02-01-2016 12:47 PM
بقلم : الصحفي زياد البطاينه
سنه جديدة ستطل علينا ولاندري هل هي استمراريه لوجعنا والامنا واهاتنا وتحدياتنا وهل سندخل بثياب الوجع ذاتها؟ تعبنا من السوادمن يبيعنا بعض البياض الحميم
لا مال ولا ذهب ولا فضة ولا مسكن ولا ثياب ولا عمل بطاله مرض جوع عطش حرمان لم نعد نملك الا لدينا ولا ذهبةقضه أوفضه .. كل ما نملكه أرواحنا المتأهبة للرحيل
ودمنا الذي يستطيع أن يكون حبراً لصحائف البلاد تتحدث من خلاله لحكوماتنا تشرح حالنا وواقعنا وتتحدث عن متطلبات واحتياجات اشبه بالاماني .. لكن من يكتب الصفحة الأولى. ومن يختتم ابالصفحة الاحيرة الأخيرة
سنوات ملارت من الجوع والحرمان والقهر ولذل قالوا لنا انها ضريبه الاصلاح والتحديث والديمومه والبقاء فرضت علينا.. ثم ماذا ماذا بعد يا وطن وقد خرجنا للمتاهه وكاننا مابنينا وما دفعنا وما عملنا وكان بطوننا لم يحزمها الحزام على جوع
ألبسونا ثياباً لا تليق بنا وأعطونا أحذية لها كعوب عالية لم نستطع السير بها ، ووزعوا علينا الطرقات والضرائب والتشريد
بكوا علينا.. ومن وراء ظهورنا كانوا يضحكون مدّوا أنيابهم ومزقوا أجسادنا باسم حب الوطن .. ثم جلسوا في بهو وراحوا يبيعون فينا مرمطوا كرامتنا و تاريخنا وأولادنا وعلمنا، ثم عوضوا علينا بقروش الغاز والكاز الذي غدى سلاحا بايديهم يهددوننا كلما راو فاه مفتوح فاصبخ تفكيرنا بالغذاء والدواء ونسينا قضايانا وهمومنا ومشاكلنا وتحدياتنا وبردنا
سنوات كانت كافية لنعود إلى خيامنا الجاهلية.. نأكل من أعشاب الأرض ونرعى بؤسنا وأرواحنا المزيفة.. ونسهر على ضوء القمر باحثين عن الحوت الأكبر والأصغر لنتباكى عندهم ونسالهم الحافا واصبحنا ننشد الهجرة لكنها فراق لوطن عشش فينا احبنا واحببناه وفديناه بالمهج والارواح
واشترينا الحزن والقهر هما والوطن.. وجهان لصمودنا وصبرنا
طوبى لزمن كنا نشعل فيه الشموع ونزين شجرة الميلاد ونرتدي ثياب العيد ..طوبى لذاكرة لا تنسى من أشرق في القلب وغاب من العين ليحضر في الروح للسنه الجديدة ولالف سنه قادمة.أرواحنا تخلع أوتادها وتسافر بحثاً عن الضوء. عمن سرق ضوءنا وأشعل العتمة في صدورنا ؟
آه أيها الوطن الممزق بين الكتب الصفراء والشاشات الحمراء الدامية.. قم من أشلائك.. السنة الجديدة تقترب.. والشموع البعيدة تقترب.. لنحتفي بضوء الحياة.. لنحتفي بالخلاص الأكيد.. هذه ليست حربنا وحق محمد والمسيح.
هذه حربهم.. وهذه أباطيلهم. وهذا دمنا.. وهذه الأرض أرضنا.... فلماذا ننكسر ولماذا نتهدم كقلعة عتيقة.؟ لقد شربنا طويلاً ماء الذل ولاندري هل جربه غيرنا ليعرف مرارته
(قل هو الله أحد ) كيف صمدنا .. وكانت سنيننا مؤلمه لنا أن نفهم الدرس، وأن نعيد النواقيس إلى مكانها كي تقرع النواقيس لفجر جديد، وترفع التراتيل إلى أعلى ليبدأ العيد، نقدس الارض الاردنية والوطن ونقول حي على المحبة، حيّ الوطن المفدى، حي على البقاء.
حي على الشعب الذي يشبه طائر الفينيق.. خارجاً من رماده.. طالعاً من كهفه العتيق ليلاقي السنة الجديدةبالبشرى .. فكل عام وأنت سيد الكون يا وطنتا