حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28618

"في فلسطين" عيد الميلاد له وجه آخر

"في فلسطين" عيد الميلاد له وجه آخر

 "في فلسطين" عيد الميلاد له وجه آخر

24-12-2015 11:46 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : احمد خليفة

  تعتبر الأراضي الفلسطينية قبلة لآلاف الحجاج والسياح المسيحيين حول العالم ، فعلى هذه الأرض ، بشرت مريم بقدوم عيسى (عليه السلام) ، وانتبذت من أهلها مكانا شرقيا , فاتجهت صوب مدينة بيت لحم ، حيث ميلاد المسيح ومهده ، ومن هذه الأرض خرج برسالة السلام والمحبة لكل البشر ، وتحمل في سبيل رسالته إيذاء من حاربوا دعوة السلام التي جاء بها ، فعذبوه وأتباعه .


لم يتغير الواقع أبدا ، وكأن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى ، فما زال الفلسطينيون يتعرضون للتنكيل والاعتداء المستمر من قبل المحتل ، يقتلون و يحرقون أمام كل العالم ، كما عذب وقتل أتباع عيسى ، يسيرون على درب الآلام ويحملون على أكتافهم همَّ وطن يسعون لتحريره ، في ظل هجمة متواصلة تنتهك مناحي حياتهم .


فبعد أيام قليلة ، ستدق أجراس الميلاد من على أرض فلسطين المقدسة ، وسترفع الصلوات لله في الأعالي , كي يعم السلام والمحبة أرجاء الأرض ، في يوم ميلاد المسيح (عليه السلام) .
لكن العيد هذا العام مختلف عن سابقاته ، ففي ظل تصاعد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه بحق الفلسطينيين ، وازدياد وتيرة الهبة الشعبية في الضفة الغربية والقدس ، فقد أعلن تجمع الكنائس في بعض محافظات الضفة ، إلغاء احتفالات الميلاد , واقتصارها على الطقوس الدينية ، احتراما لدماء الشهداء الذين ارتقوا ويرتقون إلى السماء في كل يوم .


جاءت ردة فعل الشارع المسيحي في فلسطين ، وبالرغم من إجماعهم على وحدة الصف الفلسطيني ، وموقفهم ضد الاحتلال واعتداءاته بحق أبناء شعبهم ، إلا أنها كانت متباينة وتحمل بعض الاختلاف ، بشأن قرار إلغاء مظاهر الاحتفال ، فمنهم من رحب بالقرار الذي صدر عن تجمع الكنائس ، وأفاد ل "ألترا صوت " : " كيف لنا أن نحتفل وشعبنا يقتل في كل يوم برصاص المحتل ؟ ألسنا أخوة في الأرض والقضية ؟ " ، أما على الجهة الأخرى فكانت الأصوات تؤكد على ضرورة الاحتفال بالعيد قائلين ل "ألترا صوت" : " لماذا لا نفرح بالعيد ونثبت للعالم أن الشعب الفلسطيني قادر على تخطي آلامه وجراحه ، إذا لم نفعل ذلك ، فسينجح مخطط المحتل , وسنظهر له أننا قد استسلمنا له " .


بين هذا الموقف أو ذاك ، يلاحظ الفلسطينيون على أرض الواقع ، أن هذا العيد لن يكون كالأعياد السابقة , نظرا لتراجع أعداد السياح والحجاج الوافدين لأداء شعائرهم الدينية ، في مدينة بيت لحم على وجه الخصوص ، بعد إلغاء معظمهم لحجوزات السفر والفنادق في الأراضي المقدسة . ولا يقف الأمر عند ذلك فقط، فالحجاج الفلسطينيون أيضا ربما لن يتمكنوا من التوافد والوصول إلى كنيسة المهد ، بسبب نشر الحواجز وإغلاقها على الطرق الواصلة بين المدن ، الأمر الذي سيحول دون تمكنهم من أداء شعائرهم الدينية هناك ، كما سيؤثر ذلك كله على المدينة سلبا من الناحية الاقتصادية والدينية ، حيث يعتمد اقتصاد المدينة بشكل كبير على السياحة في المقام الأول .
تضيق إسرائيل الخناق على الفلسطينيين ، وتحد من حرية حركتهم وممارسة معتقداتهم الدينية ، ويبقى الفلسطينييون مسلمين ومسيحيين في خندق واحد ، يتشاركون الألم والأمل , ويصلون من أجل تحرير أرضهم من الاحتلال ، وأن يعم السلام في دولتهم القادمة على كامل التراب الفلسطيني .








طباعة
  • المشاهدات: 28618
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم