حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,17 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 41360

من طرف مين حضرتك؟

من طرف مين حضرتك؟

من طرف مين حضرتك؟

16-01-2016 09:32 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فرح ابراهيم العبدالات

كثرا ما نواجه سؤال من طرف مين حضرتك؟؟ لمجرد دخولنا الى مقابلة عمل في شركة محترمة ام غير محترمة ، ولمجرد تفكيرنا بالانخراط في عالم العمل و الوظائف ، من طرف مين حضرتك؟ هو سؤال اصبح بالنسبة لي اعتيادي لدرجة وصلت الى ان ارد عليهم بسؤال آخر " من طرفي أنا ما بزبط؟؟" حينها يبدأ الجميع بالضحك و كأنني ألقيت مزحة ثقيلة بدمها أضحكتهم بالغَصب، من طرف مين حضرتك ؟ هي جملة قيلت بعد ان تم استخدامها كبديل عن السلام والترحيب، هي جملة استفزازية لدرجة اني في كثير من الاحيان اشعر بأني في مجتمع متخلف رجعي قد غض بصره عن اي شهادات جامعية او خبرات متلاحقة على مدى السنوات التي مضت، اشخاص ما همهّم غير الطرف الذي من المحتمل بأن جئت اليهم عن طريقه، لعلهم يترجموا قبولهم بي كموظف الى عبارة "وحدة بوحدة" ، ويضعوا نقاطا على هذا الطرف الوهمي الذي ارسلني اليهم ليرد جميلهم بخدمةٍ أخرى بالمقابل ، سخرية القدر فعلا.
قبل سنوات قليلة وحسب ما أذكر بأن التوظيف كان يتم أولا استنادا الى الدرجة العلمية و الاختصاص و من ثم الواسطات كدرجة ثانية ، لكن للاسف في أيامنا هذه تم وضع الواسطات بالمرتبة الاولى بل مُنحًت وسام الشرف قبل اي شيء،عفوا اخوتي"للتوضيح فقط" حتى الواسطات لها درجات ان كنتم تجهلون ذلك ،فهنالك الواسطة التي- لا تضر ولا تنفع- ،وهنالك الواسطات "الدّسِمة" والتي تنفع أصحاب العمل بامتياز و بشكل مستمر،وقد وصل استهتار التعيينات بالواسطة الى اكتساح الشركات و البنوك و المؤسسات الحكومية لأشخاص يحملون درجة الثانوية العامة فقط ،بل يأخذون رواتب تفوق الجامعيين منهم، فما الذي حصل في بلادنا ؟وما الذي أصاب نفوس المدراء و أصحاب الشركات؟فحينما أواجه رجلا بالثلاثينات من عمره شاكياً من البطالة والتي جعلته ملازما منزله لسنوات بلا حول و لا قوة، يتخبط عن اليمين و عن الشمال،يُذل و يُطيح بكرامته أرضا فقط من أجل الحفاظ على كرامة أهل بيته و أبنائه،ألا يهمكم الأمر؟حينما تشاهدون مسنّا يدُور من شارع لشارع و دموعه تتناثر هنا و هناك يرجو الناس حتى وصل الى تقبيل يد مسؤولة لقسم خدمة العملاء والتي تصغره بعشرات السنين لتساعد ابنه في تملّكه لأي وظيفة كانت ،ألا تحترق قلوبكم؟؟ حينما تصلَكُم قائمة بأسماء المتوظّفينَ –سلفـا- قبل البدء باجراء المقابلات لمئات الشباب والذين معظمهم كانوا قد أتوا من مناطق بعيدة جدا وسط الشتاء و البرد القارص مبتهجين و مرتدين اجمل ما لديهم من ثياب حاملين شهاداتهم و سيرهم الذاتية المطبوعه بالألوان، الا تشعرون بظلمكم لهم ولأمهاتهم اللواتي هجرن نومهن في تلك الليلة و قضونها بالصلاة و الدعاء؟ ان لم تشعروا فأنا قد شعرت و شعرت الكثير من الذي لم تشعرون به ولم يحرّك فيكم ساكناً ولو بالقليل ،فالى متى حالنا سيستمر بالهبوط شيئاً فشيئاَ حتى نجد أنفسنا قد لامسنا القاع بأيادينا ؟ متى سنصبح متحضرين فكرا و عادلين تصرفاً؟ متى ستضع حكوماتنا حدّ لهذه المهزلة والذي فاقت حدها بشكل ملحوظ؟ متى ستشعر حكوماتنا بالشباب و بدوافعهم و حماسهم الذين لطالما احتفظوا به لخدمة أوطانهم؟ ،لكن للأسف,أصبحت غربتهم هي الأمل ووظيفتهم في هذا الوطن هي الحلم الذي من المستحيل تحقيقه ،فلا تخسروا شبابكم لكي تفوزوا بمصالحكم الشخصية ،ولا تجردوا ضمائركم من الشعور والعدل في أخذ القرار، فعمار مستقبل اوطاننا بسواعدهم فقط،والارتقاء باقتصادها بسواعدهم ايضا، وأمان أوطاننا كذلك.








طباعة
  • المشاهدات: 41360
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم