بقلم : هاشم الخالدي

يبدو واضحاً ان رئيس حكومتنا في الدوار الرابع الأخ المبجل عبدالله النسور بدأ يبحث (بابرته) الزعفرانية عن أي وسيلة لتغريم المواطنين حتى ثمن الهواء.

و يبدو ان فشل حكومته في فرض رسوم "الضعفين" على ترخيص المركبات و زيادة اسعار المحروقات قد اثر نفسياً على صحة دولته فبات يفكر ليل نهار على توجيه ضربة اخرى للمواطن ولكن هذه المرة عبر الواتس اب وفايبر وسكايب .

هيئة تنظيم قطاع الاتصالات تسلحت كالعادة بالتقليل من الأمر عبر قول الناطق الاعلامي للهيئة في تصريحات لسرايا انها ستكون رسوماً رمزية ، لكن الأمر لن يكون كذلك بالنسبة لكثير من المواطنين الذين يهمهم اجراء مكالمات مجانية عبر الواتس اب و فايبر و سكايب ولا ننسى ان شريحة كبيرة من الشعب الاردني باتت تعتمد على هذه الاستخدامات سيما عائلات جنودنا البواسل الذين يتواجد ابنائهم في البحرين و دارفور وساحل العاج وغيرها.

وهؤلاء كما يعرف الجميع لن يكون بمقدراهم دفع فلس واحد على اتصالات مدفوعة لأن تغريب ابنهم كان بالأساس لتحسين دخل العائلة فلماذا تتعمد حكومة عبدالله النسور (سم بدن) الشعب الاردني.

ألا تتفقون معي اننا كشعب نعتبر من اكثر شعوب العالم دفعاً للضرائب ،؟
أليس من الظلم مثلا ان نشتري بطاقة الخلوي التي ثمنها الاصلي (12) ديناراً و يفرض عليها ضريبة مقدارها (6،5) تذهب للحكومة.

ألا تكفي هذه الضريبة المجحفة على المواطن ان تتكفل بإجراء مكالمات مجانية عبر واتساب و فايبر وسكايب.

ألا تذكرون قبل شهر عندما صرح احد "وجهاء" وزارة الاتصالات بأن الشركة تتجه لفرض رسوم على واتساب.

حينها قامت الدنيا ولم تقعد و تراجعت الوزارة واقفل الباب لتعود لنا الوزارة و هيئتها الموقرة من باب اخر هو فرض رسوم على المكالمات المجانية.

المضحك في الموضوع ان الناطق باسم هيئة قطاع الاتصالات قال لمندوب سرايا ان هذا التوجه يأتي بسبب تأثير هذه المكالمات المجانية على شركات الاتصالات مما تسبب بخسارتها!!!!!!

تتساءلون لماذا اضحك ؟؟؟؟

الأمر بسيط و الارقام تؤكد ان اكثر القطاعات ربحا في الاردن هو قطاع الاتصالات والميزانيات و تؤكد ذلك ، فإحدى الشركات اعلنت قبل فترة ان ارباحها وصلت الى 114 مليون دينار فيما اعلنت شركة اخرى ان ارباحها للعام 2014 بلغت 83،2 مليون دينار فأين هي الخسائر التي يتحدث عنها.

سأقول لكم اين الخسائر

معظم التقارير الصحفية تؤكد ان عائد ارباح معظم شركات الاتصالات قد انخفض نحو 39% ، اي بمعنى اذا كانت شركة اتصالات معينة تربح في العام 100 مليون دينار على سبيل المثال فإها اصبحت تربح الان 61 مليون دينار ، بمعنى ان نسبة الارباح انخفضت ولم تتعرض لخسائر .

اما التلاعب بالألفاظ والتصريحات لإقناع المواطن الاردني بأن شركات الاتصالات تخسر وانها "اي الحكومة" تحاول نشل هذا القطاع من خسارته فهو تضليل واضح.

نعم تضليل واضح ... هدفه جباية ما امكن من جيب الشعب الاردني لتعويض عجز الموازنة العامة الذي كان سببها النسور نفسه وليس اي شخص أخر لأن هذا الرجل بدأ يتعامل مع الشعب الاردني بطريقة "الجباية" و ليس بطريقة "الولاية".

اعتقد جازماً ان هذا القرار الخطير اذا مر مرور الكرام فسنجد انفسنا ملزمين ذات يوم على دفع ضريبة على الهواء .. والماء .. واشياء اخرى قد يخترعها انشتاين النسور .. وللحديث بقية.
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com