سرايا - سرايا - اللغة العربية هي هوية الأمة وركيزة وحدتها، بما تمثله من وعاء لثقافتها وحضارتها ووسيلة للتواصل بين أبنائها، من هنا جاءت فكرة إنشاء مجمع اللغة العربية في الأردن في العقد الثالث من القرن العشرين، حين أصدر الملك المؤسس «الأمير عبدالله»، في السنوات الاولى لتأسيس امارة شرق الاردن، إرادته بتأسيس مجمع علمي في عمان.

المجمع العلمي
نشرت مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق خبر تأسيس المجمع الأردني في كانون الثاني سنة 1924، في الجزء الأول من المجلد الرابع على صفحتها السادسة والأربعين، تحت عنوان «مجمع علمي في شرق الأردن»، ومما جاء في نص الخبر: «جاءتنا نشرة مآلها أن سمو الأمير عبدالله أصدر أمره بتأسيس مجمع علمي في عمان، عاصمة شرق الأردن العربي، وانتخب رئيساً له سماحة رصيفنا الشيخ سعيد الكرمي، وكيل الشؤون الشرعية».
وضم المجمع الاول في عضويته العلماء: «رضا توفيق بك الفيلسوف التركي المشهور، والشيخ مصطفى الغلاييني، ورشيد بك بقدونس، ومحمد بك الشريقي مدير جريدة (الشرق العربي) المنشأة في تلك البقعة منذ زمن قريب».
وعليه كان المجمع الأردني ثاني مجمع للغة العربية يؤسس في الوطن العربي، بعد المجمع العلمي العربي بدمشق الذي تأسس سنة 1919. ولم يقدر لمجمع عمان الحياة-في حينه-لقلة الإمكانات المالية والعلمية والبشرية.

مخاض التأسيس والانطلاق
وأنشئت في وزارة التربية والتعليم بعمان سنة 1961، اللجنة الأردنية للتعريب والترجمة والنشر، استجابة لإحدى توصيات مؤتمر التعريب الأول الذي عقد في الرباط في نيسان من ذلك العام، وصدرت عن هذه اللجنة فكرة تأسيس المجمع، وفي أوائل سنة 1973 بدأت الاستجابة الأولى لهذه الفكرة، إذ وافق مجلس الوزراء على إرسال ثلاثة وفود من أعضاء لجنة التعريب والترجمة والنشر، لزيارة مجامع اللغة العربية في دمشق والقاهرة وبغداد، للتعارف ولدراسة أعمال هذه المجامع وأنظمتها وأساليب العمل فيها، والاطلاع على أجهزتها العاملة، وحضور جلسة عمل في كل منها، ومعرفة آراء أعضائها، النابعة من تجاربهم الشخصية فيها.
في أواخر سنة 1973م، وافق مجلس الوزراء، على طلب وزير التربية والتعليم تأسيس المجمع. واستمرت اللجنة الأردنية للتعريب والترجمة والنشر في ممارسة أعمالها حتى صدرت الإرادة الملكية السامية بتأسيس مجمع اللغة العربية الأردني، ونشر نص قانون المجمع المؤقت رقم (40) لسنة 1976 في عدد الجريدة الرسمية (2634) في 1976/7/1. وبدأ المجمع يزاول أعماله بصورة رسمية منذ اليوم الأول من تشرين الأول 1976. ونص قانون المجمع، على أن «يؤسس في المملكة الأردنية الهاشمية مجمع يسمى (مجمع اللغة العربية الأردني) يتمتع بشخصية معنوية ذات استقلال مالي وإداري.

الحفاظ على سلامة اللغة العربية
بعد تأسيسه، انطلق المجمع لتحقيق غاياته واهدافه التي تمثلت في: الحفاظ على سلامة اللغة العربية وجعلها تواكب متطلبات الآداب والعلوم والفنون الحديثة، توحيد مصطلحات العلوم والآداب والفنون، ووضع المعاجم، والمشاركة في ذلك، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والمؤسسات العلمية واللغوية والثقافية داخل المملكة وخارجها، إحياء التراث العربي والإسلامي في اللغة والعلوم والآداب والفنون.
ونهض المجمع ايضا-تحقيقاً للغايات المقصودة من قانونه بمهام متعددة تمثلت في: القيام بالدراسات والبحوث المتعلقة باللغة العربية، تشجيع التأليف والترجمة والنشر، وإجراء المسابقات لذلك، وإنشاء مكتبة للمجمع، ترجمة الروائع العالمية، ونشر الكتب المترجمة إلى العربية ومنها، عقد المؤتمرات اللغوية في المملكة وخارجها، وإقامة المواسم والندوات الثقافية، نشر المصطلحات الجديدة التي يتم توحيدها في اللغة العربية بمختلف وسائل الإعلام، وتعميمها على أجهزة الدولة، إصدار مجلة دورية تعرف باسم «مجلة مجمع اللغة العربية الأردني».
اضافة لمهامه المتعددة، يقيم المجمع كل عام موسماً ثقافياً يدعو للمشاركة فيه عدداً من العلماء والمفكرين العرب، ويناقش فيه موضوعات ذات صلة وثيقة باللغة العربية والحضارة العربية الإسلامية. ويختار لكل موسم محوراً عاماً، وذلك منذ عام 1983م، ويصدر أعمال كل موسم في كتاب خاص بعنوان «الموسم الثقافي السنوي لمجمع اللغة العربية الأردني» وقد صدر منه حتى نهاية عام (2014م) واحد ثلاثون كتاباً.
يذكر أن د. عبد الكريم خليفة تولى ادارة المجمع منذ سنة 1976حتى سنة 2015، حيث خلفه في ادارة المجمع د. خالد الكركي.