27-12-2015 04:52 PM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
في هذا العام يلتقي ذكرى مولد الرسولين العظيمين صلى الله عليهم وسلم، اللذان اصطفاهم الرحمن كما اصطفى سائر أنبياءه ورسله من بين الخلق لسلامة قلوبهم وحسن خلقهم وتواضعهم وصبرهم على تحمل جهل الإنسان في ظلمه لنفسه وللآخرين وللكون الذي يعيشه ،ولإخراجه من عبادة العباد لعبادة رب العباد ،ليعيش الإنسان ويموت عزيزا في توحيد خالقه في كل أمور حياته وكريما في إتباع هداية المرسلين في نهج حياته .......
الله سبحانه وتعالى مكن الإنسان من القدرة ما تجعله خليفته في الأرض ، وهذه القدرة إذ ما أخرجها الإنسان عن نسبها لله وطاعته أصبحت ضد الإنسان فيظلم الإنسان ذاته ويظلم الآخرين ويستعبد الإنسان الإنسان والقوي يأكل الضعيف، فالظلم ظلمات فظلم الشرك والإلحاد يولد حياة الاستعلاء والذل للتابع والمتبوع ، وظلم النفس يدمر الإنسان، وظلم الآخرين يولد الحقد والانتقام ، وهذا هو واقع الحال الذي نشاهده في عالمنا الذي يحكمه الاستعلاء والظلم وما ينتج عنه من حقد وتدمير الإنسان ولم يبقى إلا النهاية التي يصنعها الإنسان لنفسه من القدرة التي وهبها الله للإنسان، كما صنعت الأقوام الغابرة قدر نهايتها بيدها .........
إن البشرية تمر بأصعب مراحلها لخيانتها حمل أمانة الله تعالى ،والتي جعل الله تعالى فيها طوق النجاة عند استخدامها بحقها وجعل منها هلاك الإنسان عند استخدامها بغير حقها ،إن الإنسان قد بلغ من العلم والمعرفة والتجربة ما يمكنه من إدراك أسباب شقائه من نفسه وتفكك الأسرة وإنشاء دور للعجزة وانتحاره وإدمانه إلى كل ما يمثله الفكر المادي الإلحادي المتحرر من القيم بتضليل الإنسان بمفاهيم مزيفة مثل الحرية والحقوق والمساواة من خلال قوانين يفرضها مشرعون من الفكر المادي الإلحادي الذي بدء بالمجتمعات الغربية و أصبح مهيمن على العالم بمسمى النظام العالمي الجديد الذي يمارس القتل والتشريد ونهب الثروات لتجويع الشعوب وتعيين وتثبيت حكام مستبدين كمقدمة لفرض نظامه على الشعوب .......
هذا النظام العالمي الجديد الذي أعلن عنه من أمريكا ، لم يكن وليد الصدفة ،إنما كان ناتج تخطيط طويل الأمد بني على التضليل والتشويه بدايتا لدين المسيح عليه الصلات والسلام من خلال حراس المعبد الذين شاركوا في الحروب الصليبية ،نتيجة انحرافهم وابتعادهم عن الديانة ،وتعلمهم من اليهود طقوس السحر اليهودي القديم والشعوذة والطقوس السوداء الوثنية التي تعلمها اليهود من الفراعنة ونقلوها إلى بابل ، حيث كشفهم ملك فرنسا Philipsوتم اعتقلهم بتهم إنكار المسيح وممارسة الشذوذ وعبادة الأوثان، بالإضافة إلى السحر الأسود الذي يتمثل بالنجمة السداسية شعار اليهود ،قبل ذلك أعلن البابا clement كلمنت الخامس أن حراس المعبد يشكلون خطرا يهوديا على دين المسيح وأمر بحجز ممتلكاتهم وتم حرق قائدهم Jack demoleh جاك ديموليه، حيث فروا إلى اسكتلندا وشاركوا في هزيمة انجلترا لتنال اسكتلندا استقلالها، ومن ثم اتحادها مع انجلترا على اثر موت ملكة بريطانيا الذي جعل من ملك اسكتلندا الوريث الوحيد لحكم انجلترا ،الأمر الذي جعل حراس المعبد أكثر نفوذا لسيطرتهم على ملوك انجلترا ، ليعملوا بسرية ليظهروا مع بداية القرن 18 بمسمى الماسونين البناءون الأحرار حيث انتقلت إلى أمريكا كونها بكرا لم تجد مقاومة إلى من بعض الجمعيات التي دافعت عن القيم أمام فكر الإلحاد،وذلك بعد قيام الثورة الليبرالية في أوروبا وشعارها المضلل العدل والمساواة الذي منح اليهود الاندماج في المجتمع المسيحي وممارسة الربا وتشويه سمعة الكنيسة التي ترمز لما تبقى من القيم والحضارة في المجتمعات الغربية التي أرهقتها الحروب والفتن التي صنعتها الليبرالية ......
إن من ينظر إلى ورقة الدولار الأمريكي يجد تاريخ نشأة الماسونية المتمثل بالهرم وبعدد مؤسسيها بعدد درجات الهرم الثلاثة عشر الذي كشفها الباحث الأمريكي سبرنجمير في كتابه FBI BOMB PLOT في بداية القرن 19 حيث تم اعتقاله على اثر نشر هذه المعلومات ،ومن خلال العين التي تعلوا الهرم التي تمثل الأعور الدجال أو المسيخ الدجال يتوصل الإنسان إلى أن أهدافها لخدمة الشيطان العدو الأول للإنسان بمسمى نظام عالمي جديد المكتوب أسفل الهرم الذي سيطر على المال والثقافة والإعلام وعلى المؤسسات التشريعية في العالم وعلى المؤسسات العسكرية ........
اليوم تاريخ تدمير أوروبا يكتمل في اليونان كأخر معاقل القيم في أوروبا،ويعيد نفسه مع أخر معاقل الحضارة في العالم الإسلامي ، وبدايته كانت مع تغريق الدول بالمديونية ، من خلال تدمير اقتصاد الدول ،والفساد المالي للإدارات المعينة ،والسيطرة على جميع المؤسسات في الدول ،فأصبحت المواجهة الفردية مع المواطن في عيشه واعتقاده بحجة محاربة الإرهاب التي صنعتها مؤامرة أحداث الحادي عشر من سبتمبر،وتغذيتها بفوضى الربيع العربي وصناعة التطرف الإسلامي المتمثل بالقاعدة وداعش أو بالدولة الإسلامية كما يسميها صانعها النظام العالمي الجديد ،والتفجيرات التي تحصل هنا وهناك كل ذلك لتشويه مبادئ الإسلام لمحاربته وتقزيم دوره في الحياة ،حتى يصبح مجرد اسم يحتفل بذكرى رسوله على نهج عيسى عليهم الصلات والسلام ،وكمصدر للخلاف والفتن بين أبناء الدين الواحد والأديان الأخرى ............
إن المرسلين بعثوا رحمة للعالمين بعثوا ليذكروا الإنسان بالعدل المتأصل في ميزان القلوب وبالعقل الذي يدرك الحقيقة ويدرك الجهل ،بعثوا للسلام والمحبة ،التي تحفظ الجنس البشري ،وتقوم عليها الحضارة والتقدم ،بعثوا ليخلصوا ويحرروا الفكر الإنساني بالقيم الذي يربط الإنسان بالإنسان ،وليحرروا القلوب من الحقد والكراهية والخوف التي تقوم عليها الحروب والرعب وكل ما تحث عليه عقيدة الشيطان العدو الأول للإنسان التي يحملها وينفذها النظام العالمي الجديد...............
إن الاحتفال الصحيح بذكرى المرسلين هو احتفال بخلقهم ورحمتهم وفضلهم على البشرية بابتسامتها وتسامحها وبقائها وسلامتها وكرامتها في حفظ الإنسان على النهج الصحيح والأسرة من التفكك والضياع والمجتمع على العدل والمساواة،احتفال المحب للمحب من خلال تجانس القلوب ،وان ما شاهدناه من احتفالات في ظل الفقر والقتل وتفكك الأسر ومعانات الإنسان هو بمثابة إعلان نصر النظام العالمي الجديد في استحواذه على عقول البشر وقلوبها عندما ترقص على معاناتها ونهايتها وفي ظل الرعب ..........
نظام يعادي الأديان السماوية ويتصادق ويتحالف مع المعتقدات الالحاديه التي طال عدائها معها نتيجة الاختلاف على النظام الاقتصادي وليس على الاعتقاد كما ادعى النظام الرأسمالي لعقود من الزمن الذي جند الدين سواء المسيحي أو الإسلامي في تحقيق انتصاره على النظام المالي الاشتراكي ،ولم يبقى لهذا النظام المجند من قبل الصهيونية العالمية من خلال فرسان المعبد معبد سليمان إلا هدم المسجد الأقصى ،وفي ذلك إجابة للهجمات التي يقوم بها المستوطنين الهمج أحفاد قتلة الأنبياء ومزورين الدين والتاريخ بدعم من حكام أمريكا والغرب أبناء فرسان المعبد اللذين تتلمذوا على أيدي اليهود التزوير واستحوذوا على السلطة في العالم الغربي .............
د.زيد سعد أبو جسار