حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,21 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 28656

"في فلسطين" عيد الميلاد له وجه آخر

"في فلسطين" عيد الميلاد له وجه آخر

 "في فلسطين" عيد الميلاد له وجه آخر

24-12-2015 11:46 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : احمد خليفة

  تعتبر الأراضي الفلسطينية قبلة لآلاف الحجاج والسياح المسيحيين حول العالم ، فعلى هذه الأرض ، بشرت مريم بقدوم عيسى (عليه السلام) ، وانتبذت من أهلها مكانا شرقيا , فاتجهت صوب مدينة بيت لحم ، حيث ميلاد المسيح ومهده ، ومن هذه الأرض خرج برسالة السلام والمحبة لكل البشر ، وتحمل في سبيل رسالته إيذاء من حاربوا دعوة السلام التي جاء بها ، فعذبوه وأتباعه .


لم يتغير الواقع أبدا ، وكأن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى ، فما زال الفلسطينيون يتعرضون للتنكيل والاعتداء المستمر من قبل المحتل ، يقتلون و يحرقون أمام كل العالم ، كما عذب وقتل أتباع عيسى ، يسيرون على درب الآلام ويحملون على أكتافهم همَّ وطن يسعون لتحريره ، في ظل هجمة متواصلة تنتهك مناحي حياتهم .


فبعد أيام قليلة ، ستدق أجراس الميلاد من على أرض فلسطين المقدسة ، وسترفع الصلوات لله في الأعالي , كي يعم السلام والمحبة أرجاء الأرض ، في يوم ميلاد المسيح (عليه السلام) .
لكن العيد هذا العام مختلف عن سابقاته ، ففي ظل تصاعد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه بحق الفلسطينيين ، وازدياد وتيرة الهبة الشعبية في الضفة الغربية والقدس ، فقد أعلن تجمع الكنائس في بعض محافظات الضفة ، إلغاء احتفالات الميلاد , واقتصارها على الطقوس الدينية ، احتراما لدماء الشهداء الذين ارتقوا ويرتقون إلى السماء في كل يوم .


جاءت ردة فعل الشارع المسيحي في فلسطين ، وبالرغم من إجماعهم على وحدة الصف الفلسطيني ، وموقفهم ضد الاحتلال واعتداءاته بحق أبناء شعبهم ، إلا أنها كانت متباينة وتحمل بعض الاختلاف ، بشأن قرار إلغاء مظاهر الاحتفال ، فمنهم من رحب بالقرار الذي صدر عن تجمع الكنائس ، وأفاد ل "ألترا صوت " : " كيف لنا أن نحتفل وشعبنا يقتل في كل يوم برصاص المحتل ؟ ألسنا أخوة في الأرض والقضية ؟ " ، أما على الجهة الأخرى فكانت الأصوات تؤكد على ضرورة الاحتفال بالعيد قائلين ل "ألترا صوت" : " لماذا لا نفرح بالعيد ونثبت للعالم أن الشعب الفلسطيني قادر على تخطي آلامه وجراحه ، إذا لم نفعل ذلك ، فسينجح مخطط المحتل , وسنظهر له أننا قد استسلمنا له " .


بين هذا الموقف أو ذاك ، يلاحظ الفلسطينيون على أرض الواقع ، أن هذا العيد لن يكون كالأعياد السابقة , نظرا لتراجع أعداد السياح والحجاج الوافدين لأداء شعائرهم الدينية ، في مدينة بيت لحم على وجه الخصوص ، بعد إلغاء معظمهم لحجوزات السفر والفنادق في الأراضي المقدسة . ولا يقف الأمر عند ذلك فقط، فالحجاج الفلسطينيون أيضا ربما لن يتمكنوا من التوافد والوصول إلى كنيسة المهد ، بسبب نشر الحواجز وإغلاقها على الطرق الواصلة بين المدن ، الأمر الذي سيحول دون تمكنهم من أداء شعائرهم الدينية هناك ، كما سيؤثر ذلك كله على المدينة سلبا من الناحية الاقتصادية والدينية ، حيث يعتمد اقتصاد المدينة بشكل كبير على السياحة في المقام الأول .
تضيق إسرائيل الخناق على الفلسطينيين ، وتحد من حرية حركتهم وممارسة معتقداتهم الدينية ، ويبقى الفلسطينييون مسلمين ومسيحيين في خندق واحد ، يتشاركون الألم والأمل , ويصلون من أجل تحرير أرضهم من الاحتلال ، وأن يعم السلام في دولتهم القادمة على كامل التراب الفلسطيني .








طباعة
  • المشاهدات: 28656
برأيك.. هل ينجح "النتن ياهو" في القضاء على قدرات حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل عقب رفضه وقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم