05-01-2016 10:39 AM
سرايا - سرايا - واحدة من اللوحات السوداء التي رسمها الفنان الاسباني دي جويا على جدران منزله قبيل وفاته.
في تلك الفترة كان جويا يمرّ بمرحلة خريف العمر. وتملكه اليأس والاكتئاب والصَمَم والرؤى السوداء بعد أن فقد زوجته وأولاده.
تصوّر لوحة «الكلب» طبيعة كئيبة كحال صاحبها، تلونت باللونين الاصفر والبنّي، الاصفر ويمثل رمال تعصف فيها الرياح الشديدة لتشكل زوبعة هائلة تتضخم شيئا فشيئاً، وباللون البني الغامق رسم تلة رملية من الرمال المتحركة، وظهر في وسطها السفلي رأس كلب ينظر الى العاصفة مرعوباً.
الغرابة في اللوحة والتي تثير التساؤل لدى المتلقي، هي وجود الكلب في مكان صحراوي تثار فيه الرمال، علما ان الكلاب الضالة كما يبدو كلب جويا تعيش في شوارع وأزقة المدن، ونحن هنا نتحدث عن اسبانيا وهي بلد الرسام التي لا يوجد بها مناطق صحراوية، وبالتالي تثير اللوحة الكثير من التحليلات والرؤية المتناقضة في عقل المتلقي.
يرمز الكلب وهو الكائن الحي الوحيد الى حالة من العزلة والخوف في تلك اللحظة، والتي كان يعيشها جويا.
الكلب في اللوحة وحيد في مكان مخيف موحش، غطت الرمال جسده كما اراد الرسام، نظراته نحو اللاشيء في الفراغ القائم جراء العاصفة الرملية، تنم عن قلق مستطير.
يأس الكلب وقلقه توضح قلة حيلته وعدم قدرته على النجاة والخلاص من غرقه في رمال ربما تكون متحركة مميتة.
يرى نقاد أن لوحة فرانسيسكو جويا «الكلب» تدل على عدم وجود أي تعقيد فني في عملية الرسم واللون، وهي كذلك بالفعل.