» قبل 65 مليون سنة حين كانت الديناصورات تتجول بحرّية قبل أن تتعرض الكرة الأرضية لسقوط كويكب أدى إلى انقراض الديناصورات وإلى تغيير الأرض ومن عليها إلى الأبد. والشخصيتان المحوريتان في قصة فيلم «الديناصور اللطيف» هما الديناصور المراهق أرلو (صوت الممثل ريموند أوشوا) الذي يبلغ طوله 21 مترا، والفتى سبوت (صوت الممثل جيفري رايت)، وهو من سكان الكهوف من بني البشر. وتتطور بين الاثنين علاقة صداقة تغيّر مجري حياتهما إلى الأبد. ويفقد الديناصور آرلو والده (صوت الممثل رايت) غرقا في حادث فيضان مروّع وهو يساعده في مزرعة الأسرة، ويتعين على أرلو مساعدة والدته (صوت الممثلة فرانسس مكدورماند) وشقيقته وشقيقه الأصغر سنا في حصد محاصيل مزرعة الأسرة. إلا أن أرلو ينجرف في نهر خلال عاصفة مطرية بعيدا عن منزله ويضلّ طريقه ويلتقي الفتى سبوت. وبعد سلسلة من المغامرات المحفوفة بالمخاطر التي يقوم كل منهما خلالها بمساعدة وإنقاذ الآخر، تتطور علاقة الصداقة بينهما. وتشتمل بعض هذه المخاطر على التعرض لهجمات الزواحف الطائرة والفيضانات والانزلاقات الجبلية. وفي النهاية يلتقي الديناصور أرلو والفتي سبوت في طريق عودتهما بأسرة من بني البشر عند وصولهما إلى مشارف مزرعة أهل آرلو. وبشيء من التردد يسمح آرلو لصديقه سبوت بالانضمام إلى تلك الأسرة وتحين لحظة الوداع الحزينة والمؤثرة بينهما وسط انهمار دموعهما، فيما يلتئم شمل أرلو بأفراد أسرته من الديناصورات.
ومن الرسائل التي يطرحها فيلم «الديناصور اللطيف» تأكيده على أهمية علاقة الصداقة والروابط الأسرية. ومن هذه الرسائل أيضا أن الديناصور أرلو يتعلم خلال تنقله في بيئة صعبة الكثير من الدروس، فهو يكتشف قدرته على التعامل مع مخاوفه وعلى تحقيق الكثير من الأمور وتجاوز الكثير من الصعاب والعقبات، ويقدّم الدليل على أن كل شخص قادر على مواجهة أصعب التحديات لتحقيق آماله. ويطرح الفيلم سؤالا حول ماذا كان سيحدث لو أن الكويكب الذي غيّر الكرة الأرضية إلى الأبد لم يسقط على الأرض ويؤدي إلى انقراض الديناصورات الضخمة التي كانت تعيش عليها قبل ملايين السنين.
ويستند فيلم «الديناصور اللطيف»، بطبيعة الحال، إلى شخصيات وأحداث خيالية، كما هو الحال في أفلام الرسوم المتحركة. ويتميز هذا الفيلم بالمستوى التقني المتقدم لفن الرسوم المتحركة الذي اشتهر به استوديو بيكسار المنتج للفيلم بالتعاون مع استوديو والت ديزني، وهو الاستوديو الرائد في فن الرسوم المتحركة في هوليوود. ويتميز الفيلم بشكل خاص بتفوق المؤثرات البصرية التي شارك فيها أعداد كبيرة من الطواقم الفنية وبجمال وواقعية المشاهد الطبيعية والألوان والأشجار والمحاصيل، كما يتميز ببراعة أداء أصوات شخصيات قصة الفيلم وبتطوير الشخصيات وسرعة الإيقاع والإثارة والتشويق. كما يتميز ببراعة الموسيقى التصويرية، وهي من تأليف المؤلفين الموسيقيين الشقيقين مايكل وجيف دانا. وتقدّم قصة وأحداث فيلم «الديناصور اللطيف» بأسلوب ومقومات تروق لمشاهدة الأطفال والكبار على حد سواء، أي لجميع أفراد الأسرة.
واحتل فيلم «الديناصور اللطيف» في أسبوعه الافتتاحي المركز الثاني في قائمة الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية. وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية 190 مليون دولار خلال ثلاثة أسابيع لعرضه، فيما بلغت تكاليف إنتاجه 200 مليون دولار.
ويواصل فيلم «الديناصور اللطيف» النجاح الفني والشعبي على شباك التذاكر الذي تحققه أفلام الرسوم المتحركة الروائية الطويلة منذ انبعاثها في أوائل تسعينيات القرن الماضي بعد غيبة استمرت نحو نصف قرن، وأصبحت منذ ذلك الوقت ركنا أساسيا في الإنتاج السينمائي في هوليوود، وذلك بفضل ما تتمتع به من شعبية جماهيرية في سائر أنحاء العالم. وأنتجت هوليوود خلال العام 2015 أكثر من عشرة من أفلام الرسوم المتحركة الضخمة الإنتاج والتي حققت نجاحا كبيرا حول العالم وحصدت مليارات الدولارات. الرأي