04-01-2016 10:49 AM
سرايا - سرايا - وقع القاص والروائي محمد عبد الله الطاهات مساء أول أمس، في الملتقى الثقافي الحضاري - قاعة بلدية الصريح، روايته «الفلوتي، وسط حفاوة كبيرة من المثقفين والمهتمين، وادار حفل التوقيع الدكتور ابراهيم شهابات، بمشاركة الشاعر والناقد عبد الرحيم جداية والشاعر محمد صالح عمارين، فيما قدم المحتفى به وبروايته شهادة إبداعية.
واستهل حفل التوقيع رئيس الملتقى الحضاري في الصريح بإلقاء كلمة أكد فيها على أهمية تكريم المواهب الإدبية، مشيرا إلى أن أهم أهداف الملتقى الاهتمام بالطاقات الإبداعية المتميزة وتكريمها على منجزها الإبداعي والثقافي.
تاليا قدم الناقد جداية قراءة نقدية في رواية الطاهات حملت عنوان «القرية في تجربة الطاهات الروائيةالفلّوتي نموذجا»، قال فيها: يقدم لنا الطاهات في رواية «الفلوتي»، نموذج الأرض والفلّاح والجمّال ويقدم لنا تلك القيم المجتمعية الريفية التي تعتز بالأرض ولا تستغني عنها، فمن لا يملك الأرض فهو «فلّوتي» ربما لا تقبل النساء بالزواج منه، ويبقى الفلوتي أقل شأنا ولو امتلك المال في المجتمع الريفي، مشيرا إلى أن القرية تعد مسرحا خصبا للرواية الأردنية، مما يثير التساؤل حول العلاقات الاجتماعية وطبيعتها في القرية، إضافة إلى الظروف الاقتصادية التي تساهم بها القرية في الاقتصاد الوطني، مما يضعنا أمام سؤال حول مدى مساهمة القرية سياسيا، خاصة الفترة التي عقبت وعد بلفور ونكبة فلسطين عام 1948م، ويتساءل جداية قائلا: إذا كانت القرية مسرحا لأحداث جسام، يمكن إسقاطها على القضايا العربية كما في رواية الفلوتي التي تمثلت في شخصية حامد الذي فقد أرضه حينما اغتصب أعمامه حصته في الأرض، ليسقط الروائي الطاهات هذه الحالة على اغتصاب فلسطين ونكبة عام 1948 بعد وعد بلفور.
ويبيّن جداية أن أحداث رواية «الفلوتي»، تدور حول شخصية حامد «أبو ساري»، الذي بقي عى أمل إستعادة الأرض، فانتهت الرواية وبقي الأمل قائما، لكن فلوتيّة حامد انعكست على ابنه ساري الذي حاول جاهدا أن يحقق المال والعلم والمنصب بالتضحيات والعمل الجاد، لكن الفلوتيّة بقيت عقبة في طريقه لإكمال دراسته الجامعية في دمشق وبقي الأمل قائما كما بقي الأمل قائما عند اصدقائه الفلسطينيين الذين درسوا معه في ثانوية إربد، لافتا النظر إلى أن رواية «الفلوتي»، تعد استكمالا للمشروع الروائي في تجربة محمد عبد الله الطاهات، واستكمالا لروايته «حكاية قرية وحكاية رجل»، مما يدعو إلى دراسة مقارنة بين الروايتين، إضافة إلى مقارنة رواية «الفلوتي» ب «الشهبندر»، لهاشم غرايبة و»سفربرلك»، للروائي سليمان القوابعة، إضافة إلى «شجرة الفهود»، لسميحة خريس ورواية «ذيب الصالح»، لموسى الأزرعي حسب رأي الناقد جداية.
وخلص الناقد جداية إلى أن رواية «الفلوتي»، تقدم لنا لغة تحتفي بالجمال والشعر والصورة الفنية والمشهد الجمالي فعندما أتى ساري في الصفحة 115 الفصل الرابع عشر إلى المدرسة صباحا قبل شروق الشمس وقد اعتاد المدرسة بين الصخب وفوضى الطلاب في أركان الساحة ليقدم لنا الطاهات أنسنة في هذا الفصل للجدران والشبابيك والأبواب بقوله: «الجدران صامتة، الشبابيك، الأبواب، حتى علم المدرسة يشاركنا هذا الصمت المهيب».
إلى ذلك قدم الروائي المحتفى به شهادة إبداعية، بداية شكر فيها القائمين على الحفل، ومن ثم تحدث عن تجربته الأدبية التي بدأت في أربعينيات القرن الماضي، وكان قد بلغ حينها ستة عشرعاما كتب وقتها قصة قصيرة وهي الأولى في مسيرته الابداعية حملت عنوان: «جميلة بوحيرد»، المناضلة الجزائرية، مشيرا إلى أنه في العام 1964م كان مديرا لمدرسة الصفاوي وكتب قصته الاولى الناضجة بعنوان: «حفّار القبور»، وفي العام 1974م شارك في المسابقات القصصية الاردنية وفاز بالمركز الثاني، ونشر في عمان المساء قصصا ومقالات تبعها النشر في الدستور والرأي واللواء حتى عام 2005م، وكما بيّن في شهادته أنه كتب في اليمن مقالات في مجلة المعرفة، وكتب في مجلة دبي حين عمل في الإمارات، وفي رسالة المعلم والقدس العربي، مشيرا إلى أنه قد تفرغ منذ عام 2000م وإلى الآن حيث اصدر خمس روايات و اربع مجموعات قصصية وكتابا ضم مقالاته في الصحف اليومية، وختم شهادته بقراءة مقدمة روايته «الفلوتي».
وفي نهاية الحفل كرّم رئيس الملتقى عمارين والنائب محسن الرجوب الروائي الطاهات والناقد عبد الرحيم جداية بتقديم الدروع.