سرايا - سرايا - مناشدات ومطالبات عديدة وجهها اهالي منطقة اسكان المغاريب للبحث عن حلول ناجعة ونهائية لمشكلة الصرف الصحي بمنطقتهم والتي مضى عليها ما يزيد على 15 عاما.

وتتلخص المشكلة في عدم قدرة الحفر الإمتصاصية القائمة على إستيعاب المياه العادمة اواردة اليها من الاسكان وما تسببه من مشاكل بيئية وصحية لم تجد الحل رغم هذه السنوات الطويلة خاصة وان المياه العادمة وبحسب كشف على الواقع البيئي نفذته مديرية بيئة محافظ البلقاء وبلدية السلط تتسرب الى المياه الجوفية باتجاه نبع ابو الردى وان الحفر الامتصاصية ونتيجة لطبيعة المنطقة المرتفعة اصبحت تشكل خطرا على المياه الجوفية باتجاه الاغوار وذلك لشدة انحدار الارض ناهيك عن فيضان الحفر وسيلانها على الشوارع العامة باستمرار وما تسببه من مكاره صحية وانتشار للروائح الكريهة والحشرات بحسب مدير البيئة المهندس طلعت الدباس.

واوضح الدباس ان اللجنة المشكلة لإدارة بلدية السلط عام 2008م قد رفضت استلام مشروع إسكان المغاريب من المؤسسة العامة للسكان والتطوير الحضري ليتبع الى بلدية السلط الكبرى وذلك لكبر المعضلة التي كانت تعاني منها المؤسسة آنذاك حيث قامت المؤسسة بدفع مبلغ 500 ألف دينار للبلدية لإستلام الإسكان إلا أن اللجنة رفضت الإستلام عدة مرات وقامت بتقديم دراسة لحل المشكلة جذرياً بضرورة عمل محطة رفع واستملاك ارض بكلفة 10 ملايين دينار الا أن الدراسة لا تزال حبيسة الأدراج .


وأضاف المهندس الدباس بأن مشكلة الحفر الإمتصاصية في المنطقة لا تزال موجودة جراء الازدياد المضطرد للسكان ،من حيث تسريب المياه العادمة للشوارع والمنازل وتشكيل المكاره الصحية والحشرات والقوارض وتلويث للمياه الجوفية .
وقدم المهندس الدباس حلولا مقترحة للمشكلة حسب توفر التمويل اما جزئيا او جذريا من حيث شراء صهاريج نضح بسعة اكبر(32) متر مكعب عدد ثلاثة وبكلفة تقديرية 210 الاف دينار للتنكات وايضا عمل وحدات معالجة لسبعة مواقع والموجودة اصلا بكلفة تقديرية لكل وحدة 150 الف دينار على غرار الوحدة التي تم التبرع بها من قبل جامعة البلقاء التطبيقية والموجودة حاليا.

واضاف الدباس ان من الحلول المقترحة كذلك عمل محطة رئيسية تحويلية لرفع المنسوب الى شارع الستين للشبك مع الصرف الصحي المتجه الى محطة التنقية الرئيسية(ودادي شعيب) وبكلفة تصل الى 10 ملايين دينار وهذا الحل الجذري والنهائي لهذه المعضلة لتفادي المكاره الصحية وللمحافظة على الثروة المائية الجوفية التي يشكل تلوثها خطرا يوما بعد يوم على صحة المواطنين.

يشار الى ان في منتصف عام 2008 كانت ملكية الإسكان قد انتقلت إلى بلدية السلط الكبرى وفقا لاتفاقية موقعة ما بين البلدية والمؤسسة العامة للإسكان والتطوير الحضري تم بموجبها دفع مبلغ نصف مليون دينار من المؤسسة لصندوق البلدية إضافة لالتزام المؤسسة بتحويل جميع الرسوم التي تم استيفاؤها بدل ترخيص ورسوم وكذلك نقل ملكية القطع المملوكة للمؤسسة والمخصصة لغايات الحدائق البلدية.

إضافة لذلك فإن البلدية وفقا لهذه الاتفاقية ستقوم بالتعاون مع سلطة المياه والمواطنين بأعمال الصرف الصحي.
رئيس بلدية السلط الكبرى المهندس خالد خشمان قال « انه يجب أن يتم تنفيذ خطوط بديلة ناقلة كون الاسكان كان مصمم لخدمة 4 الى 5 الاف مواطن وهو حاليا يخدم 14 الف مواطن».
واضاف « نحن بين خيارين اما تنفيذ محطة تنقية خاصة او تنفيذ محطة رفع لمياه الصرف الصحي الى شارع الستين الامر الذي يتطلب تنفيذ 9 كم من اسكان المغاريب وصولا الى محطة وادي شعيب علما ان البلدية كانت قد أمّنت صهريج نضح اضافي وحاليا يعمل صهريجين الا ان بُعد مسافة النقل الى محطة عين غزال يضطر البلدية لاستئجار صهاريج نضح اخرى سعة 30 متر مكعب لمعالجة المشكلة علما ان الكلفة المالية المترتبة على البلدية نتيجة هذا العمل تزيد عن 200 الف دينار سنويا هذا بالاضافة الى انه ليس هناك اي مساهمة او دفع من المواطنين لخدمة الصرف الصحي للبلدية في حين ان المواطنين عامة في غير الاسكان يدفعون شهريا اجور الصرف الصحي بالنسبة والتناسب مع استهلاكهم للمياه وبالتالي هي خدمة مجانية».
وبين الخشمان ان البلدية تضطر وبشكل شبه يومي الى رش مواقع الحفر الامتصاصية الاربعة وبشكل اسبوعي رش منطقة الاسكان بالكامل بالمبيدات للقضاء على الحشرات والقوارض».
وأضاف ان احد اسباب المشكلة وجود أخطاء تصميمية تؤدي بالعادة الى فيضان بعض المناهل بسبب عمقها القليل واقطار المواسير الداخلة والخارجة منها غير كافية».