02-01-2016 10:55 AM
سرايا - سرايا - صدر حديثاً في عمان وبغداد كتاب «الفلسفة والوعي الديني» عن دار دجلة للنشر، يقع الكتاب في (340) صفحة من القطع المتوسط، ويتوزع على ثلاثة أبواب هي بالتتابع: تعاون الفلسفة والدين، والمحاور المشتركة بين الدين والفلسفة، ودين الإنسان المستقبلي، وتنقسم الأبواب إلى عدة فصول تتراوح ما بين 8-13 فصلاً لكل باب.
وقد جاء الكتاب ثمرة تأملات وتفكير عميق في فلسفة الدين، حاول المؤلف من خلاله تنوير الفكر الديني بشكل عام لأنه يرى أن الفكر الديني يعاني من الجمود والتخلف في مواجهته مع الفلسفة ومع العلم اللذين قطعا شوطاً طويلاً لمواكبة الإنسان المعاصر، بينما تخلف الدين عن تلك الرحلة وبقي حبيساً لماضويته وجموده.
لذا يحاول المؤلف أن ينير الوعي الديني بما أنجزته العلوم الإنسانية في انكبابها على دراسة النصوص الدينية بشكل عام وعلى وعي الإنسان بشكل خاص. ويقترح على الدين ثلاثة حلول للخروج من أزمته الحادة هي: أنسنة الدين، وعقلنته، ومصالحته مع العلم. ويعرف المؤلف جيداً أن هذه الخيارات صعبة وربما كانت مستحيلة إلا أنها الخيارات الوحيدة أمام الدين إذا أراد أن يخرج من انعزاليته الفكرية ويصاحب الإنسان نحو المستقبل الذي هو مستقبل علمي لا محالة.
ينهج المؤلف نهجاً تحليلاً مقارناً ما بين السرديات الكبرى التي ابتدأت في بلاد ما بين النهرين ويضعها في قلب الكتاب ليوضح أن المعرفة الإنسانية وبما فيها المعرفة الدينية، ما هي إلا تراكم ما أتت به العلوم الإنسانية من كشف وقراءة جديدة لنصوص الديني بعد أن دخل عليها المنهج التاريخي العلمي في التحليل والتفكيك والتوظيف. يعتبر الكتاب ذو جرأة في تحليله للعقل الديني وفي تسليط الضوء على المنظومات اللاهوتية والكلامية التي فُسرت على هذه النصوص الدينية، فقد ذهب المؤلف ليحاكم هذه المنظومات محاكمة منطقية وعقلية فوجدها ضعيفة لا تثبت أمام التحليل المنطقي أو المحاكمة العقلية.
يذكر أن الدكتور جورج الفار أستاذ الفلسفة في الجامعة الأردنية والحاصل على دكتوراة لاهوت من جامعات روما، وعلى دكتوراة فلسفة من جامعة كليرمونت/ كاليفورنيا، وسبق للكاتب أن عمل كرجل دين مسيحي ومدرساً للاهوت، ومن ثم عمل مدرساً للفلسفة، وهو مؤلف عدة كتب أهمها «حديقة راهب» عمان سنة 2001، «عارياً أمام الحقيقة» دار الطليعة/ بيروت سنة 2009، «بهاء الأنثى» عمان سنة 2010، «عودة الأنسنة» عمان سنة 2011، «آفاق فلسفية» عمان سنة 2012، «المقدس والسؤال الفلسفي» سنة 2013، «ابن الإنسان» سنة 2014.الدستور