12-01-2016 10:26 AM
بقلم : ضيف الله قبيلات
قبل مئة يوم قدح المسجد الأقصى المبارك شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة الممتدة إلى ما شاء ، وذلك عندما اقتحم المشركون النجس الغزاة الصهاينة حرمة المسجد الأقصى بدنسهم وقذارتهم وبساطيرهم وأسلحتهم فتصدى لهم المرابطون والمرابطات المصلون العزّل إلا من إيمانهم بالله وبهذا الدين العظيم الذي أكرمهم الله به، فكانت معركة حقيقية داخل المسجد استخدم فيها الغزاة الصهاينة الرصاص وقنابل الغاز، ورغم جراحات المصلين المرابطين والمرابطات واختناقهم بالغاز إلا أن الله أعانهم على دحر الغزاة المعتدين الصهاينة.
منذ تلك اللحظة اشتعلت فلسطين كلها نارا ورعباً على الغزاة الصهاينة الجبناء المذعورين بالسكين أو دهسا أو بالرصاص في حيفا ويافا وتل أبيب وعلى حدود غزة مرورا بالخليل البطلة إلى القدس ثم بئر السبع وكل أنحاء فلسطين والتي بدأها الشهيد البطل مهند الحلبي بعمليته الفدائية الإستشهادية على باب المسجد الأقصى المبارك.
وفي يومها المئة تسطر هذه الإنتفاضة المباركة عملية بطولية فريدة من نوعها في قلب تل أبيب على يد الشهيد البطل نشأت ملحم.
وبين العمليتين عمليات بطولية عديدة لشهداء وشهيدات بلغ عددهم 152 شهيدا منهم 27 طفلا و7 سيدات، ومن أروع هذه العمليات عملية بئر السبع التي كانت على يد البطل الشهيد مهند العقبي .. وهم دائما يرددون لبيك يا أقصى .. لبيك يا أقصى.
لقد بارك الله جل جلالة وتعالى في علاه بهذا المسجد وما حوله وما أدراك ما حوله ,, إنها البركة القائمة الدائمة في القدس وما حولها .. إنها البركة المتجددة التي لا تنضب واخبرنا بذلك بنص القرآن المجيد " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله".
إن المسجد الأقصى المبارك ببركته هذه يبعث في الأجيال على المدى روح الجهاد .. الجهاد الذي أصبح فرض عين على كل مسلم ومسلمة عندما يعتدى على شبر من أرض المسلمين، فكيف إذا كان هذا الشبر هو شبر في المسجد الأقصى ؟!.
إن المسجد الأقصى المبارك ببركته هذه يعلم الأجيال على المدى مفهوما جديدا للجهاد اسمه الجهاد التطوعي أو الهواية المقدسة.
إن المسجد الأقصى المبارك ببركته هذه سيحررنا نحن أيضا القاعدين بلا عذر والمقعدين بلا علة في ديار سايكس بيكو,
إن المسجد الأقصى المبارك ببركته هذه سيضرب عرض الحائط بكل تقسيمات سايكس بيكو.
إن المسجد الأقصى المبارك ببركته هذه سيعيد الأوضاع في ديار سايكس بيكو إلى ما كانت عليه قبل الزمن السايكسبيكوي.
إن المسد الأقصى المبارك ببركته هذه سيعيدنا جميعا قريبا إن شاء الله إلى أيام العز والمجد يوم أن كان يركب المغربي جمله مولياً وجهه شطر المسجد الحرام بعد أن ينوخ به جمله في المدينة المنورة صلوات ربي وسلامه على ساكنها ويمكث ما شاء الله له ثم يعود إلى المغرب لا يسأله أحد عن جواز سفر أو من أنت؟ أو من أين جئت؟ أو إلى أين أنت ذاهب؟ ومثله القادم من طشقند وسمرقند وبخارى في الشرق ومثله القادم من البانيا والبوسنه في الغرب.
ما أجمل أن تعود هذه الأيام السعيدة .. ما أجمل أن تعود أيام المسلمين السعيدة .. وما أجمل الحرية في ديار الإسلام في ظل الإسلام .. إنها السعادة الدنيوية بالعيش في ظل راية العدالة والأمن والسلام.
هنيئا لك يا فلسطين بهذا الشعب الجبار .. وهنيئا لكم أنت يا أهل فلسطين بهذه البركة وبهذا الحرم القدسي المبارك الذي جعل من أهل فلسطين ولا أزكي على الله أحدا ولكن أحسبهم أكثر أهل الجنة في هذا الزمان والله تعالى أعلم وهنيئا لكم بشيخ الأقصى الرمز الفلسطيني المجاهد الشيخ رائد صلاح وأخيه الحبر المناضل مانويل مسلّم واستأذنه بقبول هذا اللقب.
أشكروا الله يا أهل فلسطين على هذه النعمة العظيمة التي خصكم الله بها ولعل ملامح النصر والتحرير بدأت تلوح في الأفق وأنتم أهلها وأهل لها وتستحقونها .. فامضوا على بركة الله بتطوير أساليب مقاومتكم وأنتم الأعلم والأخبر بأنه لا عيش إلا عيش الآخرة.