12-01-2016 11:48 AM
بقلم : ديما الرجبي
لم أكن أخطط أن أكتب ولو شق سطرٍ عن مضايا التي تُقتل جوعاً بحصارٍ لم يُعلن عن تفاصيله إلا الآن، فهم ليسوا بحاجةٍ إلى سطورنا الخائبة ؟؟ بعد سبعة أشهر من الحصار على 40 الف سني ، بجعبتي العديد من الأسئلة ،وتسارع الأحداث وترابطها يجعلني في ضيقٍ من أمري .
ابتداءً من قبول المعارضة بالتفاوض مع النظام السوري برعاية الأمم المتحدة وايران ، ثم الهجوم الايراني الممنهج على المقرات الدبلوماسية السعودية ثم اعدام نمر النمر ومن معه من المتهمين في قضايا ارهابية ومن ثم الاعلان عن قتل ضانا الشعب ثم قطع العلاقات الدبلوماسية السعودية الايرانية ؟!!
فما الرابط العجيب بين كل تلك الأحداث المتلاحقة ؟!
والآن يرفض حزب الله والنظام دخول المساعدات لضانا بعدما تقاذفوا الاتهامات فيما بينهم وبين الثوار " المانع والممانع " ؟!!
حزب الله أو ايران الجامعة لكل دائرة الممانعين والقومجين تعلم من أين تؤكل الكتف ، وقد نضع تصوراً ساذجاً يُرضي المعولين على أداء حسن نصر الله ونقول قد نستيقظ يوماً على خبر أن السيد حسن نصر الله تدخل في انقاذ ضانا وقاتل المتآمرين عليهم وأمدهم بالغذاء والدواء وحقق نبوءة أن الفتنة بين السنة والشيعة أسيادها " سنة" ومنقذيها " شيعة" وأن رجل القضية الأولى والمُنقذ الأعظم لكل الورطات العربية أنقذ ما تبقى من سنة ضانا ؟!!
أتمنى أن تنشب الحرب العالمية وتُطهر الأرض من براثنها وجرذانها وخنازيرها .
فقد فاق الأمر طاقات استيعابنا فلم يرد في تاريخ الخيبات العربية أن تكون الحروب مُجردة من قواعدها وأن يكون واقع الأمر العبث والقذارة ؟!
في المصارعة الحرة لا يُقيد اللاعبون بقوانين لينتهي الأمر بعاهاتٍ ومشوهون وموتى ولا قانون يستطيع أن يحاسب الفائز على اسقاط عدوه لأنها مباراة لا تخضع لقوانين ؟!!
وهذا لسان حال حروبنا الدموية وسمتها البطش والقتل والتعذيب والاجرام الدنيء ، قد نفيض غيظاً على هذه الممرات الضيقة التي تبتلع وجودنا الآدمي ولكننا نُدرك يقيناً بأن الله لا يغفل عن ما يفعله الظالمون في الأرض.
سيحاسبكم التاريخ ....
لطالما سمعت هذه المقولة وسخرت منها حيث أن التاريخ يوثق اللحظات بأيدي أباطرته فهو شاهدٌ على التفاصيل بعيونهم فكيف له أن يُحاسبهم وهو شريكُ معهم ؟!
اليوم سأقول حقاً وصوباً " سيحاسبكم أطفال درعا والعراق وفلسطين وليبيا واليمن ولبنان وتونس .........."
سيحاسبونكم وسيسردون التفاصيل كما هي دون زيفٍ أو تغريرٍ بالحقائق برغم أنف التآمر العربي والغربي على الشعوب سيأتي يومٌ تمثلون أمام الحق وستسألون وتحاسبون .
إلى المعولين على أداء ايران ومن يستظل بها أقول إن القومية الرعناء لا تتمثل بكم ويا حبذا في هذا الوقت العصيب بأن تلتزموا الحياد في مواقفكم لأنكم ستدفعون فاتورة الإيمان بهم غالياً في وقتٍ تعتقدون بأنهم مبدءاً تلتحفونه كلما اشتد عصف التكالب العربي على القضية أقول لكم هؤلاء هم صناع الحروب الدموية ...
الخاسر الأكبر هم الشعوب .................
والله المُستعان