06-09-2008 04:00 PM
لقد تذكرت حادثة شراء قطعة الهريسة عندما وقفت على شرفة قصر صديقي رجل الاعمال اللبناني الوسيم جوزيف سماحة في فيينا – ولاية فيرجينيا صيف عام 1980 ، العام الذي كنت متواجدا أثناءه في واشنطن العاصمة حيث كنت أتابع دراسة علوم إدارة الاعمال في جامعة Strayer ، و أحضرت زوجته الطيبة اللبنانية مدام دوريس قطعة هريسة لي عملتها بنفسها. بالمناسبة، شكت لي مدام دوريس أنها قد قضت جل عمرها في المطبخ تعد وتحضر وجبات طعام زوار زوجها من السياسيين اللبنانيين الذين كانوا يزورون جوزيف على مدار السنة، وقد تشرفت بلقاء معظمهم . وكان عند دوريس ثلاثة مطابخ لإعداد الولائم، كل واحد منها يصلح لإعداد وجبات معينة !. قصر جوزيف سماحة المهيب المقام على قطعة ارض مساحتها تتجاوز العشرة الاف هكتار، ويمر من خلالها نهر صغير ، ويعيش فيها ومنذ عشرات السنين قطيع من الخيول البرية كان قبلة طلاب الهندسة المعمارية في الجامعات الموجودة سواء في ميريلاند، أو فيرجينيا أو واشنطن العاصمة، لأن طرازه المعماري متنوع وفريد، وكان فيه مـــــن العمارة العربية شيئا مثيرا وجميلا. بقي أن اقول أن مـــــــدام دوريس لم يعـــش لها سوى ولد وحيد هو جــو الإبــن( ( Joe Jr رغم أنها قد حملت أكثر من 14 مرة، وكان إبنهم شابا رائعا لا يمكنك، عندما تراه، إلا أن تدعو له بطول العمر. كنت دائم التذكر للحوادث والمواقف ألكثيرة التي مررت بها في أشد حالات الفقر عندما كنت أجتمع مع الفقراء ومع شخصيات عالمية مرموقة، ، فقد إلتقيت بمعالي المهندس منيب المصري لأول مرة في الرياض عام 1975، وعملت في الشركة التي كان يمتلك جزءا منها لحفر الابار، وعملت مع المرحوم الدكتور هشام الشرابي – رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة جورج تاون في واشنطن في المكتب الذي كان موقعه مقابل مبنى ووترجيت، و تناولنا العشاء مرة في منزل إبن خالتي وصديق عمري المرحوم خالد دودين – مسؤول منظمة العمل الدولية في فلسطين أنا والطيب صالح، الروائي السوداني كاتب الرواية المشهورة " موسم الهجرة للشمال" عندما كان المرحوم خالد مدير مكتب سمو الامير طلال بن عبد العزيز الخاص ب(برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الامم المتحدة الإنمائية) ،كذلك الامر كان يحدث معي في كل مرة أزور فيها شقيقتي في هيوستن ويدعوني زوجها الأستاذ عبد الله الدبيبي/ نائب مدير عام (سابك السعودية) في أميركا الشمالية والجنوبية لتناول طعام العشاء مع كبار رجال الاعمال في أفخم مطاعم هيوستن،أو عندما كان يزورني إبن خالي المرحوم الدكتور جواد الدويك – سفير فلسطين في مالطا وغير أولئك كثيرين جدا. و أحن الآن لأن ألتقي عبده – عامل القهوة اليمني الطيب الذي كان معنا في البنك العربي في الرياض، والزملاء الآخرين من كافة الجنسيات. أتخيل عبده يحاسبني لقاء فناجين القهوة وأكواب الشاي التي شربتها وأنا أواصل العمل حتى منتصف الليل بسبب ألضغط الشديد الذي كان في العمل بسبب الطفرة النفطية في أواسط السبعينات. قال (ديورانت وغولدمان) ليس التاريخ رحلة مع الزمن السحيق فقط، إنه يعرفنا باولئك الرجال الذين كافحوا وجاهدوا وناضلوا في ظروف مختلفة في سبيل قيم هامة . لا بد من الإشارة الى أن معظم لحظات طفولتي غير السعيدة والشقاء الذي مررت به، و ليس محطات النجاح الكثيرة التي وصلتها بعد ذلك أكثر من مرة، تلازمني أينما حللت مثل موسيقى تصويرية مرافقة لساعات عمري الذي هو رواية أسردها الان. أتذكرها في كل المواقف، فتمنحني تواضعا وإصرارا على تحقيق المستحيل وحب مساعدة الاخرين مهما كانت المساعدة المطلوبة تحتاج الى جهد ومشقة ومال.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
06-09-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |