بقلم :

الزمان شباط 1999 يوم رحيل الاب القائد، يوم بكت القلوب قبل العيون، وسالت دموع الاردنيين وفاء لذلك الفقيد ويوم اهيل التراب على ذلك الضريح الطاهر، ويوم ضاقت بنا الارض واقتربت منا الشمس وزلزلت الجبال وكدنا نفقد الامل.

ونهض من بين الجموع ذلك الفتى العسكري المحترف، وامتشق سيف الملوك ورفع الهامة، واحي الهمم، وانحنى اجلالا امام صورة الراحل، واقسم وعلم الامة كيف ينمو الامل من ثنايا الحزن، وكيف تنهض الشعوب من براثن الاسى، وكيف يقود الوطن في ظلمة الليل الى فجر العلياء.

المسؤولية شرف وامانة وعمل وتخطيط وتواتر وتواصل ومعرفة لكامل تفاصيل الصورة، الاردنيون في ضمير هذا الملك سواسية كاسنان المشط، وطموح عزتهم عاشت في حنايا الوجدان الحي.

وبدأت رحلة الحكم الراشد، يرعى الذمم ويحفز الهمم عمل كخلية النحل، النهار تعب والليل سهر، يجوب اطراف الارض ويركب عنان السماء، يبحث عن فسحة امل، او باب خير، او مصدر تنمية، يعيل الارامل والايتام، ويربي الاجيال ضمن منظومة ثقافية عصرية متطورة، ومن خلال نظرة حضارية رائدة، يرعى ابناء الشهداء والثكلى، ويرنو الى الافق البعيد باحث عن مصادر عز وروافد اقتصاد ودعائم قوة.

الشعب كله محور الاهتمام وعنوان الوجود، القوات المسلحة رمز لادامة الامن، وحاضنة لنعمة الاستقرار ومصدر للفخر والاعتزاز، تستحق الرعاية وجزيل العطايا والاجهزة الامنية عين لا تنام، وجهد لا ينتهي، وتضحيات ليس لها ثمن فلا تنمية بلا امن.

يا قائد الوطن جودك كحبات مطر تنهمر في زمن القحط، يستظل بك كجنات نخيل في عمق الصحراء، يسكن في وجدانك هموم الفقراء والمساكين.

نحن المتقاعدين وسكان الحضر والريف والبوادي والمخيمات، نحن ابناء الطبقة الوسطى، لم نبدل العهد والوعد، نرفع بك الهامات ونصون الكرامات وننسج اعلام الوطن رايات ولاء، ومعالم هدى، يشتد عودنا من بريق الامل في عيونك، وتخضر ارضنا بحبات الندى الشذية، الوطن في قيمنا أم، والوفاء مروءة، والصبر كبرياء، والشكوى مذلة والتذمر هراء، والجحود مكر، وتبديل الجلود رذيلة وخذلان الصديق فسوق.

سر يا قائد الوطن فهذا النهج حفظاً للامانة، وصوناً للكرامة وشعوراً بالمسؤولية ورعاية راشدة للامة، ونجاحاً مؤكداً في مواجهة التحديات ومستقبلا واعداً ترنو اليه الاجيال، وتغلب على معيقات التنمية، ونصر يفتح افاقاً واسعة، ويضع الوطن في مكان لائق تحت الشمس.